التصنيفات
الصحة العامة

كيفية الوقاية من السرطان | كيف يمكن دعم الجهاز المناعي وتقويته

وفق تقرير جمعية السرطان الأمريكية، إن حوالي ثلث النساء سيقعن فريسة للسرطان في مرحلة من مراحل حياتهن. ولأن هناك ما يقرب من 200 نوع مختلف من السرطان. فمن غير المحتمل أن اكتشاف دواء واحد، أو لقاح يمكنه أن يقي الناس من هذا المرض المخيف.

ولكن بالرغم من تظاهر المرض في كل هذه الأشكال والأنواع، وبالرغم من أن علاجه يمثل تحديا للمهنة الطبية، فإن جميع أنواع الخلايا السرطانية تجمعها صفات مشتركة، حيث يبدأ التحول السرطاني في الخلية الطبيعية حينما يحدث خطأ أثناء عملية الانتساخ بداخلها. ولكن من الجدير بالذكر أن كثيرا من الأسباب التي تؤدي إلى خطأ الانتساخ، وبالتالي التحول السرطاني – يمكن في الحقيقة أن يكون تحت سيطرتنا.

يقدر الباحثون أن حوالي ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان في الولايات المتحدة لها علاقة بالمواد الغذائية، وثلث آخر بسبب تدخين السجائر. ومن الواضح أن هذين العاملين يمكن التحكم والسيطرة عليهما. يوجد في أجسامنا جهاز رائع وعبقري، يمكنه البحث عن أي خلية شاذة (الخلية السرطانية خلية شاذة جدا)، ويقوم بتدميرها. وبالتالي فإن تدعيم هذه الآلية الرائعة، وتعزيز العمليات الطبيعية للاستشفاء، وتجنيب الجسم السموم المؤدية إلى تكوين الخلايا الطافرة، هي مساهمة كبيرة في حماية جسمك من الإصابة بالسرطان.

كيف يتكون السرطان

لابد لك أن تعلمي أن جسمك مهيأ لأن يتعامل مع الخلايا السرطانية. إن خلايا جسمك في حالة تناسخ مستمر لإنشاء خلايا جديدة، فهناك حوالي عشرة ملايين خلية جديدة تتكون بالانتساخ كل ثانية، لتحل محل خلايا أخرى قد ماتت. وبسبب هذا النشاط الضخم، فليس من المستغرب أن تشذ إحدى الخلايا ويحدث فيها طفرة أثناء الانتساخ. بجانب ذلك فإن الخلايا تتعرض باستمرار لمواد مؤذية يمكن أن تؤذي وتعطب الدنا DNA وهو المكون الأساسي للخريطة الوراثية في الخلية والمسؤول عن التناسخ. تحدث هذه الأذية وذلك العطب بسبب تكون الجذور الحرة Free radicles، وهي جزيئات غير ثابتة تنتج أثناء عمليات الاستقلاب، كما تحدث أيضا بسبب عوامل بيئية مثل دخان السجائر، والتعرض الطويل لأشعة الشمس، والتلوث البيئي، والتعامل مع مبيدات الحشرات.

الجذور الحرة  Free Radicals

جزيئات غير مستقرة تتكون بشكل طبيعي في الجسم أو أحيانا كنواتج جانبية لعوامل بيئية تؤدي إلى تخريب خلوي

حينما تتكون الخلايا غير الطبيعية، فلابد من قتلها مباشرة قبل أن تتكاثر. وتقع مسؤولية التعرف على هذه الخلايا الإرهابية، ثم تدميرها، على عاتق الجهاز المناعي، حيث توجد لديه خلايا بيضاء خاصة تعمل على اصطياد هذه الخلايا غير الطبيعية، وتدميرها قبل أن تأخذ أي فرصة للتكاثر. ولا تقع المسؤولية على الجهاز المناعي وحده، ولكن يوجد برنامج خاص في داخل كل خلية، يتعرف على أي خلل أو طفرة تحدث أثناء الانتساخ، وإذا وجدها، أمر بانتحار الخلية.

في أغلب الأحيان، تكون آليات الحماية التي خلقها الله داخل الجسم كفيلة أن تمنع حدوث السرطان، وبالرغم من ذلك، فأحيانا يفقد الجهاز المناعي مقدرته على التعرف وتدمير الخلايا السرطانية، وتبدأ هذه الخلايا في التكاثر بدون تحكم. من ناحية أخرى قد تكون الخلايا غير الطبيعية من الكثرة بحيث تقهر الجهاز المناعي وتمنعه من تقديم الحماية اللازمة. من أجل ذلك فدعم قدرات الجهاز المناعي بكل الوسائل المتاحة يعتبر في غاية الأهمية للدفاع عن الجسم ضد السرطان.

