كيف تقلع عن التدخين | التخطيط المسبق قبل الاقلاع عن التدخين

لماذا يعد الإقلاع عن التدخين هو الشيء المنفرد الأكثر أهمية الذي يمكنك القيام به لتعيش حياة أطول بصحة وشباب.

قد ترغب بشدة في تجاوز هذا الموضوع إذا كنت مدخناً. فمن ذا الذي يحتاج لمحاضرة أخرى على أي حال؟ إنك بحاجة لتشجيع إيجابي لمساعدتك على الإقلاع؛ وإليك هذا التشجيع الإيجابي.

التوقف عن التدخين هو أسهل شيء قمت به في حياتي على الإطلاق، وأنا أعلم هذا جيداً لأنني فعلته آلاف المرات.

إنك تعلم جيداً أن التدخين يسبب السرطان وأمراض القلب. هذا مكتوب على كل علبة سجائر. كما أنك تنوي الإقلاع قريباً على أي حال. فقط بعد أن تنتهي فترة الضغط تلك في العمل.

إنك تعلم جيداً على الأرجح أنك إذا كنت مدخناً، فإن متوسط عمرك المتوقع يقل سبع سنوات كاملة عن متوسط أعمار أصدقائك غير المدخنين. فالمواد الكيميائية التي يصل عددها إلى 4000 مادة في التبغ تعجل بتبطين الشرايين، وهو أمر مرتبط بالإصابة بالسرطان؛ فمع كل نفس، تدخل جسدك كميات هائلة من الشوارد الحرة، التي تهاجم الحمض النووي لخلايا الجسد. وفي أحد الأيام، قد لا تكون لديك مضادات أكسدة كافية لإصلاح الضرر الناتج عن ذلك، وبالتالي تحدث الإصابة بالسرطان في مكان ما من جسدك. إنك تعلم كل هذا؛ بل إن معظم المدخنين في الواقع -وفقاً لإحدى الدراسات- يغالون في تقدير المخاطر الصحية الناتجة عن التدخين.

إن أكثر الأشياء إثارة للحزن بشأن تلك العادة الإدمانية شديدة الخطورة هو أن العديد من المدخنين لا يستمتعون بها معظم الوقت. حسناً، إن تلك السيجارة الأولى في الصباح، أو سيجارة ما بعد الوجبات، قد تكون رائعة حقاً، ولكن بعد ذلك، لا يكون الأمر بنفس المتعة أبداً. لذا فإنك تشعل سيجارة أخرى، على أمل أنها ستكون أفضل من سابقتها. ثم تشعل واحدة أخرى.
لقد حان الوقت لتحصل على بعض الحديث الإيجابي وتربيتة تشجيع على الظهر. نعم، لقد قرأت هذا بشكل صحيح. إن المدخنين هم في الأساس أشخاص ظرفاء لديهم عادة بغيضة. لقد حان الوقت لنكف عن إلقاء المحاضرات على مسامع المدخن، وعن معاملته باعتباره عدو الناس رقم واحد. لذا، إليك بعض الأخبار السارة للمدخنين:
هل حاولت الإقلاع من قبل وفشلت؟ إذن، تهانينا! لقد اقتربت خطوة من الإقلاع إلى الأبد. إن المدخن عادة ما يحاول الإقلاع عشر مرات قبل أن يتمكن من الإقلاع تماماً. لذا، كلما زاد عدد المرات التي حاولت فيها الإقلاع، زادت احتمالات إقلاعك للأبد. لا تيأس أبداً من محاولة الإقلاع!
الناس يقلعون عن التدخين طوال الوقت، وكثير من الناس غير مدخنين. يمكنك أن تكون أحد هؤلاء.

