التصنيفات
الصحة العامة

تعلم ألا تفعل شيئاً لبضع دقائق

لن تجد هذه النصيحة فى كتاب طبى، ولكن هناك أحد الأنشطة أنا مقتنع بأنها صحية لنا جميعاً ولكن أغلبنا لا يحسن القيام بها ـ وهى عدم فعل أى شىء مطلقاً. ولقد واتتنى هذه الفكرة حديثاً عندما خرجت من المستشفى بعد إجراء جراحة كبيرة فى العمود الفقرى، وكنت مجبراً على الجلوس أو الرقاد دون عمل أى شىء.

وما أدهشنى لم يكن الإحباط الذى شعرت به بشأن حالتى البدنية، بل حقيقة أنه لا يوجد شىء أقوم به بعد أن كنت أندفع بسرعة 100 ميل فى الساعة هنا وهناك كما كنت أفعل يومياً. وكلما فكرت فى ذلك كلما أدركت كم كان مفهوم عدم عمل أى شىء غريباً بالنسبة لى، وكم كان عدم تطبيقه شىء غير صحى. ولكن بعد عدة أيام أدركت أن المقاومة ليست مجدية وأن علىَّ أن أعود إلى ما يجب عمله وهو لا شىء. فى نهاية الأسبوع الأول بدأت أسترخى وبعد أسبوعين كنت فعلاً فى حالة سبات أو غيبوبة. لقد وصل بى الحال إلى حالة استرخاء كانت غريبة علىّ، إلا أن كل ما فعلته هو التوقف عن عمل أى شىء، لست فى منتجع صحى وليس لدى معلمين شخصيين، ولا تغير فى النظام الغذائى، إننى أتوقف فقط عن أى شىء، فلقد كنت وكأننى فى عطلة. وقد كنت أستغرق أسبوعاً لأبدأ فى الاسترخاء، وأشعر بفائدة ابتعادى عن العمل، ولكن عندما كانت تنتهى فترة الاسترخاء كنت أبدأ فى الشعور بالمتعة.

بالطبع لا أنصح بمثل هذه الطريقة القاسية ـ مثل إجراء عملية جراحية ـ لإيجاد وقت للاسترخاء، ولكن الكثير منا يعيشون حياة مزدحمة بالفعل ويتعودون على الشعور بالضغط العصبى والتوتر والإرهاق ـ عادة ـ بسبب الضرورة أو الحاجة. وكنتيجة لذلك ؛ فإنه من الضرورى أن نتعمد التراجع عما نعمل ونبذل جهداً واعياً للتقليل من سرعتنا فى الحياة. إن ما نختار عمله هو أمر متروك لنا ـ فبعض الناس يعملون فى الحديقة، وبعضهم يشاهد مباريات كرة القدم، والبعض الآخر لا يفعلون شيئاً بالمرة.

إن أسلوب الحياة العملية المزدحم لا يترك لنا وقتاً لرعاية أنفسنا، لاحظ مدى تكرارك لجملة: « يجب أن نعمل أى شىء «، وفى كل مرة تفعل ذلك عليك أن تسأل: « لماذا ؟ « وإذا لم يكن الأمر مهماً للغاية، فعليك أن تعطى نفسك فترة راحة. إن هذا يمنع الملل ؛ مجرد أن تغير الروتين لبضع دقائق، وتعطى نفسك فرصة الاسترخاء.

تعلم ألا تفعل شيئاً. إن عقولنا وأجسامنا فى حاجة إلى الراحة والتعافى بنفس حاجتها إلى الطعام والشراب. وكلما كان ذلك صعباً عليك، كلما اشتدت حاجة جسمك إليه.