التصنيفات
صحة المرأة

أساليب الرضاعة الطبيعية والعناية بالحلمة

الاسترخاء وإدرار اللبن

من المحتمل أن تكوني قد لاحظت تأثير مشاعرك على إدرار اللبن لديك بسهولة. فالقلق والتوتر يمكن لهما التأثير سلبا على إدرار اللبن. لذا، حاولي عدم التفكير في أي مشكلات قبل بدء الرضاعة، وخذي بعض الأنفاس العميقة وأرخي كتفيك. واستلقي لمدة خمس عشرة دقيقة قبل موعد استيقاظ طفلك إن أمكن، وافعلي شيئا يشعرك بالكثير من الاسترخاء، سواء بإغلاق عينيك أو بالقراءة أو حتى بسماع الموسيقى.

بعد أن تعتادي على الرضاعة لأسابيع قليلة، فقد تلاحظين الإحساس المميز لإدرار اللبن أو نزوله أثناء الرضاعة، فقد يبدأ اللبن في التسرب من ثدييك عند سماع بكاء طفلك في الحجرة المجاورة، ولكن، على الرغم من ذلك، فقد لا تشعر جميع الأمهات بإحساس إدرار اللبن.

أوضاع الرضاعة

ابحثي عن وضع مريح للرضاعة، واحرصي على أن يكون وضع طفلك ملائما على ثديك حتى يمكنه التقاط الثدي والإطباق عليه بفمه بفاعلية. والإطباق بفم الطفل على الثدي لا يحدث إلا عندما يكون جزء من الهالة (المنطقة داكنة اللون حول الحلمة) داخل فم طفلك. ويمكن للأم مساعدة طفلها لإيجاد وضع رضاعة مريح وفعال بالتحكم في رأس الطفل بيد وتحريك الحلمة والهالة داخل فمه باليد الأخرى.

بالنسبة للسيدات اللاتي لديهن ثدي كبير الحجم، من المفيد للغاية ارتداء حمالات صدر داعمة لرفع الثدي لأعلى؛ حيث ليس من اليسير الإمساك بثدي ثقيل الوزن بجانب حملك للطفل على ذراع واحدة.

هناك أمران يجب تجنبهما عند وضع الطفل على الثدي؛ أولهما، الإمساك برأس الطفل بكلتا اليدين عند محاولة توجيه الطفل نحو الثدي. فالأطفال يكرهون الإمساك برءوسهم ويحاولون جاهدين التحرر من هذا الوضع. أما الأمر الثاني الواجب تجنبه، فيتمثل في الضغط على الخدين كي يفتح الطفل فمه. فالأطفال لديهم رد فعل فطري للاتجاه نحو أي شيء يلامس الخدين. وهذا الفعل الانعكاسي يساعدهم في العثور على الحلمة. عندما تضغطين على الخدين معا في الوقت نفسه، فإن هذا يربك الطفل كثيرا.

وضع الجلوس

تفضل بعض الأمهات الرضاعة من وضع الجلوس، ويعد أسلوب حمل الطفل وكأنه في مهده هو الأفضل للرضاعة من وضع الجلوس. احملي طفلك بحيث يكون رأسه فوق مرفقك في مواجهة ثديك مع سند ظهره بذراعك. يمكنك الإمساك بمؤخرته أو فخذه بيدك، ويجب أن يكون وجهه وصدره وبطنه وركبتاه في مواجهتك وأمامك. ويمكن وضع وسادة أسفله، ووسادة أخرى أسفل مرفقك لسنده بطريقة ملائمة. وباستخدام يدك الأخرى، أمسكي بثديك بين أربع أصابع من أسفله بحيث يكون الإبهام أعلى الثدي خلف الهالة مباشرة.

