التصنيفات
الجلد | الشعر | الأظافر

التهاب الجلد والإكزيما: العلاج البديل

ثمة أنواع عديدة من التهاب الجلد، وهو طفح جلدي ينتج عنه احمرار، حكة، ورم، نز، جفاف، تقشر أو أي مزيج من هذه الأعراض. فهنالك التهاب الجلد التماسي التهيجي، التماسي التحسسي، التماسي الضوئي، التأتبي (المعروف أيضا بالإكزيما)، الدرهمي، الدهني، اليدوي، والمحيط بالفم.

وبالرغم من أن طبيب الجلد يمكنه أن يحدد نوع الالتهاب الجلدي الذي تعاني منه، إلا أنه قد لا ينجح في علاجه.

“غالبا ما يتمكن أطباء الجلد من تشخيص نوع الالتهاب الجلدي بدقة كبيرة، ولكن غالبا أيضا ما تخفق علاجاتهم في شفاء الحالة”، برأي أندرو ربمان، دكتور في طب المعالجة الطبيعية ومؤسس عيادة ساوثبيري للطب التقليدي في كونكتيكت.

والواقع أن معظم وسائل العلاج التقليدية تندرج في واحدة من فئتين. إحداها موضعية، وتكون عبارة عن كريم أو مرهم أو غيرها من الأدوية التي تدهن على الجلد وتخفف الأعراض بدرجة أو بأخرى. والثانية فموية، تتمثل في دواء موصوف يثبط البكتيريا أو الفيروس المقترن بالمشكلة.

ولكن استنادا إلى د. ربمان، فإن معظم الكائنات المقترنة بالتهاب الجلد كانت تعيش بسلام على البشرة قبل نشوء المشكلة. ولكن بطريقة ما، ضعفت صحة الجلد مما أتاح لتلك الكائنات بالتكاثر مسببة الطفح. والسبب غير المعروف لضعف الجلد برأيه، غالبا ما يعود إلى نقص في الأثر المعدني السيلينيوم.

دليل العناية الطبية

إن عانيت من أي من أعراض التهاب الجلد – جفاف، احمرار، تشقق، أو ازدياد سماكة الجلد أو حكة مستمرة – لأكثر من بضعة أسابيع، عليك استشارة طبيب جلدي لتحديد السبب الفعلي للطفح. فبدلا من التهاب الجلد فقد يعود السبب إلى تحسس أو حساسية مماثلة. وإن كان التهاب الجلد هو المسؤول عن الأعراض، بإمكان الطبيب أن يسيطر على المشكلة ولكنه لا يستطيع شفاءها.

لهذا السبب، ينصح أندرو ربمان، دكتور في طب المعالجة الطبيعية ومؤسس عيادة ساوثبيري للطب التقليدي في كونكتيكت، برؤية طبيب ذي توجه للطب الطبيعي، كالمعالج الطبيعي، الذي يستطيع مساعدتك في وضع برنامج لا يخفف أعراض الطفح فحسب بل ويحسن أيضا من صحتك العامة ويعزز جهازك المناعي تجنبا لعودة الالتهاب ثانية.

السيلينيوم: يوقف فرط نمو الكائنات

يرتبط السيلينيوم في الجسم مع مواد أخرى ليشكل مركبا يعرف باسم بيروكسيداز الغلوتاثيون، مما يسمح للجهاز المناعي ب‍”تحليل” الكائنات التي تقطن الطبقة الخارجية من الجلد قبل نموها المفرط.

فإن كانت الكائنات مؤذية من حيث النوع أو العدد، يتم إنذار محاربات مناعية تخفض عدد الأفراد الخطيرين أو تقضي عليهم. ويصف د. ربمان هذه العملية قائلا: “الغلوتاثيون هو أشبه برامبو البشرة”.

أما إن كنت تعاني من عوز للسيلينيوم، فإن بشرتك تفتقر إلى نظام إنذار قوي. فيقول: “إن افتقر غذاؤك ونظامك التكميلي إلى ما يكفي من السيلينيوم، يستحيل باعتقادي تحسين مقاومة الجسم لكثير من أنواع التهاب الجلد فوق درجة معينة”.

ومما يزيد الأمور سوءا أنه من غير السهل التعويض عن نقص السيلينيوم بواسطة الطعام أو المكملات. فالزراعة المكثفة استنفدت المعدن من التربة، فيما يضيع أكثر من ذلك منه في عمليات التصنيع الغذائية. ولو حاولت الحصول على حاجتك من السيلينيوم من المكملات، قد لا تنجح في ذلك. فكثير من المكملات يحتوي على شكل من المعدن لا يمتصه الجسد بسهولة، ولا يستعمله كما يجب بالتالي، كما يشير د. ربمان.

