التصنيفات
صحة المرأة

غذاء الحامل: احتياجات الأم للمواد الغذائية

من الواضح ان غذاء الحامل يكتسب أهمية كبرى بالنسبة لكل من الطفل وأمه، وقد يساهم عاملان في إدراك هذه الأهمية المتزايدة للتغذية أولاً انتشار المعلومات عن دور التغذية في معالجة الأمراض والوقاية منها.

غذاء الحامل: احتياجات الأم للمواد الغذائية

وثانياً: إدراك وجود علاقة بين الوزن الولادي المنخفض وحالات الوفاة بعد الولادة بفترة قصيرة، كما تشكل سوء التغذية عاملاً أساسياً في ظهور الخلل أو الإصابات والأضرار التي ترافق الطفل منذ الولادة، أو فشل الطفل في أن ينمو طبيعياً.

إن الجنين في الأشهر الثلاثة الأولى يكون صغيراً وفي حالة لتطوير الأنسجة المختلفة، لذا فإن متطلبات الأم للمواد الغذائية تزداد بمعدل بطيء خلال هذه الفترة ومع ذلك فإن هذه الاحتياجات مهمة جداً.

كما أن الحاجة إلى غذاء متوازن يحتوي على مقادير ملائمة من عناصر الغذاء الضرورية تستمر خلال الثلث الثاني من الحمل ولكن الثلث الأخير من الحمل يشهد طلباً متزايداً لمقادير أكبر من المواد الغذائية الرئيسية والتي يقوم الجنين بتجميعها لأغراض النمو. كذلك إن المقادير التي يوصي بتناولها تزيد قليلاً عن متطلبات الحد الأدنى، والغرض في ذلك هو الاحتياط بسبب التباين في احتياجات الأفراد، وقد استعملت المرأة بين 17-35 عاماً من العمر التي تزن 55 كغم وطولها 160 سم وتعيش في منطقة قرية المناخ وتتمتع بحيوية وصحة جيدة اتخذت هذه المرأة مقياساً لتحديد المتطلبات الغذائية ومن الواضح طبيعياً ان هناك الكثير من النساء تختلف أوزانهم وأطوالهم وأحوال معيشتهم عن هذا النموذج مما يترتب عليه تبايناً في الاحتياطات الغذائية.

البروتين

ان زيادة 15 غم في كمية البروتين المتناول يومياً يكفي لسد حاجة الحامل إلى البروتين ولكن قد يتطلب الأمر في الحالات الخاصة أن تتناول المرأة الحامل ما مجموعه 100 غم من البروتين يومياً.

إن البروتين هو العنصر الغذائي الأساسي في النمو إذ أن هنالك حاجة لمزيد من البروتين لمجابهة متطلبات النمو الجيني السريع والزيادة في كبر وحجم الرحم والغدد الثديية والمشيمية وازدياد حجم الدم وارتفاع نسبة بروتين البلازما من أجل ادامة الضغط التنافذي colloidal somatic pressure وتكوين السائل الجيني وأخيراً لخزن رصيد كافي لأوقاف المخاض والرضاعة.

إن الحليب واللحم والبيض والجبن أطعمة بروتينية ذات قيمة بيولوجية عالية أي انها تزود الجسم بالأحماض الأمينية الأساسية وبالنسب الملائمة لاحتياجاته، ولا يخفي ان الأطعمة البروتينية توفر في الوقت نفسه مواد غذائية أخرى مثل الكالسيوم والحديد وفيتامينات كما يمكن الحصول على كميات إضافية من البروتين بتناول الخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات.

الطاقة

انه لمن الضروري ان تكون الطاقة المتناولة كافية لملاقاة المتطلبات وللحفاظ على البروتين لاستعماله في بناء الأنسجة، وينصح عادة بزيادة الطاقة بمقدار 285 سعر في اليوم خلال 280 يوم من الحمل عما كانت تتناوله المرأة الاعتيادية أو 150 سعر في اليوم في الفصل الأول من الحمل 350 سعر في اليوم في الفصل الثاني والثالث من الحمل.

إلا أن هذه الزيادة قد لا تكون كافية بالنسبة للنساء النشطات أو اللاتي يعانين من نقص التغذية وقد تصل كمية الطاقة المتناولة الى 3000 سعر في اليوم ولا بد من التأكيد الإيجابي في زيادة كميات الطاقة المتناولة واهمال النواحي السلبية التي تدعو إلى تحديد الطاقة المتناولة.

