التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

الرضاعة الطبيعية والصناعية: المواد الغذائية والسامة والحليب المركب

لن أنسى أبدا عندما كان ابني البكر ما زال يرضع وذهبنا إلى مطعم شعبي في سان فرانسيسكو. إنه مشهور بكمية الثوم الكبيرة المستخدمة في الأطباق التي يعدها. كانت نظرة الاحتجاج والمفاجأة بادية على وجهه عندما كان يرضع الحليب في الصباح التالي! من المؤكد أن رائحة حليب الأم وطعمه كانا يشبهان الثوم. وبعد مفاجأته الأولى، اعتاد على كمية الثوم الموجودة في الحليب.

بمعزل عن النكهات القوية مثل الثوم، لن نتمكن من معرفة الطعام الذي تناولته الأم من طعم حليبها. ولكن بالنسبة إلى حاسة الذوق المتطورة لدى الطفل، تعتبر كل حصة من حليب الثدي عينة من المأكولات التي تستمتع الأم بتناولها. إنها طريقة أخرى في نقل حياتك إلى طفلك وتحضيره للتمتع بمجموعة متنوعة من المأكولات التي تحبينها.

المواد المغذية

أنت لا تقدمين النكهة لطفلك فحسب، بل تقدمين أيضا المواد التي ستكون بمثابة حجر الأساس لجسمه. تختلف كميات أحماض أوميغا-3 الدهنية (مثل DHA) في حليب الثدي لدى النساء المرضعات بحسب مكان إقامتهن والمأكولات التي يتناولنها. كما قد تتوقعين، إن الأطفال الذين تتمتع أمهاتهم بالكثير من حمض DHA في حليبهن يستخدمون الكثير منه عند تكوين خلاياهم الجديدة. والأطفال الذين تحمل أمهاتهم كمية قليلة من DHA يبدلون الأحماض الدهنية الأخرى عند تكوين أغشية الخلايا.
صمم DHA ليكون مركبا مهما للدماغ وشبكية العين. في السنة الأولى، تختلف الرؤية في صفوف الأطفال الذين يتغذون على حليب الثدي بحسب كمية DHA الموجودة في حليب الأم.

ستمنحين طفلك أفضل ما تأكلينه

بالعادة، إن اتباع نظام غذائي متنوع سيعطي طفلك مغذيات كاملة تمنحه صحة جيدة. إن استمريت في تناول الطعام بالقدر الذي كنت تتناولينه خلال الحمل (330 سعرة حرارية إضافية)، يمكنك توقع منح طفلك الكثير من السعرات الحرارية وفقدان الوزن الذي اكتسبته خلال الحمل في خلال ستة أشهر (مع ممارسة الرياضة بقدر صحي).
ما إن تفقدي الوزن، يمكنك تناول المزيد إن كنت ترضعين طفلك والمحافظة على رشاقتك. ليس عليك التخلي عن أي من مأكولاتك المفضلة. حتى لو لم تعيري انتباها لنظامك الغذائي، ستكون الرضاعة خيارا صحيا لك ولطفلك. يمكنك الاسترخاء.

المشاركة في السراء والضراء

كما تتشاركين وطفلك المأكولات التي تتناولينها، فإنك تشاركينه أيضا الأدوية والمواد المنبهة للدماغ التي تأخذينها (بما في ذلك الكافيين، والشوكولاته، والنيكوتين) والأعشاب التي تجربينها والمواد السامة التي تتعرضين إليها. ما زلت متصلة بطفلك بطريقة جميلة وعميقة.

أيعني ذلك أن الكافيين ممنوع؟ على الإطلاق! ولكن الحرص واجب. يمكن أن يجعل الكافيين الطفل أكثر اهتياجا ويقظة. ولكن القليل منه فقط يمر عبر حليب الثدي. أظهرت دراسة أن الأمر يتطلب الحصول على كمية الكافيين الموجودة في خمسة فناجين قهوة سعة خمس أونصات (أي أكبر من أكبر فنجان قهوة يقدم في معظم المقاهي) قبل أن يؤثر ذلك بوضوح على الطفل. إلا أن نصف كمية الكافيين في فنجان قهوة يخرج من جسم الأم في حوالى خمس ساعات ويبقى النصف الآخر في جسم الطفل بعد 96 ساعة. يمكن أن يتجمع الكافيين في جسم الطفل. مع حلول الشهر الثالث إلى الخامس، يكون عمر النصف للكافيين في الطفل قد إنخفض إلى 14 ساعة أي أنه سيبقى متأثرا لمدة أطول بثلاثة أضعاف منك!

يحتمل معظم الأطفال كمية معتدلة من الشوكولاته في نظام أمهاتهم الغذائي

لكن إذا كان طفلك هائجا ويصعب عليه النوم، يجب أن تأخذي بعين الاعتبار ما إذا كان الشوكولاته السبب في ذلك. ولكن لا تقلقي، إذا شعرت بوجوب التخفيف من تناول الشوكولاته، قد تتمكنين من تناولها مجددا عندما يبلغ طفلك الشهر الثالث من العمر.

يبلغ عمر النصف للسيجارة 95 دقيقة

تعتبر الرضاعة مرحلة رائعة لتريحي نفسك وطفلك من مضار التدخين. ولكن إن لم تودي الإقلاع أو عجزت عنه، يمكنك التخفيف من حدة تعريض طفلك للنيكوتين بنسبة عشرة أضعاف عبر التدخين بعد الرضاعة فورا وفي الخارج.