كيف يمكن دعم الجهاز المناعي وتقويته

جهازك المناعي عبارة عن شبكة معقدة من الغدد، والأعضاء، والخلايا المتخصصة التي تعمل معا بتناغم رائع لتحمي سلامتك. تشمل المكونات الأساسية للجهاز المناعي تنظيمات واسعة الانتشار من الغدد اللمفاوية، توزع على كامل الجسم. كما تشمل نخاع العظام، والطحال، وغدة التوتة، بجانب أنواع مختلفة من الخلايا البيضاء ومركبات دموية أخرى. هذه التشكيلات معقدة ورائعة، يفتتن بها العلماء، ويعملون بكل جد لسبر خفاياها. ولكن شيئا هم متأكدون منه، هو أن هذا الجهاز يمثل خط الدفاع الأول ضد السرطان، وأن تقوية ودعم الجهاز المناعي يحتاج إلى مقاربة من كل الوجوه، تشمل الغذاء، والرياضة، والدعم الغذائي الخارجي، ونمط حياة صحي وسليم. والآن دعونا نلقي نظرة فاحصة على كل ذلك.

أحد الأسباب الرئيسية لنقص المناعة، هو طعام تنقصه العناصر الغذائية الضرورية، فالكميات الكافية من البروتينات هي إحدى الضرورات للوظيفة المناعية الجيدة، ولكن الإفراط في تناول البروتينات قد يحدث العكس ويؤذي المناعة. الكمية المثالية من البروتينات الكافية لتأمين مناعة جيدة هي 8 أوقيات يوميا من لحم الدجاج، أو البيض، أو الأسماك، أو التوفو Tofu، أو اللحوم ذات القيمة الغذائية العالية. حاولي أن تتجنبي اللحوم ومنتجات الألبان التي تعامل صناعيا وتسوق، لأنها تحتوي على مضادات حيوية تؤذي الجهاز المناعي. بجانب تناولك للبروتينات، يجب أن يحتوي طعامك أيضا على أنواع مختلفة من الفواكه الطازجة، والخضروات، والبقول، والنقل، والبذور، والحبوب الكاملة، حتى تؤمني للجهاز المناعي ما يحتاجه من الطيف الواسع للفيتامينات والمعادن والمواد الغذائية النادرة. حاولي أن تأكلي على قدر استطاعتك الأطعمة العضوية الطبيعية حتى تتجنبي الكيماويات السامة الموجودة في الأطعمة المصنعة تجاريا.

ما يجب أن تتعلميه عن الأطعمة التي يجب أن تتجنبيها يلعب دورا أساسيا في سلامة وصحة جهازك المناعي، وليس فقط ما يجب أن تأكليه. فعلى سبيل المثال، تناول طعام يحتوي على كمية كبيرة من الزيوت المهدرجة، والزيوت المحتوية على حموض دهنية عديدة اللا تشبع، والدهون المشبعة، هذه كلها تقلل من كفاءة الجهاز المناعي. كما أن السكر، والمحليات الاصطناعية الأخرى تعيق أيضا عمل الجهاز المناعي. لقد بينت الدراسات أن مجرد تناول حصة من الأطعمة السكرية يمكنه أن تثبط الجهاز المناعي لعدة ساعات.

تساعد الرياضة في تقوية الجهاز المناعي من عدة طرق. لقد أثبتت الدراسات أن ممارسة الرياضة لمدة 40-30 دقيقة، مثل رياضة المشي السريع، يمكنها أن تزيد من نشاط الجهاز المناعي، وتخفف الشدة، وتحسن من دوران اللمف. وكل ذلك يعزز عمل الجهاز المناعي. لقد أثبتت الدراسات أيضا أن النساء اللائي يمارسن الرياضة لمدة أربع ساعات على الأقل في الأسبوع، لديهن نسبة خطورة لوقوع سرطان الثدي أقل من السيدات اللائي لا يمارسن الرياضة. وقد يكون السبب في ذلك أن الرياضة تساعد على تنظيم مستويات الأستروجين، كما أن الرياضة تحسن المزاج، وهذا بدوره له مفعول إيجابي على عمل الجهاز المناعي.

