التصنيفات
الباطنية

العلاج الطبي لحصوات المرارة: استئصال المرارة وأدوية تفتيت الحصوات

إن الحل الطبي الأكثر شيوعا للتخلص من حصوات المرارة هو استئصال المرارة. وفي الحقيقة، هذا هو أحد الإجراءات الأكثر شيوعا التي تتم في المستشفيات اليوم، ونوبة المرارة أحد الأسباب الأكثر شيوعا لدخول المستشفى بسبب ألم في البطن، وهناك العديد من البدائل لجراحة المرارة، سنشرحها في الجزء التالي استئصال المرارة

في الماضي، كان استئصال المرارة جراحة كبرى؛ حيث يتم فيها فتح جزء كبير من البطن، وذلك يعني أن المرضى كانوا عرضة لحدوث مضاعفات، وكانوا يواجهون خطر حدوث عدوى مرضية بعد الجراحة.

منذ 25 عاما تقريبا ظهرت الجراحة باستخدام المنظار، ومنذ ذلك الحين، أصبحت جراحة المرارة أكثر سرعة وبساطة

يجب أن يخضع الأشخاص الذين يعانون التهابا حادا في مراراتهم، بالإضافة إلى حصوات عديدة، وأعراض مستمرة وحادة، لجراحة استئصال المرارة عاجلا وليس آجلا، وهذا لأن الأشخاص الذين يعانون التهابا حادا في المرارة يكونون أكثر عرضة لمضاعفات مثل العدوى المرضية، والتهاب البنكرياس.

في تلك الحالات، عادة لا يمكن إجراء العملية الجراحية بالمنظار، وتصبح العملية الجراحية التقليدية إجراء أكثر خطورة، وتحتاج إلى فترة نقاهة أطول.

وفي جراحة المرارة باستخدام المنظار، يتم فتح شق صغير جدا في بطنك. وفي هذا الشق، يتم إدخال منظار صغير مرن في نهايته أداة جراحية، ويقوم الجراح بفحص مرارتك من خلال شاشة حاسوب، ويستأصلها بواسطة الأداة الجراحية الصغيرة عبر شق صغير جدا.

وتكون فترة النقاهة قصيرة جدا بالنسبة إلى معظم الأشخاص، ويكون هناك احتمال ضعيف بأن تحدث عدوى مرضية.

وفي أثناء الجراحة، يتم تصوير القنوات الصفراوية؛ للتأكد من عدم وجود حصوات عالقة في إحدى القنوات المرارية، وأن القناة المرارية لم تتلف، ويتم تصوير القنوات الصفراوية بالأشعة السينية، وباستخدام وسط تباين (صبغة) لإظهار القنوات الصفراوية بشكل ملائم.

المشكلات المحتملة بعد استئصال المرارة

تلك هي المشكلات الرئيسية التي تحدث بعد استئصال المرارة:

■ تم استئصال مرارتك، ولكنك لا تزال تشعر بالألم، ووفقا لدراسة نشرت في الدورية البريطانية للطب العام، فإن ثلث المرضى الذين خضعوا لعملية استئصال المرارة، ذهبوا إلى طبيبهم مرة أخرى وهم يشكون الألم نفسه الذي كانوا يشكونه قبل استئصال المرارة.

■ أحيانا ما لا يكون الألم وعدم الارتياح بسبب حصوات المرارة؛ فربما ينتج الألم عن التهاب في القنوات المرارية داخل الكبد، أو القناة الصفراوية المشتركة بين الكبد والأمعاء الدقيقة، وأحيانا ما ينتج الألم عن تراكم الدهون في الكبد، أو عسر الهضم، أو التهاب في المعدة، أو أي عضو آخر داخل البطن.

ربما يكتشف طبيبك أن لديك حصوات، ولكن ربما يكون لديك مشكلة صحية أخرى؛ وذلك المرض هو المسئول عن الألم، وليس حصوات المرارة.

■ تم استئصال مرارتك وزال الألم؛ ولكنك الآن تشعر بمشكلات هضمية مستمرة مثل الإسهال بعد تناول الوجبات الدسمة، وعدم القدرة بشكل عام على هضم الدهون.

إن أعراض عسر الهضم الشائعة بعد استئصال المرارة هي الرغبة الملحة في التغوط، والبراز اللين، وانتفاخ البطن، والغثيان، والتجشؤ، ولا يشعر بعض الأشخاص بأي من تلك الأعراض؛ وهم الأشخاص المحظوظون، ومع ذلك، فأي شخص خضع لعملية استئصال المرارة لن يكون قادرا على هضم الدهون بشكل ملائم، وهذا يضمن تقريبا أنه سيعاني نقصا في الأحماض الدهنية الأساسية، والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون.