وللتأكد من حصولك على ما يكفي من السيلينيوم، ينصح باستعمال شكل سائل من المعدن يمتاز بسهولة امتصاصه. ويوصي د. ربمان بتناول حوالى 190 مكغ من السيلينيوم في اليوم طيلة مدة الإصابة. وإن لم تتحسن الأعراض خلال 6 أسابيع، عليك استشارة الطبيب.

مضادات التأكسد: تساعد البشرة المصابة على الشفاء

من شأن مضادات التأكسد أن تساعد على علاج البشرة التالفة عبر القضاء على الجذيرات الحرة، وهي جزيئات غير مستقرة تؤكسد الخلايا السليمة أو تدمرها. وتنشأ الجذيرات الحرة عن منتجات ثانوية تتولد عن مكافحة الجسد لالتهاب الجلد وعن التعرض لضوء الشمس، وعن التدخين وتناول الأطعمة الدهنية وكثير من العوامل الحياتية الأخرى. وبالقضاء على هذه الجذيرات، لا تساعد مضادات التأكسد على شفاء التهاب الجلد فحسب، بل وعلى الوقاية من الإصابة به في المستقبل.

وإليك ما يعتبره د. ربمان أهم مضادات التأكسد المفيدة لسلامة البشرة. وهنا أيضا إن لم تشف المشكلة في غضون 6 أسابيع، استشر الطبيب.

•    بيتا – كاروتين: 12 إلى 18 ملغ في اليوم

•    فيتامين ج: 3.000 ملغ في اليوم على ثلاث جرعات (قبل ½ ساعة على الأقل من الوجبة أو ساعة و½ بعدها، لأن حمض المعدة ومحتوى الوجبة يدمران الفيتامين ج).

•    فيتامين هـ: 600 إلى 800 وحدة دولية يوميا.

•    زنك: 20 ملغ في اليوم للنساء، 30 ملغ في اليوم للرجال (يحتاج الرجال إلى كمية أكبر لأن البروستات تركز الزنك في الغدة وفي السائل المنوي).

الأحماض الدهنية: تخفف الالتهاب

تحتوي الدهون على مركبات تدعى أحماضا دهنية من شأنها أن تساعد على تخفيف الالتهاب وأعراض التهاب الجلد، برأي د. ربمان. ولاستعمال المزيج الأفضل من المدى الكامل للأحماض الدهنية المضادة للالتهاب، ابحث عن مكمل يحتوي على زيوت بزر الكتان وبزر لسان الثور وزيوت أوميغا – 3 وأوميغا – 6 وأوميغا – 9 من السمك. وهو يفضل مستحضرا يحمل اسم Perfect Oils، تصنعه شركة Nutritional Therapeutics. وإن لم تتمكن من إيجاد هذا المستحضر، ابحث عن واحد يحتوي على المكونات المذكورة أعلاه. اتبع التعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة.

الطعام: تجنب هذه الأطعمة المسببة لالتهاب الجلد

من شأن الحساسية تجاه بعض الأطعمة أن تسبب التهابا جلديا، كما يشير برادلي بونجوفاني، دكتور في طب المعالجة الطبيعية في كامبريدج، ماساشوستس. وثمة فحص دم يكشف حالات الحساسية الغذائية، تعرف باختبار الغلوبين المناعي G أو IgG، ويمتاز بدقة كبيرة في اكتشاف الأطعمة التي قد تسبب استجابة تحسسية. وبمقدورك أيضا القيام بفحص ذاتي وذلك بإبعاد الأطعمة المعروفة بأنها تسبب التهابا جلديا واحدا تلو الآخر لترى إن كنت ستتحسن.

وتعتبر مستخرجات الألبان هي المسؤولة عموما عن حالتك. ابدأ اختبارك بالانقطاع عن مستخرجات الألبان لمدة 30 يوما. فإن تحسنت الأعراض، فذلك دليل قوي على أن مستخرجات الألبان هي السبب. أعد بعد ذلك الألبان إلى غذائك لأسبوع. فإن عاودتك الأعراض، هذا يؤكد على أن هذا النوع من الأطعمة هو المسؤول عن حالتك. ولكن في حال امتنعت عن تناول الألبان، من الأهمية بمكان أن تعوض عن الكالسيوم الذي تفقده، إما بتناول مكمل من الكالسيوم أو بزيادة مأخوذك من أطعمة أخرى غنية بالكالسيوم، كالمكسرات والبزور والخضار الورقية الخضراء.