المواد السامة البيئية

يشكل ثنائي الفينيل المتعدد الكلور Polychlorinated biphenyls مثالا على المواد السامة البيئية المعروف عنها أنها تنتقل من الأم إلى الطفل عبر المشيمة وتضر بالنمو الحركي والدماغي لدى الطفل. إننا نعلم أن ثنائي الفينيل المتعدد الكلور موجود بمعدلات مرتفعة في حليب الثدي. كشفت دراسة من مجلة Lancet عن تضرر طفيف ولكن مهم بعد الولادة من جراء التعرض المتواصل لثنائي الفينيل المتعدد الكلور في حليب الثدي. من بين الأطفال الذين يتغذون من الرضاعة، عانى هؤلاء الذين تلقوا المزيد من ثنائي الفينيل المتعدد الكلور في الحليب من تضرر أكبر. إذا، ما الأفضل للأطفال؟ يبقى حليب الثدي آمنا إلا إذا تعرضت الأم بشكل كثيف للمواد السامة في المنزل، العمل، أو نظامها الغذائي.

أتمنى لو لم يكن تلوث حليب الثدي مشكلة

يفضل ضمان عدم تلوث الهواء، والماء، والطعام، وأماكن العمل، والمنازل. في هذه الأثناء، أفضل ما قد تفعله المرأة الحامل والأم المرضعة هو التخفيف من التعرض لثنائي الفينيل المتعدد الكلور، والزئبق، والمواد السامة الأخرى. أوصي بأن تتجنبي تناول السمك من البحيرات والأنهر الملوثة؛ أن تخففي من استخدام المواد المذيبة المتطايرة (مثل تلك الموجودة في بعض منتجات التنظيف، الدهانات، والمواد المستخدمة في الهوايات)؛ أطلبي من أحدهم ضخ البنزين وإحضار الغسيل الجاف؛ قللي من استعمال مبيدات الهوام (الآفات) في منزلك وحديقتك؛ واختاري الأغذية العضوية (أو على الأقل أغسلي جيدا الفواكه والخضار). كما أنني أوصيك بمراجعة أي دواء أو دواء عشبي قبل تناوله.

ولكن، حتى بدون اتخاذ أي من هذه التدابير، يعتبر حليب الثدي غذاء آمنا لصحة الطفل. فهو يضم ميزات وفوائد وقائية جمة تفوق مخاطر المعدلات المنخفضة لمعظم المواد الكيميائية في الحليب.

الأرجية أو الحساسية

تعد الرضاعة خيارا رائعا للأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من الربو، الأكزيما، والأرج. ما تأكلينه يمكن أن يخفف من الحالات الأرجية. عندما أعطيت الأمهات المرضعات، في إحدى الدراسات، بلاسيبو أو أخرى محتوية على بروبايوتكس Probiotics (بكتيريا مفيدة كتلك الموجودة في اللبن)، تحسنت حالة الأكزيما لدى الأطفال الذين تناولت أمهاتهم البروبايوتكس خلال السنوات الأربع التالية. ابحثي عن اللبن المحتوي على الزرع الفاعل للملبنة reuteri أو الملبنة GG (LGG) للحصول على أفضل النتائج.

أحيانا، يؤدي التعرض لبعض الأغذية في نظام الأم الغذائي إلى إطلاق رد فعل أرجي لدى الطفل. ومن هذه الأغذية نذكر البروتين في حليب البقر، والبيض، والصويا، والمكسرات، والفول السوداني. إن كان الأرج يشكل مصدر قلق، استشيري طبيبك حول إزالة بعض أو كل هذه الأغذية من نظامك الغذائي للمساعدة على الحد من فرص حصول الأرج. ليس الأمر ضروريا بالنسبة إلى معظم العائلات، ولكنه ضروري بالنسبة إلى البعض.

التعلم

قد تفكرين الآن أن حليب الثدي يشكل رابطا رائعا بين جيلين. يفتح الطفل فمه ويشرب ما تحبينه وما تكرهينه، وأفراحك، مشاكلك، نقاط ضعفك وقوتك. إنه رابط حي أقوى وأكثر دواما من السائل الغريب الذي شربته أليس في بلاد العجائب على الرغم من أن الآثار غير جلية أو واضحة ولكنها ساكنة، وفعالة، ومتحولة.

كل وجبة هي عملية تبادل حية، درس في كيمياء الأمومة، وعناق في الداخل والخارج. ولكن يستغرق الأمر بعض الوقت لتعتادا على بعضكما البعض. كل هذا جزء من شهر الطفل.

عندما بدأ الحليب يتدفق إلى ثديي زوجتي وأصبحت حلمتاها تؤلمانها، لاحظت أن ذلك كان أصعب من المخاض! لم تتخيل أن يكون الأمر بهذه الغرابة. ولكن سرعان ما أصبح الجزء الأكثر طبيعية وإسعادا من نهارها. إن التثبيت والموضع الصحيحين هما أساس الرضاعة الناجحة. وللقيام بالأمر بالشكل الصحيح، ما من بديل عن الاستعانة بشخص خبير كي يشاهد جلسة إرضاع وإسدائك بعض النصائح. في بعض البلدان، من الشائع أن ترى القرويات المرأة وهي ترضع طفلها وتزودنها بالنصائح. ولكن بالنسبة إلى معظم النساء، يستحق الأمر إشراك مستشار في الإرضاع لمساعدتك فيما تتعلمين. على الأرجح أن طبيبك يعرف واحدا.

