التصنيفات
تطوير الذات

صفات الموظف المثالي | الحدود، لا تشتكي، الدقة، التضحية، اكتسب خبرة

ضع لنفسك حدودًا شخصية

هناك من الحدود الشخصية ما لا ينبغى عليك أن تتخطاها

ما ترسمه لنفسك في ذهنك من حدودٍ شخصية يتحكم في سلوكك اليومى.

عليك بوضوح رسم الحدود الشخصية لأدائك وسلوكك واتجاهك إذا ما أردت أن تبقى مقبولًا داخل مؤسستك وتتفادى الخروج على النص، وإن لم تفعل فستهيم ضلالًا على وجهك وسيراك الآخرون شخصًا شاذًا.

ولنضرب مثالًا على أي أداء، حيث تحتاج في أي أداء أن ترسم في ذهنك حدًا يضع فارقًا بين المقبول واللامقبول من جانبك (انظر إلى الشكل).

بنفس الطريقة يمكنك تطبيق هذه الحدود الشخصية للأداء على السلوك والاتجاهات المقبولة وغير المقبولة، ويلزم الأمر وجود منهج شخصى يضمن عدم تجاوزك الحدود فيكون الوقوع منك في الخطأ، فمنذ عقود مضت، في باكورة عهدى الوظيفى كنت أعمل في المعمل مع امرأة من أحد أفقر أحياء لندن تكبرنى في السن، كانت تتسم باللطف لكنها طالما أثارت غيظى، فأردت أن أنتصر لنفسى، فتسللت ذات مرة خلسة من ورائها ببطء ولكزتها، فاستدارت نحوى سريعًا تقول وعلى شفتيها ترتسم ابتسامة استهجان:” لا تكرر هذا الصنيع مرة أخرى” لقد كان درسًا قيمًا، تجاوزت حدودى فوقعت في الخطأ.

لا أزكى لك قيام رئيسك في العمل بوضع حد لأدائك، بل عليك أنت أن ترسمه لنفسك، وليس الأداء فقط إذ ستحتاج في الوقت ذاته لرسم حد آخر لسلوكك واتجاهك، وذاك سيعتمد على أخلاقك أنت الشخصية وسيحدد على سبيل المثال إذا ما كنت:

● دائم الحلف كالعديد من الآخرين أم لا.

● دائم الالتزام بالمواعيد أم دائم التأخير كالعديد من الآخرين.

● لا يوجد لديك مشكلة في قبول قلة جودة العمل أمثال العديد من الآخرين أم لا.

● تقبل روح الدعابة الجارحة (على سبيل المثال السخرية من أقلية معينة) أم لا.

إن أولئك المشوشين بشأن حدود (أدائهم وسلوكهم وتصرفهم وتوجههم) أو لا يضعون لأنفسهم حدودًا مطلقًا، يخسرون احترام الآخرين في الحال ومن الصعب التعامل معهم، وقلة فقط هم من يعرفون آلية التعامل معهم، فأسس التفاهم معك ترسيها حدودك الشخصية التي تضعها لنفسك، فهى منبع قوتك وسبيل لتعزيز احترامك من قبل الغير، فلن “يتحير” الآخرون في طريقة التواصل معك لأنهم قد علموا سلفًا بأنك لن تقبل خروجًا على الحدود، وفى المقابل لن “تتحير أنت أيضًا” في التعامل معهم لأنهم قد أحاطوا علمًا بإطار حدودك الشخصية.

ولى تجربة في إحدى شركات النقل التي كنت أعمل لصالحها (كمستشار)، حيث اتضح لى أن جميع أصحاب الخطوط الأمامية في الشركة اعتادوا التفوه بكلمة “أفٍ” عند حديث غيرهم، فما كان منى إلا أن أقدمت على اتخاذ القرار الأسهل، وهو تجاوز الحد والانجراف وراء بذىء الكلام واستخدام نفس الكلمة (ومن ثم أصير واحدًا منهم)، أما القرار الأصعب فتمثل في أن أقوم بالتصدى لمثل هذا السلوك واستئصاله، ولكن على أية حال لم أتصدَّ له وتحملت الوضع كما هو.

هناك من الأمثلة الأخرى على شاكلة “الصفير” والإخبار عن زملائك الذين يتجاوزون حدود السلوك المقبول، خلاصة القول إنك أنت لا غيرك من يرسم الخط الفاصل بين الأداء أو التوجه أو السلوك المقبول واللامقبول، فأنت سيد أمرك في رسم حدودك والالتزام بعدم تجاوزها.