لديك الكثير مما يمكن أن تتطلع إليه. ففي غضون أسابيع من الإقلاع، سوف تتحسن حاسة الشم والذوق لديك. والآن، تخيل البهجة التي ستشعر بها عندما تقف على شاطئ البحر وتأخذ نفساً كبيراً عميقاً بعد التخلص من تلك العادة، وعندما تذهب إلى المطعم المفضل لديك وتستمتع حقاً بروعة مذاق الطعام…
الفرنسيون واليابانيون يدخنون أكثر مما يدخن الإنجليز والأمريكيون، ومع ذلك فإن معدلات إصابتهم بأمراض القلب وسرطان الرئة أقل. يوحي هذا بأن النظام الغذائي الذي يحتوي على قدر مرتفع من مضادات الأكسدة يمكن أن يساعد في معالجة الأضرار الناتجة عن التدخين. والمشكلة هي أن الدراسات بينت أن المدخنين عموماً يتناولون الفواكه والخضراوات أقل من غير المدخنين. قد يبدو اتباع نظام غذائي صحي بالنسبة للمدخن أمراً صعباً بقدر صعوبة إعادة ترتيب المقاعد على سطح السفينة العملاقة “تايتانيك”، ولكن تناول نظام غذائي صحي أكثر أهمية بالنسبة لهم من أي شخص آخر. حاول تناول ما يصل إلى عشر حصص من الخضراوات والفاكهة الطازجة كل يوم لتحصل على أقصى قدر ممكن من حماية مضادات الأكسدة لجسدك، وتعطي هذا الجسد أكبر فرصة لعلاج آثار الشيخوخة المترتبة على عادة التدخين.
هناك مئات من الأشخاص مستعدون لمساعدتك على الإقلاع. لا تخض التجربة بمفردك. اسأل الصيدلاني الذي تتعامل معه عن لصق أو علك النيكوتين. جرب العلاج بالتنويم المغناطيسي والوخز بالإبر. اطلب من طبيبك أن يحيلك إلى إحدى عيادات الإقلاع عن التدخين. إن التدخين إدمان خطير، لذا، تعامل مع مسألة الإقلاع بجدية.

تعرف على الفواكه والخضراوات التي تحتوي على أكبر قدر من مضادات الأكسدة.

ليست أقوى الأجناس هي التي تحافظ على بقاء نوعها، وليست الأكثر ذكاء أيضاً، ولكنها الأجناس الأكثر تجاوباً مع التغيير.

قم ببعض التخطيط المسبق في المرة القادمة التي تحاول فيها الإقلاع.

اختر تاريخاً مستقبلياً يحل بعد بضعة أسابيع، وسجل هذا الموعد في دفرت يومياتك.
إذا كنت تدخن في العمل، فاختر أحد يومي العطلة الأسبوعية. وإذا كنت تعمل في
شركة لا تسمح بالتدخين، فقد تجد أنه من الأسهل أن تختار أحد أيام العمل.
حاول أن تتوقع المواقف الصعبة، وضع لها خطة عمل مسبقة.
هل ستذهب بعد العمل إلى حفل أحد زملائك؟ أخبره إذن أنك لن تستطيع البقاء لأكثر من ساعة واحدة؛ ثم غادر المكان قبل أن يسيطر عليك التوق للتدخين.
واكتب قائمة بالفوائد الإيجابية للإقلاع عن التدخين (اكتب مثلاً: سأجد ممارسة التمرينات أسهل كثيراً، لن أضطر لقضاء الوقت واقفاً خارج المكتب وخارج بيوت الناس في البرد والمطر لأدخن سيجارة، يمكنني التوقف عن الشعور بالقلق تجاه الإصابة بالسرطان)، واقرأ تلك القائمة في أي وقت تشعر فيه أن تحفزك للإقلاع قد بدأ في التلاشي.

كنت أدخن علبة سجائر كاملة يومياً ولكنني أقلعت منذ خمس سنوات. كم يستغرق الأمر لإصلاح الأضرار التي حدثت أثناء فترة التدخين؟

أحسنت، واطمئن. حتى إذا كنت قد واصلت التدخين لفترة طويلة خلال منتصف العمر، فإن احتمالات إصابتك بسرطان الرئة انخفضت بنسبة 90% في خلال خمس سنوات من الإقلاع، بالإضافة إلى أن رئتيك ليستا المستفيد الوحيد؛ فالإقلاع يقلل بشكل هائل احتمالات إصابتك بسرطان الفم، والحنجرة، والصدر، وعنق الرحم، والمعدة، والمثانة، والكلية، والبنكرياس.

يبدو أنني غير قادر على الإقلاع بأي حال على الرغم من أنني أرغب في ذلك حقاً. هل يمكنني الحصول على أي عون إضافي؟

نعم بالتأكيد، فهناك الآن عقاقير متاحة لمساعدتك فيما يتعلق بنوبات التوق وأعراض الانسحاب. ومن الأفضل تناولها مع الحصول على مشورة متخصصة بشأن الإقلاع عن التدخين. وهناك اعتقاد بأن هذا المزيج أكثر فعالية من لصقات النيكوتين بمقدار الضعف تقريباً. استشر طبيبك فيما إذا كان هذا العقار مناسباً لك أم لا.

إنني أدخن بضع سجائر قليلة فحسب يومياً. هل هذا القدر كافٍ للتأثير في حالتي الصحية؟

بكل أسف، أخشى أن الإجابة هي نعم. إن واحداً من كل اثنين من المدخنين يموت بسبب عادة التدخين، وغالبية هؤلاء يدخنون بصورة خفيفة أو متوسطة. إن المدخنين الشرهين نادرون هذه الأيام في الواقع. الرقم الوحيد الآمن فيما يتعلق بتدخين السجائر هو الرقم صفر.