التصنيفات
الغذاء والتغذية

الجزر Carrot

كثيرا ما يوصف الجزر بأنه ملك الخضار بلا منازع; كيف لا وهو أكثرها فائدة واستفادة وبه ارتبط المثل الشائع «الجزر يقوي النظر» الذي حفظه الصغير والكبير. فانكب الصغار على شرب عصير الجزر لأجل تقوية أبصارهم وأيضا لفوائده الأخرى، ونادرا ما يمتنع الصغير عن تناول الجزر بل هو مرغوب ومطلوب للذة طعمه وحلاوته المحببة. فالجزر تسلية وتحلية وبقلة ودواء.

والجزر يسر النظر بشكله الجميل ولونه البرتقالي ولكأنه يناديك لتتناوله وتأكله. وما يكسبه هذا اللون البرتقالي الجميل هو محتواه من البيتاكاروتين (B-carotene)، الملون الرئيسي الموجود في الجزر. والجزر هو أغنى المصادر الغذائية بالبيتاكاروتين، طليعة الفيتامين A والذي هو أيضا مضاد للمؤكسدات (antioxidant) ومحارب قوي لمرض السرطان، وواق من الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

فوائد الجزر

•    لحماية العين وتقوية البصر
•    غذاء ممتاز للأطفال الرضع
•    مهدئ طبيعي للأعصاب
•    لشباب وجمال دائمين
•    للحماية من سرطان الرئة والمعدة
•    لمعالجة الإسهال لدى الأطفال

المركبات الدوائية الفعالة

Carotenoids
Essential oils
Beta carotene
Gamma carotene Pectin
Alpha carotene
Limonene
Gamma carotene
Fibers
Zetta carotene

مكونات الجزر

يحتوي الجزر على البيتاكاروتين (Betacarotene) وهي المادة نفسها التي تعطي الجزر هذا اللون البرتقالي البراق. والبيتاكاروتين واحد من مجموعة الكاروتينوئيدات (carotenoids) التي تشمل أيضا الألفا كاروتين (Alpha-carotene) والغاما كاروتين (gamma-carotene) والزيتاكاروتين (zeta-carotene) وجميعها موجودة في الجزر ولكن بنسب أقل من البيتاكاروتين.

وقد أعطيت هذه المجموعة من المواد الملونة هذا الاسم أي (carotenoids) تيمنا بالجزر (Carrot) وخصوصا البيتاكاروتين المسؤول الرئيسي عن لون الجزر البرتقالي. ويحتوي نصف كوب من الجزر المطبوخ أو ما يعادل مئة غرام منه على 12 غرام (بالتحديد 12472 ميكروغرام) من البيتاكاروتين أي أكثر من ضعفي حاجة الجسم منه، وهو أغنى المصادر الغذائية بالبيتاكاروتين، طليعة الفيتامين A، الذي يتحول في الجسم إلى الفيتامين A Vitamin A.

ويحتوي الجزر أيضا على البكتين (Pectin) وهذا ما يفسر أثره القابض (constipating effect)، لذا فهو مفيد بشكل خاص في معالجة حالات الإسهال لدى الأطفال.

ويحتوي الجزر أيضا على نسبة قليلة من الزيوت الطيارة أهمها الليمونين (Limonene).
وهناك الزيت الأساسي (Essential oil) في الجزر وهو يفيد في قتل الميكروبات والديدان الموجودة في الأمعاء (anthelmintic-antimicrobial effect).

الجزر: حقا. مقو للنظر

الجزر هو المصدر الرئيسي للبيتاكاروتين في الغذاء، والبيتاكاروتين هو طليعة الفيتامين A بمعنى أنه يتحول في الجسم إلى فيتامين A.