■ إذا خضعت لعملية استئصال المرارة، فإنك تكون أكثر عرضة لتراكم الدهون في الكبد، والحصوات في القنوات المرارية داخل كبدك (وهي الأكثر صعوبة في معالجتها)، وأكياس الكبد تصوير البنكرياس بالتنظير الباطني بالطريق الراجع

عادة ما يستخدم هذا الإجراء لإزالة أية حصوة عالقة في القناة المرارية، وأحيانا لا يكشف فحص الموجات فوق الصوتية عن وجود حصوة في إحدى القنوات المرارية، وإذا ما شك طبيبك في أن هذا ربما يسبب مشكلة لك؛ فتصوير البنكرياس بالتنظير الباطني بالطريق الراجع يمكن أن يكشف عن وجود حصوة، وكذلك يمكنه إزالتها، وفي هذا الإجراء، يمرر المنظار خلال الفم، ثم المعدة، حتى النقطة التي تفرغ فيها القناة الصفراوية المشتركة في الأمعاء الدقيقة.

تتدفق الصبغة في القناة الصفراوية المشتركة؛ لإظهار إذا ما كانت هناك أية انسدادات، وإذا ما وجدت حصوة؛ يمكن تمرير الأداة الجراحية عبر المنظار لكي تزيلها.

العلامات والأعراض التي تشير إلى وجوب استئصال مرارتك

أحيانا ما تكون عملية الاستئصال واجبة!

نؤكد على مدى أهمية المرارة للصحة العامة، وكيف يفقد الكثير من الأشخاص مراراتهم، في حين أن إدراج بعض التغييرات البسيطة في الحمية الغذائية قد يحول دون ذلك. وللأسف، أحيانا ما يكون قد فات أوان ذلك، ويكون من الأكثر أمانا أن تتم عملية استئصال المرارة.

ترك المرارة شديدة الاعتلال دون إزالة، أمر مثير للمتاعب؛ لأنه من الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة للغاية ومهددة لحياة الإنسان

من فضلك، لا تعتمد على المعلومات المدرجة عندما تتعامل مع حالة مرارتك، من المهم للغاية أن تتابع حالتك باستمرار مع طبيبك الخاص؛ لكي تتجنب العواقب الوخيمة.

إن نوبة المرارة الحادة يمكن أن تؤدي إلى تمزق المرارة، أو القناة المرارية، كما أنها يمكن أن تتسبب في التهاب حاد في البنكرياس؛ الأمر الذي قد يهدد حياة الإنسان.

تستمر معظم نوبات المرارة لمدة تتراوح ما بين ساعة وأربع ساعات، وإذا كنت تعرضت أكثر من مرة لنوبات مرارية في الماضي؛ فستكون على دراية بالمدة التي تستغرقها النوبة، وطبيعة الألم، وما يصلح لتخفيف الألم.

وإذا تعرضت لنوبة مرارة، واستمرت لمدة أطول من المعتاد، وكان الألم شديدا، ولا يستجيب لوسائل المساعدة الذاتية المعتادة؛ فمن فضلك توجه إلى المستشفى على الفور.

وإذا كنت مرتابا؛ فمن فضلك، الجأ إلى الرعاية الطبية بأسرع ما يمكن.

وأحيانا ما تتغلظ جدران المرارة (تتضخم) بدرجة تجعل المرارة غير قادرة على التقلص بشكل ملائم على الإطلاق، وأحيانا ما تتكلس جدران المرارة؛ وهذا أيضا يعوق عملية التقلص الطبيعية، يعد هذان الأمران، بالإضافة إلى التهاب المرارة، علامات واضحة على أنه من الأفضل لك أن تخضع لعملية استئصال المرارة.

المعالجات الطبية غير الجراحية لحصوات المرارة

تفتيت الحصوات

الاسم الكامل لهذا الإجراء هو تفتيت الحصوات بالموجات الصادمة من خارج الجسم، وفي هذا الإجراء، تستخدم الموجات فوق الصوتية لتفتيت الحصوات في المرارة، وهذا الإجراء يناسب فقط الحصوات الصغيرة المفردة.

ونادرا ما يتم اللجوء إلى إجراء تفتيت الحصوات؛ لأن الحصوات سرعان ما تميل إلى التكون مجددا، وهذا يجب توقعه، ما لم تعالج العوامل التي أدت إلى نمو الحصوات في المقام الأول، وفي الحقيقة، وفقا لبحث تم إجراؤه، فإن نحو 45% من المرضى الذين خضعوا لإجراء تفتيت الحصوات، خضعوا لعملية استئصال المرارة في النهاية؛ وذلك بسبب تكرار حدوث المشكلة.

وعادة ما تعطى المضادات الحيوية بشكل وقائي للمرضى الذين خضعوا لإجراء تفتيت الحصوات؛ وذلك لأن هناك احتمالا بأن يعلق جزء من حصوة صغيرة في القناة المرارية ويسبب عدوى مرضية

أدوية لتفتيت حصوات المرارة / علاج أملاح العصارة الصفراوية عن طريق الفم

يتضمن هذا تناول أدوية لتفتيت حصوات المرارة، وتستخدم هذه الطريقة فقط لحصوات المرارة الصغيرة غير المتكلسة، والحصوات الصغيرة عادة ما يكون قطرها أقل من 1.5 سنتيمتر.