اضغطي بحلمة ثديك برفق على الشفة السفلى لطفلك حتى يفتح فمه جيدا. (كوني صبورا لأنه أحيانا ما يستغرق ذلك عدة دقائق). عندما يكون فم طفلك مفتوحا، اسحبي طفلك بالقرب منك جدا بحيث يكون فمه على الحلمة ولثته خلف الحلمة، مع مراعاة أن تكون معظم الهالة أو كلها داخل فمه، ويكون أنفه ملامسا لثديك، إلا أنه ليست هناك حاجة لترك مسافة لتنفسه ما لم تسمعيه يصدر صوت شخير في محاولته للرضاعة، إذا بدا متعسرا في التنفس تماما، فاسحبي مؤخرته بالقرب منك أو ارفعي ثديك برفق بأصابعك السفلى؛ فهذا من شأنه توفير مسافة زائدة يحتاجها للرضاعة دون إعاقة أنفه.

الاستلقاء جانبا

إذا كنت تفضلين الرضاعة وأنت مستلقية على جانبك، أو إذا كنت تشعرين بمزيد من الراحة تجاه هذه الطريقة بسبب غرز الخياطة الخاصة بعملية الولادة، فاطلبي مساعدة أحد لوضع وسائد خلف ظهرك وبين ساقيك، يجب أن يكون طفلك مستلقيا على جانبه في مواجهتك، وقد تحتاجين تجربة وضع وسائد أسفل طفلك وأسفل رأسك وكتفك كي تكون الحلمة في الارتفاع الصحيح لفم طفلك، فمثلا إذا كنت مستلقية على شقك الأيسر؛ فلفي ذراعك اليسرى حول طفلك وكأنك تحملينه في مهده، ثم اجعليه يطبق بفمه على الحلمة داخل فمه كما أوضحنا سابقا.

وضع الكرة

يفضل هذا الوضع في حالة الولادة القيصرية، أو لإرضاع طفل صغير الحجم، أو لتغيير وضع الرضاعة فقط، اجلسي على كرسي مريح (الغالبية العظمى تفضل كرسيا هزازا)، أو على سرير به الكثير من الوسائد لتحافظي على جلوسك منتصبة، ضعي ذراعك على الوسادة، وارفعي جذع طفلك وساقيه تحت مرفقك، بحيث يتم سند رأسه على يدك وفرد ساقيه تجاه ظهر الكرسي أو الوسائد خلفك، ساعدي طفلك على التقاط الثدي وإطباق فمه عليه كما أوضحنا عند حمله وكأنه في مهده.

التقاط الثدي ومصه

لكي يمص الطفل حلمة الثدي بنجاح، يجب أن يلتقط الطفل الثدي بوضع كل الحلمة ومعظم الهالة في فمه، كذلك، يجب أن تكون الحلمة موجهة لأعلى سقف فم الطفل، فعندما يطبق الطفل فمه على الحلمة، فإنه يفعل كما تفعلين الشيء نفسه عندما تأكلين «ساندويتش» كبير الحجم، فأنت تحتاجين إلى أن تمسكي بالثدي مثلما تمسكين بساندويتش ممتلئ؛ حيث يجب الضغط عليه بين إبهامك وأصابعك.

إن الأطفال لا يحصلون على اللبن من مجرد وضع الحلمة في أفواههم ومصها؛ فاللبن يتكون في غدد داخل الثدي، ثم يمر عبر قنوات صغيرة تجاه منتصف الثدي حيث يتجمع في عدد من الأماكن خلف الهالة، وتوجد قناة صغيرة تسمح بمرور اللبن من كل مكان عبر الحلمة، لذا؛ هناك عدد من الفتحات بكل حلمة؛ إذ عندما يرضع الأطفال بشكل صحيح، تكون كل الهالة أو معظمها داخل أفواههم، ويستخدم الأطفال اللثة للضغط على أماكن التخزين خلف الهالة واعتصارها لدفع اللبن عبر الحلمة داخل الفم، ويحافظ مص الطفل بلسانه على استمرار وجود الهالة داخل فمه والحصول على اللبن وتمريره من مقدمة الفم حتى خلفه وصولا إلى الحلق.