ومن الضرورى أثناء التزامك بعدم تجاوزك لما أقمته من حدود أن تتعرف بالمثل على حدود الآخرين وتحترمها.

فكرة عملية مفيدة

● استعرض حدود أدائك وسلوكك وتوجهك في العمل، لو أن ثمة مشكلة تتعلق بهذا الأمر فعليك الانسحاب لبضعة أيام من العمل تراجع فيها نفسك وتقوم بإعادة وضع هذه الحدود.

أبدًا لا تشتكِ

دائمو الشكوى يُهلكون أنفسهم

قد يعتاد المرء على الشكوى حتى تصير صفة ملازمة له، لذا واجب عليك إذا ما اعتدت على هذه الصفة أن تغير من أسلوبك، بأن تنتهج نهجًا إيجابيًّا بتقديم اقتراح يساعد ذلك الشخص محط شكواك بدلًا من التذمر منه.

لا شك في أن المرء يشتكى غريزيًّا من الأوضاع الخاطئة، ومن السهل في الشركات عندما تكون الأخطاء واضحة للعيان، أن تضع يدك على موضع الخطأ لا سيما ذكرك لأخطاء الغائبين، وهناك افتراض خاطئ مفاده أن الشكوى تنقل للآخرين شعورًا مبهرًا بدقة تصوراتك ورجاحة آرائك، ومع هدوء الآخرين أو تحملهم لك أثناء سرد شكواك تتمنى أن يروك إنسانًا شجاعًا يناهض جهرًا الممارسات الخاطئة، إنك يا دائم الشكوى تصقل خبراتك في الحديث عن عيوب الآخرين وافتقارهم إلى اتخاذ الفعل وتتصيد ما فعلوه من أخطاء ارتُكبت أثناء اتخاذ القرار الخاطئ، وبذلك تصير ضمن زمرة المتحدثين عن أخطاء الآخرين وتصيدها.

وللأسف، فإن رؤية السلبيات أسهل بكثير من رؤية الإيجابيات، فتكويننا الجينى قد نشأ على تحذيرنا من التهديدات والألم المحتمل حدوثه، لذا فإننا نجيد تصيد السلبيات، فالشكوى آلية دفاعية دائمًا ما نلجأ للاستعانة بها لأجل هذا الغرض، حيث تصرف الانتباه من التركيز على نقاط ضعافنا ونحاول صبه على نقاط ضعف الآخرين.

وما يبعث على الأسى أن معظم أصحاب الشكوى لا يأتى من ورائهم نفع، فلو جاءت شكوى ذات مرة ضدهم تراهم يتذمرون بدائم التأوه والعويل، والمهارة تكمن في تحويلك للجانب السلبى الذي هو أساس الشكوى إلى جانب إيجابى، ويتم ذلك من خلال “مهارة الاقتراح”، وهو الأمر الذي يتطلب تكاملًا، فمن الأفضل بدلًا من شكواك لشخص في غيابه كما يفعل الكثير أن تذهب إليه وتقدم له بتواضع اقتراحًا يسهم في تغييره وتحسينه.

عليك أن تلتزم بقاعدة قوية عندما يحين وقت الحديث مع الآخرين، قاعدة تقتضى بعدم شكواك أبدًا لرئيسك الحالى في العمل أو الشركة التي تعمل لصالحها، مهما أغرتك الشكوى فلا تنسق وراءها وحافظ على تطبيق قاعدتك، فنحن نجد أن معظم الشركات تعم الأخطاء أرجاءها (كما أوضحنا سلفًا) ومع هذا فالقائمون على تعيين الموظفين وأصحاب القرار في الشركة يشمئزون من متصيدى الأخطاء، ويحبذون من يسعون لحل المشاكل لا مردديها، فهم يريدون أصحاب النظرة الإيجابية ذوى المهارة والخبرة في انتهاز الفرص التي يعم نفعها على الجميع لا أهل الخبرة في تصاعد حدة المشاكل.

إن الخطر الذي يكمن وراء تحولك حتى تصير ممن لهم باع في شكوى الآخرين هو انزلاقك إلى هاوية الانحدار الأخلاقى و إنهاك قواك،ويجب أن تعلم أن العالم فيه ما يكفيه من الأخطاء التي قد تفنى عمرك في الشكوى منها، لذا فاعلم أن المرغوب فيه هو من لا يشتكى أبدًا.