يدعى الغذاء الأول الذي يدره ثديك، اللبأ Colostrum. إنه وجبة من المقبلات. فهذه الكمية الصغيرة من السائل الغني جدا مليئة بالمواد لإعداد طفلك لمواجهة العالم. سيعيش طفلك على اللبأ (والدهون التي جمعتها له) ليومين إلى خمسة أيام قبل در الحليب. إنه الوقت المناسب لطلب الكثير من المساعدة للتأكد من أن التثبيت والموضعة مثاليان. ثم، عندما تدرين الحليب، قد تودين الاتصال بمستشار الإرضاع مجددا للتحدث عن التغيرات.

يمكن أن تتعلمي من طفلك أيضا. سيعلمك متى يحين وقت الإرضاع. سيعلمك عبر البكاء، التهيج، مص شفتيه أو يديه. يود معظم المولودين الجدد الرضاعة من 8 إلى 12 مرة كل 24 ساعة. لقد شاع فيما مضى تعليم الأمهات إرضاع الطفل لبضع دقائق على ثدي ثم تحويل الطفل إلى الثدي الآخر. ولكن من خلال جعل الطفل يرضع من الجهة الأولى، سيحصل على مقدم الحليب ومؤخر الحليب المغذيين بطرق مختلفة. مقدم الحليب هو الحليب الرقيق الذي يحصل عليه في بداية الرضاعة. يمنح معظم الحجم عند كل وجبة. أما مؤخر الحليب فهو الحليب الغني بالدهون والقليل الحجم المتوفر عند نهاية الرضاعة من الثدي نفسه. فهو يعمل كتحلية غنية ولذيذة. إن أراد الرضاعة من الجهة الأخرى، فلا بأس. وإن لم يرد، لا بأس كذلك. يمكنك البدء بهذه الجهة في المرة المقبلة.

إن بدا مهتما بالرضاعة مجددا في غضون ساعتين، فربما يطلب شيئا آخر مثل تغيير الحفاض، بعض التفاعل أو مص شيء ما. كم أحببت عندما كان ولدي يمتص إصبعي الصغير كطريقة للتواصل. إن أسعده ذلك، فلا بأس. ولكن قد يود فعلا أن يرضع.

ما إن تصبح الرضاعة عملية ثابتة، سيتغير التوقيت. ولكن ستكونين مستعدة لذلك لأنك وطفلك تتعلمان الرقص على إيقاع نبضات كل منكما.

بعض المعلومات الأساسية حول الإرضاع

● عجائب الإرضاع العلمية. أظهرت عدة دراسات قارنت بين تكرر حالات المرض بين الأطفال الذين تغذوا من حليب الثدي والذين تغذوا من الحليب المركب، وقوع حالات مرضية أقل من حيث الحدة والتكرار في صفوف الأطفال الذين تغذوا من حليب الثدي. تساعد الرضاعة على حماية الطفل من حالات الإسهال، والالتهابات التنفسية السفلية، والالتهابات الأذنية، والتهاب السحايا البكتيرية، والتهابات المسالك البولية. وأظهرت بعض الدراسات انخفاضا في الأمراض غير المعدية مثل الأكزيمة والربو. كيف من الممكن أن تفعل الرضاعة ذلك؟

●  العوامل النفسية. خلال العقدين الأخيرين، أظهر علم المناعة العصبية النفسية المتطور مرارا وتكرارا أن لحالة الفرد النفسية أثر مباشر على الوظيفة المناعية. قد تحسن تجربة الرضاعة بحد ذاتها المناعة لدى الطفل بشكل مباشر.

●  الأجسام المضادة. تتواجد كل أنواع الأجسام المضادة في حليب الثدي. وتتواجد الكمية المكثفة من هذه الأجسام في اللبأ، أي الحليب المقدم الذي يتوفر فقط من الثدي خلال الأيام الثلاثة أو الخمسة الأولى من حياة الطفل. كما ويتواجد الغلوبولين المناعي الإفرازي A (IgA) وهو نوع من الأجسام المضادة التي تحمي الأذنين، والأنف، والحلق، والمسلك المعدي المعوي بكميات كبيرة في حليب الثدي على مدى السنة الأولى. يلتصق الغلوبولين المناعي A ببطانة الأنف، والفم، والحلق ويقاوم عوامل التهابية ملتصقة معينة. إن معدلات IgA في حليب الثدي في مواجهة الفيروسات والبكتيريا المحددة تزيد استجابة إلى تعرض الأم لهذه الأجسام. يعد حليب الأم حليبا محددا بيئيا؛ تحمي الأم طفلها من الأجسام التي على الأرجح تعتبر مشكلة فورية.

●  لاكتوفرين. اللاكتوفرين البشري عبارة عن بروتين مرتبط بالحديد يتواجد في حليب الثدي، ولا يتوفر في الحليب المركب. إنه يحد من توفر الحديد للبكتيريا في المعى ويغير نوع البكتيريا السليمة التي ستزدهر في المعى. مجددا، يكون كثيفا في اللبأ ولكنه يظهر على المدى السنة الأولى كلها. له أثر حيوي مضاد على البكتيريا ولا سيما الإيشريكية القولونية (Ecoli).

●  الليسوزيم (Lysozyme). يحتوي حليب الثدي على الليسوزيم (مكون عضمي فعال) بنسبة 30 ضعفا أكثر من أي حليب مركب. بشكل مثير للاهتمام، فيما تختلف المكونات الأخرى لحليب الثدي إلى حد كبير بين الأم الغنية التغذية والأم القليلة التغذية، تبقى كمية الليسوزيم على حالها مما يشير إلى أهميته الكبرى. فهو يؤثر بقوة على نوع البكتيريا التي تتربص في المسلك المعوي.