وتبقى الحصوات المتكلسة في المرارة وقتا أطول، وتكون أكثر صلابة؛ لذا تستغرق وقتا أطول حتى تتفتت، ونادرا ما يستخدم معظم الأطباء هذه الطريقة؛ لأنها عملية في غاية البطء، وتميل الحصوات إلى التكون مجددا. ولهذا، عادة ما ينصح بها الأشخاص الذين لا يمكنهم إجراء عملية جراحية لسبب أو لآخر.

تعمل هذه الطريقة على زيادة كمية الأحماض الصفراوية في عصارتك الصفراوية، وتقليل كمية الكوليسترول فيها، وبمرور الوقت، يساعد هذا على تقليل كثافة العصارة الصفراوية، وتفتيت الحصوات ببطء.

■ حمض أورسوديوكسيكوليك

الدواء الأكثر شيوعا الذي يستخدم لتفتيت حصوات المرارة هو حمض أورسوديوكسيكوليك الذي يباع حاملا أسماء العلامات التجارية أورسوفاك أو أورسوديول أو أكتيجال، وهذا دواء آمن جدا؛ لأنه يتكون من أملاح العصارة الصفراوية الطبيعية التي تفرزها كبدك، ولكن ربما لا تفرزها بشكل كاف الآن.

وهو يساعد على تقليل احتمالية التعرض لألم المرارة، ونوبة المرارة الحادة، ولا يستخدمه الكثير من الأطباء هذه الأيام؛ لأنه بطيء المفعول، وفي تلك الأثناء، تتكون حصوات المرارة مجددا عند معظم الناس. ومع ذلك، إذا كنت تملك الحافز لتغيير حميتك الغذائية؛ فحمض أورسوديوكسيكوليك يمكن أن يكون جزءا قيما من خطة علاجك، ويمكن لهذا الدواء أن يقلل من عسر الهضم، وحكة الجلد المرتبطة بارتفاع نسبة البيليروبين في الدم، وهو مادة مصنعة معمليا؛ فهو لا يأتي من العصارة الصفراوية الحيوانية.

ويمكن أن يستخدم أورسوديول لمنع تكون حصوات المرارة؛ خص وصا لدى المرضى الذين يعانون انخفاضا سريعا في الوزن.

وعادة ما يكون هناك توازن داخل المرارة بين أملاح العصارة الصفراوية والكوليسترول، وفقدان الوزن السريع يؤدي إلى اختلال هذا التوازن، وخلال عملية فقدان الوزن السريع (أكثر من 1.4 كيلوجرام أسبوعيا)، تقل أملاح العصارة الصفراوية ويزيد الكوليسترول.

ويستخدم أورسوديول أيضا كعلاج للتشمع المراري الأولي، وهو مرض كبدي يدمر القنوات الصفراوية في الكبد، وعندما يحدث هذا، لا يمكن للعصارة الصفراوية أن تتدفق إلى الأمعاء الدقيقة لتساعد على هضم الدهون، وتظل العصارة الصفراوية عالقة في الكبد، وتسبب تلفا في خلايا الكبد؛ ما قد يؤدي إلى تشمع الكبد، وبما أن أورسوديول حمض صفراوي، فهو يحسن وظائف الكبد بالنسبة إلى من يعانون التشمع المراري الأولي، وهو يرفع مستوى عمل الكبد؛ ما يسمح بتأجيل عملية زراعة الكبد.

والأورسوديول يجب أن يؤخذ يوميا مدى الحياة، أو حتى تتم عملية الزراعة

■ الكولسترامين

هذا نوع آخر من الأدوية التي تعطى عن طريق الفم، ويمكن استخدامها لتفتيت حصوات المرارة، وهو يباع حاملا اسم العلامة التجارية كويستران لايت، وهو عادة ما يستخدم لتقليل مستويات الكوليسترول، ويعمل على ربط أملاح الأحماض الصفراوية وإخراجها من الجسم مع البراز. وهو دواء آمن وفعال، ويمكن تحمله.

ويمكن أن يخفف الكولسترامين من الحكة المزعجة التي يشعر بها بعض الأشخاص المصابين باعتلال المرارة بسبب ارتفاع البيليروبين في الدم. وهذا يحدث إذا كان هناك انسداد في القناة الصفراوية داخل الكبد، أو في النظام الصفراوي، والكولسترامين فعال جدا في التحكم في الإسهال المزمن الذي قد يكون من الآثار الجانبية لاستئصال المرارة. وهو متوافر في أكياس لأنه مسحوق، ولسوء الحظ، تحتوي أكياس الكويستران على المحلي الصناعي أسبرتام، ولكن هذا ليس مستغربا من شركة أدوية.

بما أن الكولسترامين يقلل الكوليسترول، فهو يقلل أيضا امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون بما في ذلك فيتامينات ك ود وه وأ، ومضادات الأكسدة القابلة للذوبان في الدهون مثل الكاروتينات والليكوبين، بالإضافة إلى الأحماض الدهنية الأساسية، وهذا هو أكبر عيب لهذا الدواء