لا أنادى هنا بغض الطرف عن وجود الأخطاء وتجاهلها، حيث في ذلك رفض منا للاعتراف والقبول بعيوب مؤسستنا، بل ما أريد توضيحه هو أن الأخطاء بالفعل أمر واقع، لذا فإن التحدى لا يكمن في تبديد طاقتنا في الشكوى من هذه الأخطاء بل التحدى يكمن في تركيزنا على نواحى القصور التي نستطيع مداواتها، وبهذه الطريقة سنضع للسلبيات حدًّا ونحقق مزيدًا من التحسينات، فعندما تحقق هذا سيشتد الطلب عليك.

أفكار عملية مفيدة

● احفظ لسانك وفكر مرتين قبل أن تشتكى بشكل رسمى كان أو غير رسمى.

● لا تلجأ للشكوى إلا أن تكون صمام أمان لك وذلك عندما تتحدث بها لأناس مقربين تثق فيهم تمام الثقة (ففى بعض الأحيان يحبذ لك أن تبوح بما يحيك في صدرك- ولكن ليس هناك حاجة في أن تخبر الجميع بها)

● السؤال الأكثر أهمية الذي يمكن أن تطرحه على نفسك هو: “هل يشتكى منى الآخرون؟” عليك معرفة الإجابة واتخاذ إجراء طبقًا لذلك.

● لو تملكتك الرغبة للشكوى فحولها لاقتراح بناء.

لتكن الدقة سمة لما تنطق به من كلام وما تورده من حقائق

الوصول إلى الدقة يأتى في المقام الأول من معالجة عدم الدقة

لتكن الدقة سمة لكل ما يخرج عنك من كلمات، تحدث فقط عما تعرفه، وتأكد من أن ما تعرفه حقيقة واقعة، واعلم أن المداومة على أداء واجبك هي السبيل للدقة ( أي حصولك على الدرجة النهائية عند اختبارك).

لا يصل إلى القمة من المراوغين في الكلام إلا القليل، فإذا ما أردت الارتقاء في حياتك المهنية، فعليك أن تعى جيدًا ما أنت مقبل على الحديث به، فالمراوغة في الكلام واللعب بالآراء لا يرقيان في حقيقة الأمر إلا لقلة من الأشخاص.

فالحكيم هو القادر دائمًا على دعم ما يقول من حقائق بالأدلة، إضافة لتوضيحه لكل كلمة ينطق بها فمه، فلا المغالاة في الحديث (التى نادرًا ما يؤيدها دليل) ولا التعميم ( الذي لا يشير إلى معنى وذاك خطر في حد ذاته) من صفات الحديث عند الحكماء.

فالناجحون هم من يقومون بدلًا من ذلك بأداء واجبهم، ويراعون الوصول للدقة في كلماتهم و ما يرددونه من حقائق، وذلك لا يتأتى إلا من خلال تطويرهم لإحدى القدرات الثمينة وهى تنقيح كلامهم من زائد المعلومات وحشو الكلام، كما يطورون قدرتهم على تدعيم حجتهم عند التشكيك فيها بإيرادهم لحقائق داعمة.

ليس هذا فحسب، بل يقومون أيضًا خلال هذه الرحلة الشاقة للوصول إلى الدقة فيما يخرج عنهم من كلمات و ما يتحدثون به من حقائق بتطوير مهارة فن توقع الأسئلة، ويكرسون وقتًا لجمع الحقائق الرئيسية التي ستتكون منها الإجابات، على سبيل المثال، عندما يواجهون تحديًا يتعلق بانخفاض مستوى المبيعات يقومون بذكر المتاح لديهم من تفاصيل وتدعيمها بتقييم للعوامل الرئيسية التي تساهم في مثل هذا الانخفاض، فالتخمينات ليس لها وجود في إجاباتهم وما من مجال لإطلاق العنان لمخيلتهم كالقول (على سبيل المثال ” لو قام قسم الموارد البشرية بالوقوف على سياسات التعويض الخاصة بشركتنا لم نكن لنواجه مثل هذه المشكلة”، بل بدلًا من ذلك ترى الناجحين يوردون الحقائق فتأتى إجابتهم فرضًا على هذا المنوال: “لقد ارتفع معدل دوران العمالة لدينا من 10 لــ 20% في الاثنى عشر شهرًا الماضية على الأقل، وفى الوقت ذاته قمنا بتخفيض ميزانيات التدريب، ومن وجهة نظرنا أن تلك عوامل ساعدت على تفاقم هذا الأمر”.