لكن بالرغم من كل الفوائد التي تعزى إلى ممارسة الرياضة، فلا ينبغي المبالغة في مدى وعنف نوع الرياضة، فالرياضات التي تطلب مجهودا غير عادي، مثل تمرينات الماراثون أثبتت أنها تستنزف المناعة، وتقلل من الاستجابة المناعية. وبالتالي إذا حتمت عليك الظروف أن تشتركي في رياضة عنيفة، فعليك أن تجدي لنفسك وقتا كافيا للراحة، حتى تتيحي لجسمك أن يتعافى بعد هذا المجهود الشاق، وبجانب ذلك عليك تناول دعم غذائي من الأعشاب حتى تقوي جهازك المناعي.

الحصول على وقت كاف للنوم ضروري جدا من أجل جهاز مناعي قوي. حتى يمكن لجسمك ككل وجهازك المناعي أن يعملا بكفاءة، عليك أن تخصصي سبع ساعات على الأقل للنوم كل ليلة – أثناء النوم تتحرر مركبات قوية معززة للجهاز المناعي – أما إذا حرمت من النوم، فستتأذى كل أوجه المناعة في جسمك، وسيزداد احتمال أن تكوني عرضة لهجمات الفيروسات والأخماج الأخرى. يمكن للحرمان المزمن من النوم أن يؤثر على مقدرة الجهاز المناعي في حمايتك من السرطان. وفي زماننا هذا، حيث نقع تحت رحى الحياة المتسارعة، قلما نجد الوقت من أجل الاسترخاء أو النوم. وبالتالي فإن الفشل في إتاحة الوقت الكافي للجسم من أجل تجديد نشاطه وحيويته، يخلق حالة من الإنهاك المزمن سواء الجسماني أو النفسي، وهذا في حد ذاته أحد أهم أسباب إضعاف الجهاز المناعي.

لقد أثبتت عدة دراسات أن الشدة النفسية لها تأثير محسوس على المناعة. فأثناء أوقات الشدة، تفرز بعض هرمونات الغدة الكظرية التي تثبط الوظيفة المناعية. وإذا استمرت حولك الأزمات العصبية، وأزمات الشدة، فإن ذلك سيستنزف قدرة الجهاز المناعي، ويتركك عرضة لأشياء كثيرة من نزلات البرد وحتى الإصابة بالسرطان. وبينما يتقبل الناس حياتهم المملوءة بالأزمات، والتي تؤثر سلبيا على سلامتهم الجسمية والنفسية، على أنها سنة الحياة، وأن ذلك شيء طبيعي. ولكن في الحقيقة، وبكل تأكيد هذه ليست وسيلة صحية للحياة.

إذا أمكنك أن تدبري حالات الشدة بالشكل المناسب، فإننا نؤكد لك أن هذه هي أول خطوة نحو دعم جهازك المناعي، وتعزيز صحتك بشكل عام. لابد لك أن تجدي الوسيلة لتخفيف المعاناة والشدة التي تحيط بك بطرقك الخاصة. ولكن يمكن للرياضة، وتمارين التنفس، والتأمل، والصلاة، واليوجا أن تساعد في هذا المجال. من ناحية أخرى، إن محاولة بناء جسور للصداقة الحميمة مع الأصدقاء، والأقارب يمكن أن تلعب دورا في بناء جهاز مناعي قوي، لأنك إن وجدت الأصدقاء الأوفياء الذين يشاركونك أفكارك، ومشاعرك وأحزانك فإن ذلك خير معين في تخفيف الشدة، وتعزيز سلامتك وصحتك.

أهمية تجنب السموم

مهما حاول الإنسان أن يلتزم بكل ما هو صحي من ناحية الغذاء، أو نمط الحياة، فإننا جميعا معرضون بالضرورة إلى عدد كبير من المواد السامة، على مدار الساعة، التي يمكن أن تكون مسرطنة (مسرطنات Carcinogens).

المسرطنات  Carcinogens

مواد سامة موجودة في البيئة، أو الطعام أو حتى كناتج جانبي أثناء الاستقلاب الطبيعي، وهذه المادة أو المواد يمكن أن تؤدي إلى السرطان

بعض هذه السموم عبارة عن ملوثات بيئية، وبعضها الآخر له علاقة بما نستهلك من طعام، وأخيرا هناك سموم تتكون كناتج جانبي داخل الجسم أثناء العمليات الاستقلابية. تقدح هذه المواد السامة تكوين الجذور الحرة التي تدمر الخلايا السليمة، أو أحيانا يمكنها أن تحدث تبدلات سرطانية.