●  عوامل النمو. يشجع حليب الثدي على نمو الملبنة وهي بكتيريا مفيدة يمكن أن تثبط العديد من البكتيريا والطفيليات المسببة للأمراض. في الواقع، هناك فرق كبير بين البكتيريا الموجودة في معى الطفل المغذى من الرضاعة وبين تلك الموجودة في معى المغذى من الحليب المركب. يحمل الطفل المغذى على حليب الرضاعة معدلا من الملبنة أكثر بعشرة أضعاف من الطفل المغذى على الحليب المركب. إن وجود الملبنة بالإضافة إلى وظيفة اللاكتوفرين والليسوزيم يساعدان على حماية الطفل.

●  العوامل الأرجية. إن البروتين في حليب البقر المستخدم في معظم الصيغ هو بروتين غريب. عندما يشرب الطفل معظم الحليب اللابشري، يكون أجساما مضادة للبروتين الغريب. أظهرت الأبحاث أن المواد المستأرجة الغذائية المهمة الموجودة في صيغ الحليب وفول الصويا، بدون استثناء، تقاوم الدمار في حمض المعدة طيلة 60 دقيقة (مقارنة مع بروتين الحليب البشري الذي يتم هضمه في المعدة في غضون ربع ساعة). تعبر البروتينات الغريبة المعدة وتبلغ المعى بأمان حيث تدخلها وتنتج الحساسية. وبما أن الأبحاث في هذا المجال ما زالت جديدة نسبيا، قد يكون التعرض المبكر للبروتينات الغريبة عاملا مؤهبا في أمراض مثل الإكزيما والربو.

●  الكارنيتين (Carnitine). فيما يتوفر الكارنيتين في الحليب المركب وحليب الثدي، يتمتع الكارنيتين في حليب الثدي بنسبة أعلى من التوفر الحيوي. يحمل الطفل المغذى من حليب الرضاعة معدلات من الكارنيتين أعلى من الطفل المغذى من الحليب المركب. إن الكارنيتين ضروري للاستفادة من الأحماض الدهنية كمصدر للطاقة. افترض وجود وظائف أخرى للكارنيتين ولكن لم يتم إثباتها بعد.

●  الأندروستيرون الكظري المنزوع الماء DHA وARA. ما زالت السلسلة الطويلة الأساسية من الأحماض الدهنية الموجودة في الحليب البشري غير حاضرة في بعض صيغ الحليب المركب في الولايات المتحدة. تعد هذه الشحميات مواد أساسية مهمة ولا سيما في الدماغ وشبكية العين. تشير بعض الدراسات إلى أن في غيابها، يتعرقل النمو الذهني والبصري للطفل.

●  التغيير. يؤمن حليب الثدي المواد المغذية المحددة التي يحتاج الطفل إليها في كل عمر وكل حالة. أتت المعطيات الأولى حول حليب الثدي من حليب الثدي المتجمع لدى الكثير من الأمهات. في ذلك الوقت، لم يهم مدى فرادة حليب الثدي البشري بالنسبة إلى كل طفل.

كل سنة، يتضح أكثر فأكثر أهمية حليب الثدي للأطفال. لم تعرف بعد كل ألغاز هذا السائل الديناميكي. لماذا يوجد هذا الكم من الكولين في حليب الثدي؟ هل من مواد مغذية صغرية أو عوامل مهمة أخرى نعجز عن قياسها؟ فيما تعد صيغ الحليب المركب بديلا ممتازا اليوم، يبقى حليب الثدي الغذاء الأمثل للأطفال لكثير من الأسباب.

وجهة نظرك. تأتي نساء مختلفات (مع أزواجهن) للإرضاع حاملات توقعات مختلفة. يتكهن بعضهن أنها ستكون تجربة مفرحة أو حتى مجيدة. فيما تعتبرها الأخريات مقرفة أو محرجة. من بين الكلمات التي سمعت النساء يستخدمنها لوصف فكرتهن عن الإرضاع أذكر: ملائم، وغير ملائم، وصحي، وطبيعي، وحميمي، ومرهق، ومرض، ومؤلم، وغريب، وشبيه بالبقر، وسحري، ومخيف، ومهدئ، واقتصادي، ومخفف للوزن، ومغير لشكل الجسم، كنز لا يقيم. بالحديث عن الشكل والعاطفة حول هذا الموضوع، سيساعدانك على توضيح وجهة نظرك من حيث ما أتت.

وجهة نظر طفلك. بعد قرابة 266 يوم أمضاها طفلك 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع في الاحتكاك بك والتغذي من جسمك، ولد وولدت معه غرائز للبحث عن ثديك والرضاعة منه. قد يمص الحليب من حلمة ناعمة ودافئة تعلو خفقان قلبك. أو قد يتغذى من حلمة مصممة بدقة من مطاط اللاتكس أو البوليمر الصناعي المسمى سيليكون فيما تحملينه بين ذراعيك الدافئتين. ألا يشبه ذلك الشعور بالفرق بين تقبيل شخص وتقبيل لعبة بلاستيكية؟

قد يرضع طفلك حليبا حيا خلق من أجله، يشبهك في النكهة والرائحة ويتغير من وقت إلى آخر، من وجبة إلى أخرى، ومن شهر إلى آخر. بهذه الطريقة، قد يستمر في اختبار وتذوق المأكولات التي تتناولينها، والأدوية التي تأخذينها، والمواد الكيميائية التي تتعرضين لها. أو قد يشرب تركيبة معقمة من الحليب مصنوعة من نبات أو حليب جنس آخر. ويكون هذا الحليب معززا علميا ليحتوي على أفضل ما يحتاج إليه الطفل لينمو. ويبقى طعمه هو ذاته يوما بعد يوم بعد يوم.