من يبتغى الدقة في الحديث نادرًا ما يقع في الزلل في المقابلات الشخصية، وذلك إنما لأنه قد ارتفع بمهارته في تقديم الإجابات التي تمتاز بالمصداقية وتتسم بالثراء.

إياك أن تكون “مراوغًا في الكلام” تنطق بالتفاهات وتعمم الكلام وتورد ما سبق أن أجبت به لا لشىء سوى لمجرد الكلام، قد يتم قبول مثل هؤلاء قبولًا ظاهريًا نظرًا “لموهبتهم في الثرثرة” لكن في نهاية الأمر سيراهم كبار الموظفين على حقيقتهم وتسقط العباءة عنهم “فهم مبهرون من الخارج خاوون من الداخل” عندما تقترب من حد الشعور بالدقة في كلماتك وما تورده من حقائق فستمتلئ من الداخل وتغدو من المرغوب فيهم بشكل كبير.

أفكار عملية مفيدة

للوصول لمرحلة الدقة عليك ما يلى:

● قم في المقام الأول بتحديد العوائق التي تحول دون الوصول للدقة، وقم باستئصالها (كالثرثرة بالتفاهات وإطلاق الكلاشيهات كنوع من الإشارة إلى حكمتك، وعرض الآراء والافتراضات على أنها حقائق أو استخدام الجمل الملتبسة وتلك التي يكتنفها الغموض).

● اقبل بقلب رحب ما ترتكبه من أخطاء، اغتنمها فهى فرصة عظيمة للتعليم.

● تأكد من قدرتك على تدعيم ما تقوله بلسانك أو تخطه بيديك.

للتجربة العملية على ذلك قم بإعادة كتابة ما يلى مستعينًا بأمثلة من عندك:

● “عندما ذكرت بأننا خفضنا التكاليف بنسبة 5 في المائة في قسمنا كنت أشير إلى الأرقام الواردة بتقاريرنا المالية المنتظمة سنة تلو الأخرى”.

● تزكيتى لـ”بيرتى رينولد” كأفضل مندوبى المبيعات في المنطقة لم تأتِ من فراغ بل قامت على أساس سجل مبيعاته طيلة السنوات الثلاث الماضية وما أقامه من علاقات رائعة مع العملاء قديمهم وحديثهم.

● “اعتمد حسابى لهذا الأمر على معدل الصرف الذي أوردته مجلة الفينانشيال تايمز على صفحاتها في عدد الخميس الماضى وهو وقت كتابتى لهذا التقرير”.

قدم تضحيات

لذة الشعور بالسعادة لا تأتى إلا بعد تجرع مرارة الألم

اطرح على نفسك هذا السؤال: “ما الذي أعددته من تضحية، كى أحافظ على وظيفتى وأمضى قدمًا في حياتى المهنية؟” (لاحظ جيدًا، أنه لا أمنك ولا صحتك ولا أخلاقك أمور يمكن التضحية بها البتة) فمقدار ما تتخلى عنه من ملذات يمثل حجم تضحيتك التي تقدمها.

إن لم يكن هناك من تضحية في الحياة بلذة ما فلن يكون هناك إنجاز سوى للقليل، فعداؤ سباقات المارثون يقدمون عظيم التضحيات في سبيل تحقيق مرادهم، فلا يعرفون للراحة سبيلًا بل يقومون بالتدريب على قطع المسافات الطويلة عدوًا، وذلك مشابه بالمثل لمن يسعى إلى الترقى في حياته المهنية على المدى الطويل، فالألم شعور يلازم المرء دائمًا في بداية المشوار وبه عظيم منفعة لا يدركها المرء إلا مع نهاية مشواره، فالأمر هكذا ليس إلا.

إذا ما أردت أن تسعى وراءك جميع المؤسسات طلبًا، فعليك أن تمتاز عن منافسيك بأمور، وهذا يعنى أن عليك التضحية بالتلفاز وأشياء أخرى من سبل الراحة التي تنعم بها في بيتك، بل قد يعنى هذا أنه عليك أن تقضى قليلًا من الوقت مع أسرتك.

لا شك مطلقًا أن ذلك يمثل تعارضات خطيرة في ضوء تحقيق التوازن بين حياة البيت والعمل في ظل الحياة العصرية الحديثة الآن، والحقيقة المرة تقول إن هؤلاء الذين يقدمون تضحيات ويبذلون من العمل أقصاه مقارنة بالآخرين يتفوقون على هؤلاء الذين ينعمون في الراحة و يكرسون من الوقت قليله للعمل.