قد يكون مستحيلا أن تتجنبي بشكل كامل التعرض أو التماس مع المواد السامة، لأنك لا يمكن أن تتحكمي في الملوثات البيئية، ولا يمكنك كذلك أن توقفي العمليات الاستقلابية بداخلك التي قد ينتج عنها بعض السموم. ولكنك، وبكل تأكيد، يمكنك أن تحدي من تعرضك لهذه المواد السامة بقدر المستطاع، بل ويمكنك أن تقللي من إنتاج جسمك لهذه المواد، وذلك بتناول الطعام المناسب، والدعم الغذائي المتوازن.

لقد وجد الباحثون أن كثيرا من المواد الكيميائية الموجودة في البيئة، مثل الهرمونات المستعملة في تصنيع منتجات الألبان، واللحوم، ومبيدات الحشرات، والملوثات البيئية، لها مفعول مشابه للأستروجين. يطلق على هذه المواد الكيميائية “معطلات الهرمونات hormonal disrupters” أو أحيانا “الأستروجينات الأجنبية Xenoestrogens” ويشتبه أنها تلعب دورا في السرطانات التي يؤهب لحدوثها بعض الهرمونات.

الأستروجينات الأجنبية (الغريبة) Xenoestrogens

مواد كيميائية سامة تعمل مثل الأستروجين، وتعطل نشاط الهرمونات في الجسم

بعض المواد البلاستيكية تعمل أيضا كمعطلات هرمونية، وخاصة تلك الأكياس البلاستيكية التي تستعملها معظم محلات (السوبر ماركت) في تغليف الأسماك، والدواجن، واللحوم. تحتوي هذه الأكياس البلاستيكية على مادة تسمى (DEHA)، وهي تتسرب بسهولة إلى الطعام. ومن أجل السلامة، يفضل عدم شراء الأشياء المغلفة بتلك المواد البلاستيكية، ويحذر وضع الأطعمة في أوان بلاستيكية داخل أفران (الميكروويف Microwave).

من بين الخطوات الأخرى التي يجب أن تتبعيها للتقليل من التعرض للمواد السامة، أن تتجنبي التعرض غير المبرر للإشعاعات، وأن تختاري البدائل الطبيعية بدلا من المواد الكيميائية المنزلية أو منتجات الحدائق، وأن تشربي المياه المرشحة، وأن تأكلي الأطعمة الطبيعية. ومما لا يحتاج إلى التأكيد، أن تمتنعي تماما عن التدخين، إذ هو المسؤول وحده عن ثلث الوفيات بسبب الإصابة السرطانية، كما أنه من المفضل أن تمتنعي أيضا عن معاقرة الخمور كلية، إذا كان لديك أحد عوامل الخطورة لإصابتك بسرطان الثدي، حيث إن بعض الأبحاث قد أوضحت وجود علاقة بين تعاطي الخمور، حتى ولو بكميات قليلة، وزيادة وقوع سرطان الثدي.

الوقاية من السرطان باستهلاك الفواكه والخضروات

كما سبق وذكرنا، إن استهلاك طعام غني بالمواد الغذائية التي تحمي الجسم، له أهمية كبيرة من أجل جهاز مناعي سليم ونشيط. ولأن أنواع الغذاء متهمة بأنها تحدث ثلث حالات السرطان، فمن المنطقي أن تحاولي التعرف، قدر المستطاع، على كيفية الحفاظ على الصحة من خلال معرفتك بالطعام. أحد أهم الأشياء التي يجب تغيريها في عادات غذائك، هو أن تزيدي من كمية الفواكه، والخضروات التي تأكلينها. تعتبر الفواكه الطازجة والخضروات أهم وأغنى المصادر المحتوية على مضادات الأكسدة، والتي يمكنها معادلة الأذية التي تحدثها الجذور الحرة. بجانب ذلك فإنها تحتوي على كيماويات نباتية phytochemicals تحمي الجسم مثل الفلافونيدات والكاروتينويدات.