قد يرضع حليبا فعالا يقيه من الأمراض مثل التهابات الأذن أو الإسهال. إنه يساعد على نمو الدماغ ويمكن أن يمنحه معدل ذكاء (يتراوح بين خمس وسبع نقاط). وكما سنرى، تحدث معظم عملية نمو الدماغ في السنتين أو السنوات الثلاث الأولى بعد الخروج من بيئة الرحم الوقائية. وحليب الثدي مصمم لاستكمال هذا النمو المدعوم عبر حبل السرة. أو قد يشرب حليبا مركبا مع قليل أو بدون أي خصائص مناعية ويستيقظ باكيا بسبب إصابة متكررة بالتهابات الأذن أو باحمرار في العجيزة من جراء الإسهال.

يضيف بعض المصنعيين DHA وARA إلى الحليب المركب وهما حمضان دهنيان موجودان في حليب الثدي لتعزيز نمو الدماغ والبصر. إن اخترت الحليب المركب، أنصحك بالنوع الذي يضم معدلات DHA وARA الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية.

التقمص العاطفة الثنائي. اختاري طرق الإرضاع/التغذية التي ترضيك وترضي طفلك. وأعتقد أن اختيارك سيكون صائبا مهما كان. يسمح حليب الثدي بالاستمرار في تغذية طفلك بعد الولادة وفي التواصل جسديا معه. إنه الغذاء الأمثل للأطفال. ولكن صيغ الحليب المركب اليوم تشكل أفضل بديل توفر على الإطلاق. نما الملايين من الأطفال الذين تغذوا على الحليب المركب بصحة جيدة وتمتعوا بالذكاء وقوة البصر والقوة.

الحليب المركب formula milk

اليوم، هناك أنواع كثيرة من الصيغ المركبة لملاءمة مختلف الاحتياجات. ما سيكون الأفضل لطفلك؟ بالنسبة إلى الأطفال المولودين أصحاء، وفي الموعد المناسب، وليس في عائلة لديها تاريخ من الحالات الأرجية أو أمراض الطفولة، أوصي عادة بالصيغة النموذجية المصنوعة في شركة رائدة والمحتوية على الأحماض الدهنية DHA وARA بمعدلات ملائمة.

إن كانت الحالات الأرجية تشكل مصدر قلق، أوصي بأخذ تركيبة الحلامة hydrolysate formulas (مركب يتكون نتيجة للتحلل أو التفاعل مع الماء فيؤدي إلى انكسار الرابطة الكيميائية إلى مركبات أبسط، مثل التحلل المائي الذي يحفزه أنزيمات الجهاز الهضمي للبروتينات) بعين الاعتبار. في هذه الخلطات، تتفكك البروتينات إلى أجزاء صغيرة كي لا تطلق رد فعل أرجي. يبغض معظم الأطفال نكهة هذه التركيبات اللاذعة إلا إذا اختبروها في الشهر الرابع من العمر. تتوفر بعض صيغ الحلامة مع إضافات DHA وARA.

وبالنسبة للنباتيين أو الأسر النباتية، أوصي بالبدء بصيغة (تركيبة) تقوم على الصويا. أميل إلى استخدام الصيغ الأخرى للأطفال الأصحاء إلا إذا ظهرت مشكلة ما.

يستغرق الحليب المركب وقتا للهضم أكثر من حليب الثدي، لذا يطلب الطفل الوجبة كل ثلاث أو أربع ساعات. إستفيدي من الوقت الممتد بين الوجبة والأخرى للنوم مع طفلك أو لينام كل منكما بمفرده.

إن كنت ترضعين طفلك بواسطة زجاجة الحليب، فيسهل رؤية الكمية وقياسها. يتناول معظم الأطفال الأصحاء الذين يتغذون من الحليب المركب 2 أو 3 أونصات (57 – 85 غرام) من الحليب كل حصة. مع بلوغهم الشهر من العمر، تزداد حاجتهم لتبلغ حوالى 4 أونصات (113 غرام) كل أربع ساعات. مع بلوغهم الشهر السادس، تزيد الكمية عند كل وجبة من 6 إلى 8 أونصات (170 – 227 غرام) ولكن تنخفض الوتيرة إلى أربع أو خمس أضعاف يوميا. إن وقت هذه الوجبات الكبيرة عندما تكونين مستيقظة، قد لا يحتاج طفلك إلى الغذاء في منتصف الليل.

هناك طريقة أخرى للتعبير عن هذه القاعدة الأولى ألا وهي معدل الأونصتين أو 3 أونصات (57 – 85 غرام) من الحليب المركب يوميا الذي يتناوله الطفل مقابل كل باوند من وزن جسمه (0.543 كلغ) أي الحد الأقصى هو 32 أونصة. فالمولود الذي يزن 7 باوندا (3.17 كلغ) سيتناول ما يعادل 14 إلى 21 أونصة (397 – 595 غرام) من الحليب المركب يوميا. أما الطفل الذي يبلغ الشهر الرابع من عمره ويزن 14 باوندا فيحتاج من 28 إلى 32 أونصة.

ولكن هذه إرشادات عامة. في الحياة الواقعية، قد تختلف الكمية قليلا من يوم إلى آخر ومن طفل إلى آخر. يفضل المحافظة على المرونة وجعل شهية طفلك ترشدك إلى الكمية التي يتناولها. لا حاجة لملاطفته لإنهاء زجاجة الحليب أو منعه إن كان ما يزال يبدو جائعا. إذا استمر في اختيار تناول أكثر أو أقل من الكمية المتوقعة، فيفضل أن تناقشي الأمر مع طبيب الأطفال.