بغض النظر عن حجم محاولاتك، فــ 35 ساعة من العمل أسبوعيًا قاصرة عن أن ترقيك في حياتك المهنية، والفكرة هنا هي أن تحب عملك وترى فيه شيئًا من المرح وتبدى استعدادا للتضحيات ببعض الملذات في سبيل تكريس ساعات إضافية لأداء عملك الذي تحب، فقد يبدو العمل في إصلاح البساتين وتهيئتها من الأعمال الشاقة، ولكن من يحب ذلك العمل على استعداد للقيام بكافة المهام الشاقة المتعلقة بهذا العمل من تشذيب وتقليم من أجل إضافة المزيد من اللمسات الجمالية للبستان.

هناك لحظات هامة تمر بها في حياتك المهنية كتلك التي يتعين فيها على أصحاب العمل أن يحسموا فيها خيارهم لتعيين موظفين جدد، وهى لحظات يميلون فيها عادة لاختيار المرشح الذي قدم العديد من التضحيات في مكان عمله، وتعرف هذه العملية بــ” تسخير نفسك لشركتك” وتأتى على النقيض من توجه “الحضور في الشركة لعدد ساعات معينة”.

سواء كنت طالبًا طموحًا في ربيعه الثامن عشر أو شخصًا ناهز الخمسين من عمره وقد فُصِل لتوه من العمل، فسيتعين عليك أن تواجه هذه الحقيقة بأنه لا بد من تقديم التضحيات إذا ما كنت تسعى لتحقيق أحلامك طويلة المدى، قد تتمثل هذه التضحيات في قبول العمل بأجر ضئيل في بادئ حياتك المهنية أو تكثيف ساعات الدراسة، أو العيش بعيدًا عن أسرتك لفترة طويلة، لا يوجد في الحياة ما يأتي بسهولة ومن يؤمن بخلاف ذلك فهم لأنفسهم خداعون، كن على استعداد بتقديم التضحيات إذا ما أردت أن تتقدم في حياتك المهنية.

أفكار عملية مفيدة

● مداومة مشاهدة التلفاز تؤثر عليك قليلًا بالسلب، ضحِّ بمشاهدة التلفاز واستفد من وقتك ابتغاء تحقيق أحلامك المهنية.

● استعد لأن تمضى وحدك في مشوار تحقيق أهدافك العملية.

● لا تجعل الحصول على مرتب كبير يتصدر قائمة أولوياتك.

● فكر مرتين قبل اختيار الخيار الأسهل والأكثر راحة.

اعمل لدى الديكتاتوريين

أن تعمل عامًا لدى صاحب عمل ديكتاتور خيرٌ من الدراسة لسنتين في مدرسة تجارية

لا تكن أنت ديكتاتورًا ولكن لا مانع من العمل لدى ديكتاتور، لا لشىء سوى اكتساب قدر رائع من الخبرة.

لا قرار بعد قرارهم، نعم، فأصحاب العمل الديكتاتوريون يتحكمون في كل شىء، ولا يصغون إلا لحفنة من هؤلاء المقربين لهم، فهم لا يبالون بمشاعر الآخرين ويضيقون ذرعًا بالحمقى ( والحمقى بالنسبة لهم هم من ليسوا على وفاق معهم في آرائهم)، تراهم في أغلب الأوقات متأججين لا تعرف لهم حالًا فهم ليسوا طبيعيين، وعرضة لأسوأ قدر ممكن من الاجتياح العاطفى، ومع هذا فهم من أفضل من قد تعمل لديهم كرؤساء عمل، فمنهم قد تتعلم الكثير وتعلم أيضًا عن نفسك الكثير، وستتعلم كيفية الوقوف في وجه المتغطرسين.

أتذكر أحد الديكتاتوريين من رؤسائى الذين عملت لديهم، حيث سمعته السيئة التي تسبقه، كان يُدخل الفزع في قلوب معظم الأشخاص بسبب سلطاته الاستبدادية الطاغية، وتم تحذيرى بعدم الانضمام لفريق عمله (إذا كان هذا المسمى (فريق عمل) يصلح أساسًا لوصفه به). وكان له أسلوب استنتاجى تشعر معه بالسقوط في منتهى الأعماق لتراه بعدها يتقصى ويفصح لك عن أول ما ارتكبته من أخطاء ويكشف لك عن نقاط ضعف كان هو قد تنبأها فيك، وقد يصدر منه عقاب لك بتوبيخك وإهانة كرامتك، حتى إن كان ذلك أمام الآخرين، ولطالما وضع فريق عمله موضع الاختبار بطلبه منهم تحقيق مطالب غير معقولة، على سبيل المثال استدعاؤه لنا في التاسعة مساء وإخبارنا بوجوب حضور اجتماع هام في مكتبه في الحادية عشرة مساءً.