والفيتامين A هو الحامي الأول للعين بالدليل القاطع، فله دور أساس في الوقاية من الإصابة بقصر النظر بل وقد يعيد النظر المفقود بدليل أن نقص الفيتامين A يتسبب في الابتلاء بالغشى الليلي أو العمى الليلي (Night Blindness) وكذلك العمى نتيجة جفاف القرنية (Xerophthalmia). وهناك أبحاث عديدة تشير إلى أن الفيتامين A يفيد في تقوية النظر حتى للمرضى الذين لا يعانون من نقص الفيتامين A ولديهم مشاكل في الرؤية.
كما إن البيتاكاروتين الموجود في الجزر يحمي من التآكل الماكولي (macular degeneration) المسبب الأول لفقدان النظر لدى كبار السن.

من هنا، فإن الجزر يقوي النظر دائما، فالجزرة الواحدة المتوسطة الحجم تحتوي على ضعفي حاجة الجسم من البيتاكاروتين، وعصير الجزر هو أفضل دواء لحماية العين وتقوية البصر وليس غريبا أن الأطباء في أثناء الحرب العالمية الثانية كانوا يحفزون الطيارين آنذاك على تناول الجزر بكثرة لتحسين رؤيتهم في الليل.

ويعمل الفيتامين A على تشكيل الصبغة الأرجوانية (purple pigment)، المسماة أيضا باسم (rhodopsin) والموجودة في شبكية العين وهي المسؤولة عن الرؤية في الظلام. فكلما كانت نسبة الفيتامين A في الغذاء مرتفعة كلما أنتج الجسم المزيد من الرودوبسين، وعلى العكس فإن نقص الفيتامين A يؤدي إلى عدم إنتاج هذه الصبغة بنسبة كافية ويؤدي بالتالي إلى العمى الليلي (Night blindness) ما يجعل من الصعب على المرء أن يقود سيارته في الليل أو أن يرى طريقه في الظلمة (كالسلالم أو السينما مثلا).

الجزر: مضاد الإسهال الفعال

من المعروف أن عصير الجزر يسبب الإمساك الشديد وذلك بسبب محتواه من البكتين (Pectin)، وهذه الخاصية تفيد بالطبع المرضى المصابين بالإسهال وخصوصا الأطفال والرضع الذين لا نستطيع إعطاءهم أي دواء وهم كثيرا ما يصابون بالإسهال في هذه المرحلة العمرية الحساسة. لذا، فإن أفضل ما يمكن أن يعطى للطفل المصاب بالإسهال هريس الجزر المسلوق وحده أو مع الأرز المسلوق أيضا، فهو غذاء ممتاز ودواء أفضل من كل الأدوية التي يمكن وصفها في هذه الحالة. وقد تناقلت أمهاتنا واحدة تلو الأخرى هذه الوصفة النافعة ولسان حالهن يقول «اسأل مجرب ولا تسأل حكيم»، فكيف إذا كان الحكيم يؤكد هذا الأمر بالدليل القاطع.

الجزر: غذاء ممتاز للأطفال الرضع

هل تعلم أن بوريه الجزر هو الغذاء الأكثر مبيعا في الصيدليات والأكثر استفادة لأجل تغذية الأطفال الرضع؟. ولذلك أسباب وجيهة عرفها الناس منذ زمن بعيد، فهو غذاء مثالي للطفل عند بدء إعطائه الأغذية الجامدة لسهولة هضمه وقيمته الغذائية العالية وخصوصا لغناه بالفيتامين A.

والفيتامين A ضروري في هذه المرحلة من العمر، فهو المشهور أيضا ب «عامل النمو» لأنه يحفز النمو لدى الطفل كما أنه يقوي المناعة ويحمي من الإصابة بالأمراض الجرثومية والفيروسية المختلفة التي كثيرا ما تصيب الطفل وخصوصا الإسهالات المتكررة. هذا مضافا إلى أن الفيتامين A يحمي العين ويقوي النظر ويقوي الأعصاب السمعية والبصرية الضرورية لنمو سليم.