بدء إرضاع الطفل بالزجاجة

يبدأ العديد من الأطفال الرضاعة من الثدي حصريا، لكنهم ينتقلون لاحقا إلى الرضاعة من الزجاجة سواء كانت زجاجات حليب الثدي أو زجاجات الحليب المركب. ويتزامن هذا غالبا مع قرب انتهاء إجازة الأمومة. وإن جرى إرضاع الطفل من الزجاجة لأول مرة حين تعود الأم إلى العمل أو قبل ذلك مباشرة، فقد يجعل ذلك الوضع “الصعب أصلا” أكثر صعوبة. ويكون من الأسهل على بعض العائلات البدء بإرضاع الطفل من الزجاجة قبل أسبوعين على الأقل من العودة إلى العمل. بالمقابل، يمكن للبدء بالإرضاع من الزجاجة أن يتداخل مع الإرضاع من الثدي.

إن كنت تعرفين أن طفلك سيرضع من الزجاجة في المستقبل، فأقترح أن تبدأي بإرضاعه من الزجاجة من وقت لآخر ما أن يصبح الإرضاع من الثدي سهلا وطبيعيا، وقبل بدء أسابيع البكاء الشديد. وهذا يعني عادة البدء في الأسبوع الثالث تقريبا، أو قبل ذلك بأسبوع أو بعده بأسبوع. ومعظم الأطفال يتقبلون الزجاجة بسهولة عند هذه السن. بيد أن بعض الأولاد يرفضون الزجاجة في البدء، الأمر الذي يشكل إطراء وضيقا في الوقت نفسه.

يكون الانتقال أسهل عادة إن قام أحد غير الأم بتقديم الزجاجة. بصفتي أبا، أجد فرص إطعام أطفالي ثمينة جدا. وكان أولادي يحبونها أيضا. كما أن توقيت الإرضاع استراتيجيا قد يمنح الأم راحة تحتاج إليها كثيرا.

ومن الضروري أحيانا ألا تكون الأم قريبة حتى حين يتم إرضاع الطفل للمرة الأولى من الزجاجة، لأن الطفل سيفضل لذة الإرضاع من الثدي إن كان متوفرا. ومن غير المرجح أن يعترض الأطفال إن قدمت لهم الزجاجة قبل 20 إلى 30 دقيقة من موعد الإرضاع المتوقع، حين يكون هناك مكان كاف في بطنهم لإغرائهم لكن لا يشعرون في الوقت نفسه، بجوع كاف لطلب ما يعرفون أنه يشبعهم. لذا قدمي له الزجاجة لكن لا تحاولي فرضها. ويمكنك تكرار ذلك كل 20 إلى 30 دقيقة، فلربما غير رأيه.

إن ترك الماء الساخن يجري على حلمة زجاجة الإرضاع لتسخينها إلى درجة حرارة الجسم، قد يجعل طفلك أكثر تقبلا للزجاجات الأولى. وبينما تحملين الطفل بحنان، قربي الزجاجة من فمه أو خده لكن لا تحاولي إدخالها بالقوة؛ قربيها أو مرريها على شفتيه أو خده، لحثه على سحبها بنفسه. وقد يقبل بعض الأطفال الزجاجة بسهولة أكبر إن كان الشخص الذي يطعمهم يهزهزهم أو يؤرجحهم. وفكري باتخاذ وضعيات مختلفة أو أشكال حلمات وأنواع مختلفة منها لاكتشاف ما يفضله طفلك. وهناك طريقة أخرى عبر تزليق الزجاجة بلطف داخل فمه حين يكون نائما. فيمكن أن يستيقظ وهو يرضع بسرور.

التجشؤ

يبتلع بعض الأطفال الهواء وهم يرضعون، بخاصة عند إرضاعهم بالزجاجة. وقد ترغبين عادة بدفعه إلى التجشؤ على الأقل عند نهاية كل رضاعة. كما يحتاج بعض الأطفال أيضا إلى ذلك في منتصف الرضاعة. وربما عليك إرضاعهم حتى يتوقفوا ودفعهم للتجشؤ ومن ثم تقديم المزيد لهم.

يفضل الأطفال المختلفون وضعيات تجشؤ مختلفة. شخصيا، أحب أن يكون الطفل في وضعية أفقية، لتخرج الجاذبية فقاعة الهواء إلى أعلى المعدة. كما أحب أن أضغط قليلا على المعدة عبر إمالة الطفل إلى الأمام بعض الشيء و/أو أن أضغط يدي بلطف على البطن قليلا لاستعجال الفقاعة على الخروج. وبعد ذلك، أربت بلطف على ظهر الطفل بيدي الأخرى لمدة ثلاث دقائق أو أربع.

مواد غذائية إضافية للنساء المرضعات

أود إطلاعك على بعض المواد المغذية الإضافية التي يمكن أن تفيدك وتفيد طفلك. يمكنك الحصول على معظم الفيتامينات والمعادن المذكورة عبر الاستمرار بتناول الفيتامين الذي كنت تتناولينه قبل الولادة ولكن من الجيد معرفة ماهيته لاكتشاف المأكولات التي يجب أن تتناولها الأمهات المرضعات. في النهاية، تحتوي الإضافات على قليل من المواد المغذية المعقدة الكثيرة التي يمكنك الحصول عليها من الطعام.