الكالسيوم

من الضروري ان تتناول المرأة الحامل كميات متزايدة من الكالسيوم خلال النصف الثاني من الحمل بحيث يصل مجموع ما تتناوله يومياً إلى 1،2 غم (أي بزيادة 0,4 غم) والكالسيوم ضروري ومهم لكل من الأم والجنين فهو العنصر الأساسي لتركيب العظام والأسنان، وله دور هام في ميكانيكية تخثر الدم وفي كثير من عمليات التمثيل الغذائي وتشير دراسات الموازنة إلى أن كميات الكالسيوم المستعملة من قبل الأم ترتفع من 4 غم في منتصف فترة الحمل إلى 30 غم عند اكتمال دورة الحمل وان ما يخزنه الجنين يزداد من 1 غم في منتصف الحمل إلى 22 غم عند نهاية الحمل، ولا بد من توافر كميات أكبر من الكالسيوم لكي يتم تصلب الهيكل الجنيني خلال مرحلة النمو السريعة هذه.

الحديد

إن من الضروري جداً أن تستمر المرأة في تناول حوالي 18 مغ من الحديد يومياً طوال سنين خصوبتها، لأن مثل هذه المقادير ضرورية للتعويض عما تفقده المرأة أثناء العادة الشهرية ولكي تحافظ على احتياطي الأنسجة والكبد إلى ما كان عليه قبل الحمل أما أثناء الحمل فهناك زيادة في احتياجات المرأة الحامل لهذه المادة الغذائية الهامة، فإذا اقترنت الزيادة في الاحتياجات مع عدم توافره بصورة ملائمة في الغذاء ومع عدم وجود خزين كافي عند الأم فإن إضافات تصل الى 30- 60 مغ في اليوم تصبح ضرورية.

وقد قدرت الزيادة في حجم دم الأم أثناء الحمل بـ 20- 40 % وكما هو معلوم فإن الحديد ضروري جداً لتكوين الهيموجلوبين وعليه فإن كميات إضافية من الحديد مهمة جداً للحفاظ على مستوى الهيموجلوبين في الدم. فإذا كان هنالك تاريخ طويل للمرأة الحامل وعائلتها في فقر الدم. واذا كان هناك شك في ملائمة مصادر الحديد الغذائية، وإذا كان خزين الحديد المنخفض قبل الإخصاب لا بد إذن من أعطاء ما يكفيه 4- 6 أشهر بعد الولادة وهذا الخزين أساسي وضروري لأن غذاء الطفل الرئيسي بعد الولادة هو الحليب وهو فقير بعنصر الحديد، وكذلك فإن اللحوم والبقول والحبوب والخضراوات الخضراء تشكل مصادر إضافية للحديد.

الفيتامينات

تنصح المرأة الحامل بتناول مقاديره متزايدة من فيتامين D,C,B,A:

فيتامين A:
ينصح أن تزداد مقادير فيتامين A المتناولة أثناء الحمل لأنه يشكل عاملاً مهماً وضرورياً لتطوير الخلية ولإدامة النسيج الغلافي (البطاني) وفي تكوين الأسنان والنمو الطبيعي للعظام وللنظر ويعتبر الكبد وصفار البيض والخضار الورقية الخضراء والصفراء والفواكه من المصادر الجيدة لهذا الفيتامين.

فيتامين B المركب:
هناك حاجة ماسة أيضاً لزيادة المقادير المتناولة من فيتامين B المركب فهي ضرورية كعوامل في تركيب بعض الأنزيمات المشاركة التي هي ضرورية لعدد من نشاطات التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة وقيام الأنسجة العضلية والعصبية بوظائفها وعليه فإن دورها في عمليات التمثيل الغذائي المتزايد أثناء الحمل ويتزايد ويمكن توفير هذه الفيتامينات في الغذاء المتوازن.

كما يتكاثر الطلب أثناء الحمل على حامض فوليك لأن نقص هذا الفيتامين يؤدي إلى ظهور أعراض فقر الدم المتسم بالكريات الضخمة ففي مثل هذه الحالات وفي حالات انحلال الدم وحالات تعدد الحمل والولادة ينصح بإعطاء المرأة الحامل كميات إضافية من حامض فوليك تقارب 200-400 مايكرو غرام في اليوم.