وفي حال لم ينفع تجنب الألبان في تحسين الحالة أو في حل المشكلة تماما، استعمل الاختبار نفسه للأطعمة التالية واحدا تلو الآخر: القمح، السكر، الفاكهة الحمضية، الذرة، الصويا، زبدة الفستق (الفول السوداني)، الشوكولاته، القهوة، والكحول. واعمل بالطريقة نفسها مع المسيئين جميعا، شهرا تلو الآخر وطعاما تلو الآخر، إلى أن تكتشف النوع الذي يسبب المشكلة.

كما يمكنك الامتناع عن جميع الأطعمة المشتبه بها دفعة واحدة لثلاثين يوما، ومن ثم إدخالها من جديد واحدة تلو الآخر إلى أن تكتشف الطعام المسؤول عن حالتك. وهذه الطريقة تعجل عملية كشف سبب الداء، ولكن احرص على استعمال مكمل عديد الفيتامينات أثناء الاختبار للحفاظ على قوتك – وصحتك.

علاجات طبيعية موضعية

من شأن كثير من وسائل العلاج الطبيعي، بما في ذلك زيوت عطرية وأعشاب طبية وتركيبات طبية صينية، أن تخفف أعراض التهاب الجلد.

العلاج بالعطور: تخفف أعراض الحالة

يعتبر مزيج الزيتين العطريين المضادين للالتهاب، البابونج الألماني والخزامى الجبلي (high-Alpine lavender)، واحدا من أفضل العلاجات المستعملة لتخفيف أعراض التهاب الجلد، برأي باربرا كلوز، خبيرة أعشاب ومعالجة بالعطور في إيست هامبتون، نيويورك.

أضف من ثلاث إلى أربع نقاط من كل زيت إلى أونصة واحدة (28.4 سم3) من زيت لسان الثور أو زهرة المساء، وكلاهما يحتوي على عوامل غذائية يعتقد بأنها تخفف الالتهاب.ضع المزيج على المناطق المصابة حسب الحاجة إلى أن يزول التهيج. وفي حال تفاقم التهيج أو بقي على حاله بعد ثلاثة أيام، أوقف استعمال العلاج واقصد الطبيب لتلقي علاج طبي.

عشبة ذنب الحصان HORSETAIL: لعلاج الإكزيما

عشبة ذنب الحصان هي عشبة ملينة معروفة قديما تساعد كثيرا على تخفيف أعراض الإكزيما، كما تشير نورما باسكوف واينبيرغ، معلمة في طب الأعشاب في كايب كود، ماساشوستس.

لتحضير الكمادة، ضع ملعقة صغيرة من سويقات ذيل الحصان المجففة أو الطازجة المسحوقة في فنجان من الماء واغلها لمدة 10 إلى 15 دقيقة. ارفعها عن النار واتركها تبرد إلى أن يصبح السائل دافئا لا يزعج البشرة. بل بها فوطة قطنية ناعمة ونظيفة، اعصرها، ولفها على المنطقة الملتهبة ثم غطها بفوطة أخرى جافة وسميكة. “اترك الكمادة لمدة 10 دقائق على الأقل”، كما تنصح واينبيرغ.

استعمل هذا العلاج مرتين في اليوم على الأقل إلى أن تختفي الأعراض. وبعد كل علاج، ادهن مناطق الإصابة ببضع نقاط من زيت الأفوكادو. وإن استمرت المشكلة بعد أسبوع، اقصد الطبيب.

الأعشاب الصينية: تخفف الاحمرار والورم

هوا توو (Hua Tuo) هو كريم يحتوي على عدد من الأعشاب الصينية التي من شأنها أن تخفف الاحمرار والورم الناجمين عن الالتهاب الجلدي، كما يرى دايفيد إ. مولوني، خبير مجاز في الوخز بالإبر ومدير Lehigh Valley Acupuncture Center في كاتاسوكوا، بنسلفانيا. استعمله حسب الحاجة إلى أن تزول الأعراض.

للمساعدة على السيطرة على الإكزيما هدئ انفعالاتك بالتأمل

من شأن التوتر أن يساهم في تفاقم الإكزيما. ولكن طب الأيورفيدا الهندي القديم يقدم العلاج: اجلس بوضع مريح في غرفة هادئة لا يزعجك فيها أحد، أغمض عينيك، وتأمل لمدة 15 دقيقة.

“فالتأمل يساعد مرضى الإكزيما على تخفيف الإجهاد المتراكم خلال النهار”، كما تقول براتيما ريشور، طبيبة معالجة طبيعية في نيويورك.