التصنيفات
الباطنية

تأثير هرمون الإستروجين في الغدة الدرقية

يمكن لعدد من الهرمونات المختلفة وخاصة الهرمونات الجنسية أن تؤثر في وظائف الغدة الدرقية.

هيمنة هرمون الإستروجين والغدة الدرقية

تشيع بكثرة إصابة النساء بجميع أمراض الغدة الدرقية، وقد كان يُعتقد لفترة طويلة أن الهرمونات الأنثوية هي المسئولة عن ذلك.

ووظيفة هرمون الإستروجين هي حفظ الطاقة في صورة دهون، ومن ثم، فإن كلًّا من هذه الهرمونات يعمل بشكل مخالف للآخر، وللإستروجين العديد من الوظائف الأخرى، بما فيها ظهور العلامات الأنثوية، وزيادة سُمك بطانة الرحم، بينما للبروجسترون وظيفة مضادة للإستروجين، وهو يعمل على تثبيط عمل هرمون الإستروجين، أو يوازنه؛ فهو يمنع هرمون الإستروجين من أن يكون له تأثير بالغ أو مهيمن في الجسم.

وهيمنة هرمون الإستروجين هي حالة شائعة للغاية عند النساء، وتحدث عندما لا يوجد ما يكفي من هرمون البروجسترون الذي ينتج في الجسم لمواجهة تأثير هرمون الإستروجين. وتنتشر هذه الحالة حاليًّا لعدة أسباب: تلد النساء الآن عددًا قليلًا من الأطفال، كما أنهن ينجبن في سن متأخرة (تُفرز كمية هائلة من هرمون البروجسترون خلال الحمل)، ويمكن للضغط النفسي ونقص التغذية أن يعوقا إنتاج هرمون البروجسترون، وتعمل العديد من المواد الكيميائية في وقتنا هذا كهرمون إستروجين صناعي (هذه المواد ليست إستروجين، ولكنها تخدع الجسم فيظن أنها هرمون الإستروجين)، ويمكن أن تتضمن أعراض هيمنة هرمون الإستروجين المتلازمة السابقة للحيض، وتورم الثدي، والانتفاخ، وتقلب الحالة المزاجية، والرغبة في تناول السكريات، والحيض الغزير المؤلم، والانتباذ البطاني الرحمي، والصداع المصاحب للحيض، وفقدان الرغبة في العلاقة الزوجية الحميمة، وقصر دورة الحيض، والأورام الليفية. وتكون عادةً هيمنة هرمون الإستروجين في أسوأ حالاتها في السنوات السابقة لسن اليأس؛ وذلك بسبب أن هذه هي الفترة التي يقل فيها هرمون البروجسترون بصورة هائلة، وتظهر غالبًا مشكلات الغدة الدرقية في هذا الوقت نفسه.

وقد يعوق ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين تأثير هرمونات الغدة الدرقية، ويمكن أن يؤدي إلى انخفاض نشاطها؛ لأن هرمون الإستروجين يحفز إنتاج الجلوبولين الحامل لهرمونات الغدة الدرقية بشكل كبير، والجلوبولين هو البروتين الذي يرتبط مع الثيروكسين في الدم، ويجعله غير نشط، وبالتالي، تؤدي زيادة هرمون الإستروجين إلى انخفاض كمية الثيروكسين الحر الموجودة في الدم. ويزيد عادةً مستوى الجلوبولين الحامل لهرمونات الغدة الدرقية في أثناء فترة الحمل، وخلال فترة تناول هرمون الإستروجين (مثل حبوب منع الحمل، والعلاج الهرموني البديل) وخلال المرحلة الحادة من العدوى بالالتهاب الكبدي. وسوف ينتج عن ذلك انخفاض في مستوى هرمون تي٤ الحر.

وتحفز كذلك زيادة هرمون الإستروجين الجسم للحفاظ على النحاس، والنحاس ينافس الزنك، لذلك يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين إلى نقص الزنك، والذي هو مهم لوظائف الغدة الدرقية، وهو ضروري لتحويل هرمون تي٤ إلى تي٣، وبالتالي، يمكن لارتفاع مستوى النحاس أن يتداخل مع إنتاج هرمونات الغدة الدرقية والاستفادة منها.

وتحتاج النساء المصابات بانخفاض نشاط الغدة الدرقية ويتناولن هرمونات الغدة الدرقية، إلى زيادة الجرعة عندما يبدأن تناول هرمون الإستروجين، مثل العلاج بالهرمون البديل (إتش آر تي)، أو تناول حبوب منع الحمل. وإذا كنتِ مصابةً بانخفاض نشاط الغدة الدرقية، وبدأت حديثًا تناول علاج هرمون الإستروجين، فمن الضروري إجراء اختبار لتقدير مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية، علاوةً على قياس هرموني تي٤ الحر، وتي٣ الحر بعد ستة أسابيع من بدء تناول هرمون الإستروجين.

ويعتبر علاج هيمنة هرمون الإستروجين جانبًا ضروريًّا في علاج أمراض الغدة الدرقية. وهناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لنفسك، أو استخدام هرمون البروجسترون الطبيعي في شكل كريمات تدهن على جلد الجزء الداخلي من المرفق مرة واحدة يوميًّا بعد الاستحمام.