–  الكالسيوم. على الرغم من متطلبات الكالسيوم التي تزيد خلال الرضاعة، إلا أن هذا المعدن يستحق التنويه لأن معظم النساء الأميركيات لا يحصلن على الألف ملغ الذي يحتجن إليه يوميا من نظامهن الغذائي. هذا مهم خلال الإرضاع ولكن حتى لو حصلت على الكمية المثالية، سيزول بعض من الكالسيوم من عظامك. من المهم الحصول على الكثير من الكالسيوم (والكثير من التمارين) في الأشهر اللاحقة لفطم الطفل أي عندما تمتص عظامك الكثير من الكالسيوم. إنه الوقت الأفضل في حياتك لتضيفي الكالسيوم إلى عظامك.

–  الكروم. يرتفع مخزون هذا المعدن بنسبة 80 بالمئة في مرحلة الرضاعة أي بمعدل 45 ميكروغراما يوميا، أعلى بكثير من المعدلات الضرورية في الحمل. ما زالت الكميات الكبيرة منه آمنة. لا يوجد الكروم في معظم فيتامينات قبل الولادة. يعتبر الكروم مهما لتثبيت تقلبات معدلات السكر في الدم. ليس لدينا معلومات كثيرة حول كمية الكروم التي يحصل عليها الأميركيون النموذجيون من أنظمتهم الغذائية ولكن أفضل الكميات المتوفرة هي حوالى 25 ميكروغراما يوميا (للنساء). أظهرت دراسة صغيرة حول النساء المرضعات أنهن حصلن على 43 ميكروغراما يوميا دونما قصد الحصول على هذه الكمية حتى. ولكن إن كانت مشكلة السكر في الدم متأصلة في عائلتك، انتبهي إلى معدل الكروم. أوصيك بتناول قليل من إضافات الكروم ذي عامل تحمل الغلوكوز كشبكة أمان. تعتبر كمية 200 ميكروغرام يوميا جيدة.

–  النحاس. تكون معدلات النحاس مرتفعة في حليب الثدي وتنخفض تدريجيا مع مرور الأشهر. يستخدم الأطفال هذا المعدن كأنزيم لنمو النسيج الضام، النمو الهيكلي، نمو الدماغ، وإنتاج خلايا الدم الجديدة. غالبا ما يظهر نقص النحاس لدى الأطفال كضعف في جهاز المناعة أو مشاكل في القلب. يتواجد الحديد في مجموعة من المأكولات المعروفة مثل المكسرات، والبذور، ونخالة القمح، ومنتجات الحبوب الكاملة، والكاكاو. كما أن ثمار البحر تعتبر مصدرا جيدا. تحصل المرأة الأميركية على معدل ألف ميكروغرام يوميا. هذا كثير في الحمل وحياة ما قبل الحمل، ولكن يفضل أن تأخذ النساء المرضعات 1300 ميكروغرام يوميا. إن جسمك بارع بما فيه الكفاية لامتصاص المزيد من النحاس الذي تتناولينه إن كنت ترضعين، محدثا الكثير من الفرق. إن النساء اللواتي يتناولن على الأقل حصة يوميا من الطعام الغني بالنحاس، يحصلن على الكثير منه. تختلف فيتامينات ما قبل الولادة قليلا في كمية النحاس التي تحتوي عليها إن كانت تحتوي عليها أصلا.

–  DHA (وغيره من أحماض أوميغا-3 الدهنية). كما أشرنا سابقا، تختلف كمية DHA في حليب الأم إلى حد كبير ولها أثر مهم على الطفل. تبلغ الحصة الموصى بها يوميا خلال الإرضاع أكثر بحوالى 18 بالمئة لدى معظم النساء، ولكنها ليست كبيرة بقدر ما كانت عليه خلال الحمل. إن السمك هو المصدر الأفضل، ولكن يجب الحذر من الزئبق، وثنائي الفينيل المتعدد الكلور، والمواد السامة الأخرى. يمكن إيجاد المواد الطليعة (المواد الأساسية التي تصبح DHA) في الجوز، فول الصويا، الكانولا وزيوت بزر الكتان. وهناك كمية صغيرة منه في البيض (والمزيد منه في البيض المدعم بالـ DHA).

–  اليود. لا تزيد الحاجة إلى أي مادة غذائية خلال الرضاعة أكثر من اليود (ترتفع كمية اليود إلى 93 بالمئة عن فترة ما قبل الحمل). تحتاجين إلى المزيد من اليود خلال الرضاعة أكثر من أي وقت مضى. تستخدمه غدة طفلك الدرقية لتنظيم وظيفة الدماغ النامي، والقلب، والكليتين، والعضلات، والغدة النخامية. يتواجد اليود في ثمار البحر، والنباتات المزروعة في الأرض التي غمرتها مياه البحر، والملح الميود. تحصل معظم الحوامل على كمية كافية منه على عكس العديد من الأمهات المرضعات. تحصل المرأة الأميركية النموذجية على حوالى 200 ميكروغرام يوميا من كل المصادر. وتحتاج الأم التي ترضع إلى 290 ميكروغرام. قد يساعد تناول المزيد من المأكولات الغنية باليود (ولكن احذري السمك الغني بالزئبق). لا يحتوي العديد من فيتامينات ما قبل الولادة على اليود. إنني أوصي بتناول ذلك الذي يحتوي على الأقل 100 ميكروغرام.

–  البروتين. خلال معظم فترات الحياة، تحتاج النساء إلى حوالى 10 غرامات من البروتين يوميا أقل مما يحتاج إليه الرجال. ولكن خلال فترة الرضاعة، تستفيدين من حوالى 15 غراما إضافيا. ستصبح البروتينات التي تنتقل إلى طفلك عبر حليبك المركبات البنيوية الأساسية لكل الخلايا الجديدة في جسمه النامي. وستصبح العديد من أنزيماته وهورموناته وحراس أغشية خلاياه. وستميل حتى النساء المنقوصات التغذية إلى منح الكثير من البروتين إلى أطفالهن الذين يرضعون ولكن سيفعلن ذلك على حساب مخزونهن الخاص من البروتين. سيكون الطفل والأم على خير ما يرام إذا حصلت الأم على 0.5 غرام على الأقل من البروتين يوميا لكل باوند من وزنها.