كيماويات نباتية   Phytochemicals

مركبات موجودة في النباتات مثل الفلافونيدات والكاروتينويدات، لها خواص تحمي الجسم وتمنع المرض

حاولي أن تأكلي سبع حصص على الأقل يوميا، من الفواكه الطازجة والخضروات بل حاولي أن تكون عشر حصص. تكون الحصة حوالي نصف كوب من الخضروات أو كوب من أوراق النبات الخضراء، وقطعة متوسطة الحجم من الفواكه أو 6 أوقيات من الفواكه الطازجة أو عصير الخضروات. وحتى تحصلي على تنوع جيد من العناصر الغذائية المفيدة، حاولي أن تغيري من أنواع الفواكه والخضروات التي تأكلينها. واختاري الخضروات والفواكه ذات الألوان المتنوعة والداكنة. فالخس ذو العروق الحمراء خير من العروق البيضاء، والعنب الأسود الداكن خير من العنب الأحمر. إن اختيارك للفواكه والخضروات متعددة الألوان، تتيح الفرصة لك للحصول على العناصر الغذائية المفيدة.

بعض الفواكه والخضروات تحتوي على مركبات خاصة تحمي الجسم، ويستحسن أن يشتمل غذاؤك على مثل هذه الأطعمة، كلما سنحت لك الفرصة. من أمثلة هذه الخضروات البروكولي (نوع من القنبيط Broccoli)، والكرنب، والقنبيط، والملفوف Collard واللفت Kale، والعائلة النباتية الصليبية Cruciferous، كلها غنية بمركبات كبريتية نافعة تسمى (الإندولات indoles)، هذه الخضروات تعزز إنتاج الجلوتاثيون Glutathione، وهذا المركب يساعد في إزالة مفعول (تعادل) المواد المسرطنة. من ناحية أخرى فإن الثوم، والبصل، والكراث، وأعضاء أخرى من العائلة النباتية alluim. تحسن من النشاط المناعي وتزيد من مستويات الإنزيمات التي تحطم المواد المسرطنة.

الجلوتاثيون   Glutathione

مركب قوي في إزالة السمية، ومضاد أكسدة، يصنعه الجسم، ويوجد في بعض الأغذية مثل الخضروات من عائلة النباتات الصليبية Cruciferous

للمواد الغذائية المحتوية على فيتامين (جـ C) وبيتا-كاروثين نشاط قوي مضاد للأكسدة. من المصادر الغنية بفيتامين (جـ C)، البروكولي، الفواكه الحمضية، الفلفل الأحمر، الفراولة. أما المصادر الغنية ببيتا-كاروتين فتشمل الخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة، والفواكه الصفراء مثل المشمش، والجزر، والكانتلوب، والبطاطا الحلوة. وكلها يمكن أن تساعد في عكس التغيرات المؤهبة للسرطان.

احتواء طعامك على تشكيلة منوعة من الفواكه والخضروات هو ضمان أكيد أنك تزودين خلاياك بتشكيلة كاملة من المواد الغذائية النباتية المحاربة للسرطان، مثل حمض إلاجيك ellagic acid، والليمونين limonene والليكوبين lycopene. تشمل المصادر الغنية بهذه المواد التفاح، والعنب، والفراولة وتوت العليق raseberries على حمض إلاجيك. ويحتوي الليمون، والليمون الحامض Lime، والبرتقال على الليمونين. ويعتبر الجزر، والفلفل الأحمر، والطماطم، والبطيخ مصادر غنية لليكوبين.

بعض الاقتراحات الغذائية الأخرى للوقاية من السرطان

لأن الخبراء يقدرون أن ثلث جميع أنواع السرطان له علاقة مباشرة بالطعام، فمن المنطقي أن يحاول الإنسان أن يتناول الطعام الصحي بقدر الإمكان، فبجانب أكل كميات وفيرة من الفواكه والخضروات، فإن أهم خطوة غذائية للوقاية من السرطان بعد ذلك هي اختيارك للدهون الصحية، ويشمل ذلك الحموض الدهنية أوميجا-3. كما يجب استهلاك كمية كبيرة من الألياف، وشرب الشاي الأخضر، وتناول أطعمة الصويا يوميا.

توضح الأبحاث الحالية أن نوع الدهن الذي تأكلين أكثر أهمية من كمية الدهن في الطعام. وقد وجد أن الزيوت المهدرجة، والزيوت المحتوية على حموض دهنية عديدة اللاتشبع، والدهون المشبعة، كلها تترافق مع زيادة خطورة وقوع السرطان. كما وجد أن هذه الأنواع من الدهون تنتج كمية كبيرة من الجذور الحرة المدمرة للخلايا، وأنها تنتج مواد كيماوية في السبيل الهضمي تحولها الجراثيم إلى بعض الأنماط الضارة من الأستروجينات، وتلك لها علاقة بسرطان الثدي والجهاز التناسلي.