الجزر: الحامي من أمراض القلب والشرايين والسرطان

إن المادة التي تعطي الجزر لونه البرتقالي الجذاب هي نفسها التي تحمي من الإصابة بأمراض القلب والسرطان، هي البيتاكاروتين (Betacarotene)، وقد سميت هكذا تيمنا بالجزر (carrot) لأنه أغنى مصادرها وأهمها على الإطلاق. ليس فقط البيتاكاروتين، بل إن الجزر يحتوي على مجموعة الكاروتينوئيدات (carotenoid) كلها، ومنها الألفاكاروتين وهو أيضا كالبيتاكاروتين مضاد للمؤكسدات (antioxidant). وقد أجرى باحثون من الوكالة القومية للأمراض السرطانية (National Cancer institute) في أميركا دراسة أظهرت أن شيوع سرطان الرئة كان أكثر عند الرجال الذين كانوا يستهلكون مقادير أقل من الألفاكاروتين مقارنة بغيرهم.
أما بالنسبة للبيتاكاروتين فهو مضاد قوي للمؤكسدات، وهناك دراسات كثيرة تشير إلى دوره الرائد في الحماية من السرطان وكذلك من أمراض القلب والشرايين.

وتؤكد إحدى الدراسات على أن إضافة كميات أكبر من مضادات الأكسدة كالبيتاكاروتين والفيتامين C إلى الغذاء خفضت نسبة الوفيات نتيجة الابتلاء بأمراض السرطان بنسبة 37% أقل. كما تشير دراسات أخرى إلى الدور الكبير للبيتاكاروتين في الحماية من الإصابة بالسرطان وخاصة سرطان الرئة والمعدة.
وما هو نافع للخلايا هو أيضا نافع للقلب. واللافت أنه لا يجب تناول مقادير كبيرة جدا حتى نستقي الفائدة، بل إن تناول مقادير بسيطة كنصف كوب من الجزر المسلوق يؤمن 12 غرام من البيتاكاروتين، وهذا أكثر من ضعفي حاجة الجسم لهذا الدواء الرباني.

عصير الجزر: مهدئ للأعصاب

إذا أردنا أن نطلق على شراب ما اسم «شراب الحب» فإن عصير الجزر هو أفضل ما يليق بهذا اللقب لما يضفيه من سكينة ودعة على النفوس المضطربة، ولأنه ببساطة. يحبب.
عزيزي القارئ، إن كان شريكك متقلب المزاج فإن لعصير الجزر تأثير السحر على أخلاقه ونرفزته التي قد تكون في أغلب الأحيان من دون سبب واضح. إلا أنه مزاجي.

وعصير الجزر لا يفيد فقط الكبار بل هو نافع حتى للجنين في بطن أمه بسبب غناه بالفيتامين A الضروري في هذه المرحلة لأجل التطور الطبيعي للميزوديرم الأولي (early embryonic mesoderm) لدى الجنين.
وهناك أدلة كثيرة تؤكد على أن نقص الفيتامين A في أثناء فترة الحمل لا يؤثر فقط على نمو الجنين بل إن له تأثيرا سلبيا على مراحل لاحقة من حياة الطفل وحتى البلوغ وذلك من ناحية التطور العصبي السلوكي (neurologic-.i.behavioral development and function)

فكثير من المشاكل العصبية التي لا يستطيع الأطباء تفسير علتها وأسبابها قد يكون سببها عوامل عديدة تعرض لها الجنين وهو في بطن أمه.

حتى انفصام الشخصية (Schezophrenia) بحسب بعض الباحثين قد يكون له علل وأسباب، أحدها نقص الفيتامين A في مرحلة نمو وتطور الجنين. فكم هو مفيد للمرأة الحامل أن تتناول كوبين من عصير الجزر يوميا وخصوصا في الأشهر الأولى لتكون الجنين، فإن لذلك تأثيرات مهمة على سلوكيات الطفل وحسن أخلاقه وتصرفاته فيما بعد.