–  الفيتامين A. ترتفع كميات هذا الفيتامين إلى 1300 ميكروغرام يوميا خلال الرضاعة وتكون أعلى من الكميات المأخوذة في أي وقت مضى. ولكن كمية 3000 ميكروغرام هي الكمية القصوى الآمنة. يعلم الكثيرون أن الفيتامين A مهم للنظر. كما أنه مهم للنمو والتنمية في جميع أنحاء الجسم ولوظيفة جهاز المناعة لدى الطفل. يتواجد الفيتامين A في الكثير من الأغذية بما في ذلك الفواكه، والخضار الداكنة اللون، وفي المصادر الحيوانية مثل المواد اللبنية، والسمك. تحصل المرأة الأميركية على حوالى 600 ميكروغرام يوميا. لا تحتوي بعض فيتامينات ما قبل الولادة على الفيتامين A؛ أما البعض الآخر فيضم 1000، 2500 أو حتى 3000 ميكروغرام. لا أوصيك بتناول أي إضافات تحتوي على 3000 ميكروغرام ولكن من المهم الحصول على بعض الفيتامين A في الإضافات إلا إذا كنت أكيدة من أنك تحصلين على ما يكفي منه عبر نظامك الغذائي.

–  الفيتامين B6. الفيتامين B6 هو أنزيم تميمي يستخدمه طفلك لمعالجة الأحماض الأمينية والمركبات الأخرى. توازي كمية هذه المادة المغذية في حليبك الكمية الموجودة في نظامك الغذائي. يجب أن تحصل الأم المرضعة على 2 ملغ يوميا أكثر من الكمية التي احتاجت إليها خلال الحمل. تحصل المرأة الأميركية على حوالى 1.4 ملغ يوميا مما قد يؤدي إلى قلة نمو الطفل. وتحتوي فيتامينات ما قبل الولادة على الكثير من الفيتامين B6. فيما يحتوي البعض الآخر على الكثير منه للنساء المرضعات اللواتي لا يجب أن يحصلن على أكثر من 100 ملغ يوميا (من كل المصادر جمعاء). قد يؤدي الكثير منه إلى مشاكل في الأعصاب الحسية والمعدلات المرتفعة منه يمكن أن تقلل من مخزون الحليب (ربما كآلية وقائية).

–  الفيتامين C. هذا الفيتامين، الذي يساهم في تكوين كل شيء بدءا من الكولاجين حتى الناقلات العصبية، مهم جدا لنمو الأطفال. يجب أن تحصل الأم المرضعة على الأقل على 120 ملغ يوميا أكثر مما كانت تحتاج إليه خلال الحمل. تحصل المرأة الأميركية على أكثر من ذلك، ولكن تختلف المعدلات إلى حد كبير. فبعض النساء لا يحصلن على المعدل المتوسط من هذا الفيتامين. وتعكس الكمية الموجودة في الحليب تلك الموجودة في نظام الأم الغذائي إلى أن يبلغ المخزون اليومي 200 ملغ. تتوجه كل الكمية الإضافية من الفيتامين C إلى البول وليس إلى الحليب.

–  المياه. يجب أن تصبح زجاجة المياه رفيقتك الدائمة. خذيها معك أينما ذهبت، واشربي متى شعرت بالعطش. ولكن لا ترغمي نفسك على شرب المزيد من السوائل إن لم تكوني بحاجة إليها.

–  الزنك. إن مسألة الزنك خلال الرضاعة مماثلة لمسألة الزنك خلال الحمل. تحتاجين إلى المزيد من الزنك خلال الرضاعة، ولكن تستطيعين الحصول عليه عادة من نظامك الغذائي و/أو فيتامين ما قبل الولادة. الزنك مهم لعدة أشياء، منها حاسة الشم والذوق المتطورة لدى الطفل. تكون كمية الزنك في حليب الثدي مرتفعة جدا خلال الأسبوعين الأولين ثم تنخفض شيئا فشيئا كل يوم إلى أن يبلغ الطفل الشهر السادس من العمر. فيما يعود الرحم إلى حجمه الطبيعي، يمنح حليبك حوالى 30 ملغ من الزنك ليسد بعض احتياجات الطفل الإضافية. تحتاج معظم النساء إلى حوالى 12 ملغ يوميا لتغطية الباقي. وتحصل المرأة الأميركية على حوالى 9 ملغ يوميا من نظامها الغذائي وتضم معظم فيتامينات ما قبل الولادة 15 ملغ. يحتاج النباتيون إلى المزيد من الزنك لأنه لا يتم امتصاصه جيدا من المصادر النباتية. أفضل أن تتناول المرأة النباتية فيتامين ما قبل الولادة يحتوي على 25 ملغ من الزنك خلال الرضاعة (بالإضافة إلى فيتامين B12 التي تسمع عنه معظم النباتيات).

مهما أكلت، سيقدم جسمك لطفلك الغذاء الأفضل من أي شيء آخر قد تبتاعينه. يمكنك منح الأفضل عبر إتباع نظام غذائي صحي ومتنوع مؤلف عادة من الحبوب الكاملة، الفواكه، الخضار، البروتين ومصادر جيدة من الكالسيوم. يمكن أن يساعدك فيتامين ما قبل الولادة على سد الفراغات.

اسأل طبيب مجاناً