أسوأ من كل ذلك، أن الزيوت المهدرجة كليا أو جزئيا، تحتوي على حموض دهنية مفروقة trans-fatty acids، وهي دهون ضارة بشكل خاص بالخلايا. تتكون هذه الحموض الدهنية المفروقة أثناء العمليات الكيميائية التي يطلق عليها “الهدرجة hydrogenation” والتي تتحول فيها الزيوت السائلة إلى دهون صلبة عند درجة حرارة الغرفة. توجد الدهون المهدرجة كليا أو جزئيا في أنواع المارجرين الكثيرة، والدهون النباتية، والمواد المخبوزة والمصنعة من تلك الدهون. أما الدهون المحتوية على حموض دهنية عديدة اللاتشبع polyunsaturated fat، كالموجودة في زيت حبوب الذرة، وزيت القرطم، وزيت فول الصويا، وزيت عباد الشمس، فهي دهون شديدة القابلية للأكسدة (وهذا ينشئ الجذور الحرة المدمرة للخلايا) حينما تتعرض للهواء، والحرارة والضوء. من الصعب جدا أن تبقى هذه الزيوت لفترات طويلة في المطبخ دون أن تزنخ، وحتى على المدى القصير سيصيبها جزء من الأكسدة. أخيرا توجد الدهون المشبعة بكميات كبيرة في منتجات الألبان، وفي جلد الدجاج، واللحوم الحمراء، والزيوت الاستوائية مثل زيت جوز الهند، وزيت النخيل. وينصح أن لا تكثري من هذه الدهون في طعامك.

الآن فلنذكر بعض الأنباء السارة عن الدهون، فهناك بعض أنواع منها وخاصة زيت الزيتون، والدهون أوميجا-3، مفيدة للصحة، وتقيك من الإصابة بالسرطان. زيت الزيتون يحتوي على حموض دهنية أحادية اللاتشبع، تشارك في تكوين أغشية الخلايا، وهي أكثر مقاومة للتأثير التخريبي للجذور الحرة.

الدراسات الموسعة على سكان حوض البحر الأبيض المتوسط، الذين يستهلكون كمية كبيرة من زيت الزيتون، ترافقت مع نسبة منخفضة بشكل واضح لوقوع السرطان. القطفة الأولى من عصر الزيتون Premium type، يكون مذاقها أطيب، وتحتوي على العناصر الغذائية الأكثر حماية للصحة.

الدهون أوميجا-3، الموجودة في سمك المياه الباردة، وبذر الكتان، والجوز، تحمي أيضا الأغشية الخلوية، وتمنع بعض التحولات السرطانية للخلايا. نشرت دراسة حديثة في فرنسا في المجلة الدولية للسرطان International Journal of Cancer، أجريت على 241 امرأة مصابة بسرطان الثدي، و88 امرأة لديهن ورم حميد في الثدي. وأخذت من الجميع خزعات من نسيج الثدي أثناء العمل الجراحي، ثم فحص الدهن الموجود في هذه الأنسجة لتقدير كمية الدهون أوميجا-3. وجد الباحثون أن النساء اللائي وجدت نسبة الدهون أوميجا-3 بكمية أكبر في أنسجتهن أقل عرضة بكثير لوقوع السرطان. لقد وجد أيضا أن الدهون أوميجا-3 تحمي النساء من أنواع أخرى من السرطان.

حتى يأخذ جسمك كفايته من هذه الحموض الدهنية النافعة، عليك أن تأكلي ثلاث حصص أسبوعيا من أسماك المياه الباردة مثل السلمون والسردين، وكمية من الجوز عدة مرات في الأسبوع، وملء ملعقة طعام من زيت بذور الكتان (أو ملعقة من مسحوق طازج من بذور الكتان). يحتوي الزيت أو المسحوق على اللجنانات lignans بكمية وفيرة، وهي مركبات تساعد في منع نمو السرطانات التي لها علاقة بالأستروجين.