لقد تعلمت منه بطريقة غير مباشرة أن أحافظ دومًا على جاهزيتى وأن أكون مستعدًّا طوال الوقت، ولأنه كان لا يتحمل سماع حشو الكلام فقد كان لزامًا علىّ أن أكون دقيقًا فيما أخبره به من وقائع وما أورده له من أرقام فضلًا عن إحاطتى لحظة بلحظة بكل ما يدور حولى ليل نهار، وتعلمت أيضًا أنه لا يمكننى أن أختلف معه في الرأى إلا إذا كنت واثقًا مائة في المائة برأيى، فوقتها قد يصغى إلىّ ويوافقنى الرأى، وبهذا اكتسبت احترامه رويدًا رويدًا، ولم يمارس بعدها الضغط علىّ وتوقف عن فضح أخطائى، وأصبحت من حاشيته المقربين، وانتقل يرهب فردًا آخر حديث عهد بالعمل معه.

أتدرى ما الذي يقوم به أصحاب العمل الديكتاتوريون لا إراديًا، إنهم يفرقون بين “الرجل والصبى” أو “الغث والسمين”، فمن خلال التعامل مع تلك النوعية الاستثنائية من الرؤساء سيتضح لك ما إذا كنت قويًا أم ضعيفًا، فأعضاء فريق العمل من الضعفاء يخفت نجمهم ويمضون يحثون باقى الموظفين على شق عصا الطاعة، أما الأقوياء منهم فيتضاعف نجمهم ويتعلمون الكثير من الأمور، ككيفية التعامل مع الرؤساء من ذوى التصرفات اللاعقلانية (واعلم أن هناك الكثير من نوعية هؤلاء الرؤساء أكثر مما تعتقد)، ويتعلمون أيضًا كيفية التعامل مع ما يتلقونه من قدح شخصى (حيث يزيدهم ذلك صلابة- فالرؤساء الديكتاتوريون لا يوبخون إلا الضعفاء) ويتعلمون كذلك كيفية إتقان عملهم من خلال التركيز على الهام من الأشياء وفى نفس الوقت إحاطتهم إحاطة مميزة وسريعة بمجمل التفاصيل.

وبالطبع عملك لدى صاحب عمل مستبد سيعلمك كافة الوسائل الهامة لإتقان اللعبة، فستتعلم أن تضحك على ما يلقيه رئيسك من نكات، وألا تقول دعابة إلا إذا كنت تعلم أن رئيسك سيبتسم لها، ستتعلم ألا تنطق إلا بما هو صحيح وتتجنب العبارات التي تؤجج نار غضبه، وستتعلم أن تسمعه ما يسره من الدعابات، بالإضافة إلى أنك ستستشف أحواله المزاجية في جميع الأوقات فتقف على كافة ما يظهره من مشاعر غير متوقعة، وفى المقابل سيضع هذا الرئيس الديكتاتور ثقته فيك بعد أن تكون قد تعلمت أمور القيل والقال أولًا.

تلك أشياء لا يعلمونها إياك عادة في الإدارة ولا في فصول التحفيز، ولكنها لها دور حيوي لتطويرك على المستوى الشخصى، هذا إذا ما كنت تريد أن تصير إنسانًا الكل يرغب في استقطابه.

أفكار عملية مفيدة

● عندما يوبخك أو يهينك رئيسك في العمل لا تستقبل إهانته على المستوى الشخصى، وتذكر إنما هو وليس أنت من يعانى مشكلة.

● لا تفصح عن نقاط ضعفك أبدًا لرئيس عمل مستبد.

● تذكر أن كافة الرؤساء المستبدين ناجحون بدليل ما يمتازون به من مكانة، ومن ثم فجميعهم باستثناء الندرة القليلة لديهم مزايا طيبة، لاحظ تلك الأمور وتعلم وفقًا لها، وعلى نحو مشابه قف على العديد من نقاطهم السلبية – ولا تتبنها.

● لا تعمل لدى طاغية، هناك فارق بين طاغية ومستبد (ارجع لقاموسك لتقف على الفارق!).

اسأل طبيب مجاناً