إذا وضع الأطفال الحلمة فقط داخل أفواههم، فلن يحصلوا على أي لبن تقريبا، وإذا ما أطبقوا أفواههم على الحلمة، فإنهم يتسببون في ألمها واحتقانها، ولكن إذا ما وضعوا معظم الهالة أو كلها داخل أفواههم، فإن اللثة تضغط على الهالة دون إيذاء الحلمة، وإذا بدأ طفلك في الإطباق على الحلمة وحدها، فضعي إصبعك في ركن فمه أو بين اللثة إذا لزم الأمر لإيقاف رضاعته. ويجب أولا إيقاف الرضاعة قبل سحب الثدي من فمه وإلا فستجرح الحلمة وتتقرح وتتشقق، بعد ذلك، ساعدي طفلك على التقاط ثديك مرة أخرى بحيث تكون الهالة داخل فمه، وإذا أصر طفلك على الإطباق على الحلمة، فتوقفي عن الرضاعة.

من الشائع أن يصبح الثدي محتقنا عندما ينزل اللبن لأول مرة؛ وهو ما قد يتسبب في أن تصبح الحلمة مسطحة فيصبح من الصعب على الطفل حديث الولادة التقاطها وخاصة مع كون الثدي مشدودا؛ فيصاب طفلك بالإحباط، لذا، يؤدي وضع الكمادات الدافئة على ثديك لاعتصار بعض اللبن لعدة دقائق قبل الرضاعة إلى سحب الحلمة للخارج بما يكفي لمساعدة طفلك على وضع الهالة في فمه، ولكن بعض السيدات يجدن أن الكمادات الباردة هي الأفضل لهن.

العناية بالحلمة

ينصح بعض الأطباء بعمل تدليك منتظم للحلمة خلال الشهر الأخير من الحمل لإبرازها، ولكن لا يتضح ما إذا كان هذا الأمر مفيدا حيث إن الكثير من التدليك قد يتسبب في تشقق الحلمة أو تقرحها، كذلك، فإن المبالغة في غسل الحلمة بالصابون يمكن أن يؤدي أيضا إلى جفافها وتقرحها، ومن ثم، فمن الأفضل أنه إذا كان التدليك مؤلما ألا تقدمي عليه، كذلك، إذا لاحظت أن تدليك الحلمة في أواخر الحمل يحدث انقباضات لرحمك، فمن الحكمة التوقف عن التدليك.

بعد ولادة الطفل وبدء رضاعته، تفرز غدد الهالة مادة زيتية، وبالتالي، ليس هناك ضرورة من إبداء المزيد من العناية الخاصة للحلمة سواء بتنظيفها أو بوضع مرهم عليها، ويعتبر اللانولين النقي المصنوع خصيصا للرضاعة الطبيعية – مثل كريم بيورلان أو لانسينوه – مهدئا للغاية.

وتعتقد بعض الأمهات ذوات الخبرة أن أفضل خطوة للحفاظ على سلامة الحلمة تكمن في استخدام القليل من لبن الثدي لتنظيف الحلمة بعد الرضعات. كذلك، تصبح الحلمة أكثر صحة عند عدم استخدام حمالات صدرية بها بطانة مضادة للماء، حتى لا تكون الحلمات رطبة باستمرار، ويجب تجنب أي شيء من شأنه إحداث جفاف أو تشقق بالحلمة، مثل استخدام الصابون أو المحاليل القوية التي تحتوي على كحول التدليك.

لن يكون هناك سبب وراء تشقق الحلمات إذا كان الطفل يرضع بشكل صحيح، فتشقق الحلمة وتقرحها يعد علامة على ضرورة الحصول على مساعدة بشأن تغيير أسلوب الرضاعة، فمع استخدام أسلوب ملائم، ستمثل الرضاعة تجربة مريحة لك، ولن تكون هناك مشكلة على الإطلاق.