اللجنانات  Lignans

نوع من الأستروجينات النباتية phytoestragens، موجودة في بذر الكتان، وتساعد على الوقاية من سرطان الثدي وسرطانات أخرى

لا تحاولي القلي بزيت بذر الكتان أو حتى استعماله في المطبخ، ولكن يمكن استعماله في السلطات، أو يستعمل دون حرارة كمنكه للخضروات وخلافه. وما إليها كما أن الأطعمة المحتوية على فول الصويا مفيدة في الوقاية من السرطان. يحتوي فول الصويا على مركبات تسمى مثبطات البروتياز Protease inhibitors، وهي مركبات تحصر أو توقف نشاط الإنزيمات المنبهة لنمو الأورام.

مثبطات البروتياز  Protease Inhibitor

مركبات نباتية موجودة في فول الصويا تحصر مفعول الإنزيمات التي تنبه نمو الأورام

إن المواد المضادة للسرطان الموجودة في أطعمة الصويا تعمل عن طريق حصر نمو السرطان بطرق عديدة. فهي تثبط تكوين أوعية دموية تغذي الكتلة الورمية وتجعلها تنمو، كما أن هذه المواد تسرع من موت أو انتحار الخلايا الورمية، وأخيرا تعمل على أو تساعد في تحطيم المواد المسرطنة داخل الجسم. وأطعمة الصويا مفيدة للنساء بشكل خاص، لأنها تحتوي على أستروجين نباتي يسمى جينستين genistein، وهذا المركب يحصر الأستروجينات من التسبب في التغيرات السرطانية في الأنسجة الحساسة للأستروجين مثل أنسجة الثدي. وحتى تحصلي على فوائد فول الصويا، وحماية جسمك من السرطان، عليك أن تتناولي أربع أوقيات من أطعمة الصويا مثل التمبا Tempeh أو التوفو Tofu، أو أن تأخذي كوبا من حليب الصويا Soy milk يوميا.

قلة من النساء هن اللائي يأخذن في طعامهن كمية كافية من الألياف، رغم أن الألياف هامة جدا في الوقاية من السرطان. يساعد الطعام الغني بالألياف على تحريك الأمعاء، وبالتالي يسرع من طرد الفضلات بكفاءة، ويمنع بذلك بقاء المواد السامة داخل الأمعاء. بجانب ذلك للألياف فائدة إضافية في مساعدة خفض مستويات الأستروجين المضرة لأنها تتحد مع هذه الأستروجينات داخل الأمعاء وتمنع امتصاصها إلى الدم. من أجل وقاية مثلى، يجب أن يحتوي طعامك على 35-25 غراما من الألياف. إن أفضل مصادر الألياف هي الفواكه، والبقول، والخضروات. وإذا لم يحتو طعامك على الكمية الكافية من هذه الألياف، فيمكنك زيادة مدخولك عن طريق الدعم بمستحضرات مصنوعة من بذور الكتان، وصمغيات الجوار Guar gum، والبكتينات، وقشر بذور البسيليوم psyllium seed husks. يؤخذ من هذه المواد ملء ثلاث ملاعق طعام يوميا.

يساعد شرب الشاي الأخضر في الوقاية من السرطان بعدة طرق. منها أنه يحتوي على مركبات عديدة الفينول Polyphenols، وهي مضادات أكسدة شديدة الفعالية، تمنع الجذور الحرة من تخريب الخلايا السليمة.

عديدات الفينول   Polyphenols

مضادات أكسدة فائقة الفعالية، موجودة في الشاي الأخضر بوفرة، تمنع هذه المركبات الجذور الحرة من تدمير الخلايا السليمة

جميع هذه المركبات تعزز من قدرات الجسم على التخلص من المواد المسرطنة، وتحسن من مناعة الخلايا على المواد التي تؤهب لحدوث السرطان، وأخيرا تمنع الخلايا السرطانية من الاستمرار في الانقسام. يعتقد الباحثون أن أحد الأسباب المقنعة التي تجعل نسبة وقوع السرطان عند اليابانيين أقل بكثير من غيرهم من الشعوب، هو عادتهم في شرب الشاي الأخضر كل يوم. ولتحصلي على الوقاية من السرطان، يجب أن تشربي ثلاثة أكواب من الشاي الأخضر يوميا. ولأن الشاي الأخضر له مذاق حاد قليلا، ويتحول بسرعة إلى مذاق مر إذا غلي لفترة طويلة، فحتى تحصلي على أفضل نكهة، يغلى الماء، ثم يترك ليبرد قليلا، ثم يصب على الشاي، ويغلى بعد ذلك لأقل من ثلاث دقائق. وإذا لم تفضلي عمل كل ذلك، هناك خلاصة جاهزة من الشاي الأخضر ومعايرة. خذي حوالي 400 مغ من هذه الخلاصة التي تعادل %90 من عديدات الفينول.