عصير الجزر: لشباب وجمال دائمين

إن الجزر هو أغنى المصادر الغذائية بالبيتاكاروتين، طليعة الفيتامين A، والفيتامين A هو واحد من مجموعة الفيتامينات المهمة للبشرة وللجمال بشكل عام إن لم يكن أهمها، فهو يدخل في تركيب غالبية مستحضرات التجميل تحت اسم ريتينول (Retinol) أو ريتينوويك أسيد (Retinoic acid) أو ببساطة فيتامين A. كما تستعمل مراهم وكريمات الفيتامين A وأهمها التريتينوئين (Tretinoin) لعلاج عدد من مشاكل البشرة كحب الشباب والتصبغات الجلدية وغيرها وتعمل هذه الكريمات على تقشير البشرة تدريجيا للحصول على بشرة نقية وخالية من المشاكل.

ويوصي الأطباء دوما بالإكثار من تناول الخضار والفواكه الغنية بالفيتامينات لأن لها دورا في الحفاظ على بشرة نضرة وشابة ما أمكن. وأهم هذه الفيتامينات الفيتامين A و C و E وهو الثلاثي المعني بالجمال والتجميل، والجزر هو أغنى المصادر بالفيتامين A المسؤول عن تجدد خلايا البشرة. من هنا، فإن تناول عصير الجزر بشكل دائم له أكبر الأثر في المحافظة على شباب البشرة وإكسابها النضارة والإشراق.

كيف تحصل أفضل النتائج؟

● كل الجزر مطبوخا
على عكس الأغذية الأخرى التي يفضل أن تؤكل نيئة أي غير مطبوخة فإن الجزر يفضل طبخه لوقت قليل، والسبب في ذلك هو أن الجزر يحتوي على الكثير من الألياف التي قد تتسبب في حبس البيتاكاروتين فتصعب على الجسم مهمة الاستفادة منه.
لذا، فإن طبخ الجزر لقليل من الوقت يفيد في تحرير البيتاكاروتين من بين الألياف فيسهل بذلك جذبه والاستفادة منه.

● اشرب عصير الجزر دائما
طريقة أخرى لزيادة جذب البيتاكاروتين هي أن يكثر المرء من شرب عصير الجزر وحده أو في كوكتيل مع العصائر الأخرى، فإن هذه الطريقة أيضا تساعد في تحرير البيتاكاروتين وتسهل جذبه إلى الدم وبالتالي الاستفادة منه.

● كل الجزر مع قليل من الزيت
يحتاج البيتاكاروتين، وهو فيتامين قابل للذوبان في الدهن (Fat soluble) إلى القليل من الزيت حتى يتمكن الجسم من جذبه عبر جدار المعي الدقيقة ومن ثم إلى الدم. لذا، فمن الأفضل دائما لمن يريد تناول شرحات الجزر كتسلية أو كمقبلات أن يغمسها بتغميسة فيها قليل من زيت الزيتون مثلا، وبهذه الطريقة يصبح ألذ وأنفع.

● انزع الأوراق الخضراء بسرعة
إذا كنت قد اشتريت الجزر مع أوراقه الخضراء فإن أفضل ما يمكن أن تفعله هو أن تنزع هذه الأوراق بسرعة لأن هذه الأوراق تعمل على امتصاص العناصر الغذائية من الجزر. والأفضل طبعا أن تشير على بائع الخضار القريب منك أن ينزع هو تلك الأوراق الشبيهة بمصاص الدماء الأسطوري « دراكولا »فهي بدلا من امتصاص الدم تمتص الفيتامينات والمواد المغذية الأخرى، حتى إنها تمتص الماء من الجزر، وهذا قد يكون السبب في أن يكون الجزر أحيانا جافا من الداخل وغير لذيذ على الإطلاق.

● استفد من ماء السلق
عند سلق الجزر ولكي لا تخسر المواد المغذية التي قد تتسلل إلى ماء السلق يمكنك أن تقلل ما أمكن من هذه الخسارة بأن تقلل كمية الماء المستفاد منه للسلق أولا، وثانيا بأن تستفيد من ماء سلق الجزر في الطبخ، فيمكنك مثلا أن تمزجه مع بطاطا البوريه أو تستفيد منه في اليخنات والشوربات والصلصات كبديل عن مرقة الدجاج أو اللحم التي لا تفيد بشيء، بل بالعكس، فهي تضر.

اسأل طبيب مجاناً