فيتامين C:
يجب اعطاء عناية خاصة إلى احتياجات الحامل من حامض اسكوربيك وينصح بزيادة الجرعة اليومية إلى 65 مغ (أي بزيادة 5-15 مغ) في النصف الأخير من فترة الحمل، ويلعب حامض اسكوربيك دوراً مهماً للغاية في مرحلة النمو فهو ضروري وأساسي في تكوين مادة السمنتية الماسكة بين الخلايا وكذلك في تطوير أنسجة الربط وفي تطوير أنسجة القنوات وهو يساعد أيضاً على زيادة امتصاص الحديد ومن المهم جداً ان تشجع الأم الحامل على تناول كميات إضافية من الأطعمة الغنية بفيتامين C كالفواكه الحمضية وأنواع التوت والبطيخ.

فيتامين D:
ليس هناك حاجة إلى هذا الفيتامين من قبل البالغين الذين يحيون حياة نشيطة ويتعرضون باستمرار إلى ضوء الشمس، ولكن بروز الحاجة إلى مزيد من الكالسيوم والفسفور لتطوير هيكل الجنين تتطلب وحدة دولية من فيتامين D يومياً خلال النصف الأخير من الحمل، ويشكل الحليب والزبدة والكبد وصفار البيض مصادر غذائية لفيتامين D.

وهكذا نرى أن تغذية الإنسان وخصوصاً التغذية بالنسبة للأمهات والأطفال من الأمور الهامة التي ينظر اليها الفرد كما تهتم لها الدول في سبيل بناء جيل قوي البنية يتمتع بالصحة الجسمية والعقلية قادراً على النهوض بأعباء الحياة وذو قدرة إنتاجية عالية بفضل ما يتمتع به من صحة جيدة وبنية قوية ودائماً نقول العقل السليم في الجسم السليم.

تغذية المرأة الحامل

يجب أن يبدأ الاهتمام بتغذية المرأة الحامل قبل الحمل لما للتغذية الجيدة من دور هام في زيادة نسبة الخصوبة وولادة طفل يتمتع بصحة جيدة.

إن الغذاء المناسب للمرأة الحامل هو الغذاء المتوازن الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية للجسم بكميات ملائمة مع ازدياد الحاجة إلى الطاقة والبروتين والفيتامينات والأملاح المعدنية كما يأتي:

– تناول كميات كافية من الأغذية المحتوية على البروتين كالبيض واللحوم والأسماك والدجاج والبقوليات والحليب.

– تناول كميات كافية من الأغذية المحتوية على الطاقة كالخبز والأرز والبطاطا.

– تناول كميات كافية من الأغذية المحتوية على الأملاح المعدنية والفيتامينات كالحديد والكالسيوم وفيتامين (د) ومن أغنى مصادر الحديد الكبد واللحوم الحمراء والأسماك والدجاج والبقوليات الجافة، والخضراوات الخضراء الداكنة (كالسبانخ، والملوخية، والخبيزة، والسلق).

– يتواجد الكالسيوم والفسفور وفيتامين (د) في الحليب كامل الدسم ومشتقات الحليب والسمك.

مثال على وجبات غذائية متوازنة يومية لامرأة حامل

وجبة الفطور:

– كوب حليب (أو لبن رائب).
– ربع رغيف خبز عربي.
– بيضة مسلوقة أو مقلية أو إحدى البدائل التالية (فول مدمس، أو حمص أو فلافل أو جبنة بيضاء أو لبنة أو مرتديلا).
– حبة بندورة + 5 حبات زيتون.

وجبة خفيفة:

– برتقالة أو تفاحة (أو عصير برتقال أو أي فاكهة).
-2 قطعة قرشلة أو بسكويت أو كعكة.
– كوب يانسون أو بابونج.

وجبة الغذاء:

– قطعة لحمة (ثلث وقية) أو ربع دجاجة أو قطعة سمك.
– صحن أرز أو برغل أو فريكة أو خبز (ربع رغيف) أو صحن معكرنة أو حبة بطاطة مسلوقة.
– خضار مشكلة مطبوخة أو صحن سلطة مع إضافة عصير الليمون.
– كوب لبن رايب.
– فاكهة.

وجبة خفيفة:

– كوب حليب مع كاكاو أو صحن كاسترد أو مهلبية.

وجبة العشاء:

– لبنة 2 ملعقة طعام أو جبنة بيضاء نصف قرص.
– ربع رغيف خبز عربي.
– خيارة + بندورة.
– كوب شاي مع الحليب.

اسأل طبيب مجاناً استشارات طبية مجانية