الدعم الغذائي للوقاية من السرطان

يؤمن الدعم الغذائي مصدرا للمواد الغذائية بتراكيز أكبر، حتى تقوي الجهاز المناعي، وتحمي خلاياك من مفعول المواد المؤهبة لحدوث السرطان. للذين يبدؤون في تناول هذا الدعم، يستحسن أخذ مجموعة من الفيتامينات فائقة المفعول مع بعض المعادن الأساسية حتى تزودي جهازك المناعي بما يحتاج إليه من عناصر ضرورية لأداء الوظيفة المثلى. يجب أن يحتوي هذا الدعم على 50 مغ من فيتامين ب المركب، و400 مغ من حمض الفوليك. وذلك يساعد على عدم حدوث خلل تنسج dysplasia في خلايا عنق الرحم، وهي حالة مؤهبة لحدوث سرطان عنق الرحم كما سبق وذكرنا. من ناحية أخرى يجب أن يحتوي الدعم الغذائي على 400 وحدة دولية من فيتامين (د D)، لأنه وجدت علاقة واضحة بين نقص فيتامين (د D) وحدوث سرطان الثدي.

تأكدي من أن مجموعة الفيتامينات التي تتناولينها تحتوي أيضا مجموعة من مضادات الأكسدة مثل بيتا كاروتينات، وخليط من الكاروتينويدات (250.000 وحدة دولية)، و500 مغ من فيتامين (جـ C)، (و800-400 وحدة دولية) من فيتامين (هـ E)، وسيلينيوم (200 ميكروغراما)، وزنك (25 مغ). إذا كانت الكميات التي تأخذينها من الدعم أقل من ذلك، فيجب أن تزيدي منها حتى تحصلي على الفائدة المثلى. بجانب ذلك، لقد وجد أن تميم الإنزيم Q10 (Co Q10) له فاعلية فائقة مضادة للأكسدة، يفضل أخذ 60-30 مغ يوميا.

دعم المناعة بالأعشاب

يمكن للأعشاب أن تكون سندا قويا يحمي جهازك المناعي، وتحاول إبعاد شبح السرطان عن جسمك. بعض أهم الأعشاب التي تؤمن هذه الحماية بشكل فعال توجد في أعشاب الطب الصيني، حيث إن لها تاريخا طويلا في المعالجات الشعبية من أجل تقوية المناعة.

لقد ثبتت فعالية الأستراجالس Astragalus، وهو جذر ليفي، في رفع النشاط المناعي، وقد وصف أيضا لإعادة فعالية الوظيفة المناعية لدى الأفراد الذين طبقت عليهم المعالجة الشعاعية، أو العلاج الكيميائي – توجد مجموعة من الفطور Mushrooms التي لها خواص قوية في تعزير المناعة مثل؛ مايتاك Maitake (Grifola Frondosa)، رايشي Reishi (Ganoderma Lucidum)، وشايتاك Shiitake (Lintinula edodes). تثبط هذه المواد أيضا نمو السرطان – جميع هذه الأعشاب موجودة في الأسواق إما بشكل خلاصات extracts أو في صورة محافظ، ويمكن تناولها لمدة طويلة من أجل تعزيز المناعة، وينصح باتباع التعليمات الموجودة مع كل محضر.

الدعم الغذائي للوقاية من السرطان

· أخذ مجموعة من الفيتامينات فائقة القوة مع مجموعة من المعادن:
–  بيتا كاروتين مع خليط من الكاروتينويدات: (250.000 وحدة دولية) يوميا.
– حمض الفوليك: (400 ميكروغرام) يوميا.
– سيلينيوم: (200 ميكروغرام) يوميا.
– فيتامين (جـ C): (1000-500 مغ) يوميا.
– فيتامين (د D): (400 وحدة دولية) يوميا.
– فيتامين (هـ E): (800-400 وحدة دولية) يوميا.
– زنك: (25 مغ) يوميا.
– العامل كيو10 (Co Q10): 60-30 مغ يوميا.
– زيت بذر الكتان مع اللجنان Lignans: ملء ملعقة طعام يوميا.
– أستراجالس، مايتاك، أو رايشي أو شايتاك: اتبع تعليمات المصنع.
– الشاي الأخضر: ثلاثة أكواب يوميا أو 400 مغ من الخلاصة المعايرة

اسأل طبيب مجاناً