التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

ارتفاع كولستيرول الدم وخطر داء الشرايين التاجية – ج4

يكون خطر الإصابة بداء الشرايين الإكليلية أعلى من المتوسّط إذا أظهرت الاختبارات الدموية ارتفاع مستوى الكولستيرول لديك؛ وبذلك، يكون من المنطقي القيام بما هو ضروري لجعل الكولستيرول لديك ضمن مجال مقبول. وفي الحقيقة، استنتجت رابطة القلب الأمريكية والمعهد الوطني للقلب والرئة والدم معا أن «فوائد تعديل المستويات المصلية للكولستيرول تمتد إلى الرجال والنساء والشباب والمسنّين وأولئك من ذوي الخطر المرتفع وأولئك من ذوي الخطر الحدّي المرتفع».

لقد أصبح الكولستيرول حديثا كلمة مألوفة؛ ويركّز قدر كبير من الدعاية والكثير من علامات الأطعمة عليه؛ كما أصبح استقصاء الكولستيرول جزءا روتينيا تقريبا من الفحوصات الطبية وبرامج العافية في أماكن العمل والشؤون الصحية؛ ولكنّ أجزاء المعلومات الذي قد تسمع بها من مختلف المصادر قد تخفق في الإجابة عن بعض الأسئلة الأساسية، مثل:

•    ما هو الكولستيرول؟
•    ما سبب أهميته؟
•    ما مقدار الخطر الذي يحمله ارتفاع مستوى الكولستيرول؟
•    ما الذي يمكن القيام به للسيطرة على مستوى الكولستيرول لديك؟

خلاصة المصطلحات المرتبطة بالكولستيرول

•    البروتينات الصميمية:Apoproteins هي البروتينات التي ترتبط بالشحميات لجعلها تنحل في الدم.

•    الكولستيرول: نمط من الشحميات التي يستعملها جسمك لبناء الخلايا وبعض الهرمونات؛ وهو موجود في الأطعمة المشتقّة من مصادر حيوانية.

•    الحموض الدهنية: تدعى الدهون أيضا، وهي موجود بعدّة أشكال في الأطعمة التي تأكلها؛ ويكون لمختلف الحموض الدهنية تأثيرات مختلفة في شاكلة الشحميات Lipid Profile لديك.

•    كولستيرول HDL (كولستيرول البروتينات الشحمية المرتفعة الكثافة): مكوّن من نحو %50 من البروتينات الصميمية و%20 من الكولستيرول؛ ويميل هذا الكولستيرول إلى نزع الكولستيرول الزائد من دمك.

•    كولستيرول LDL (كولستيرول البروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة): مكوّن من نحو %25 من البروتينات الصميمية و%45 من الكولستيرول؛ ومع أن كولستيرول LDL يؤمّن الكولستيرول لوظائف الجسم الضرورية، غير أن زيادته تحرّض على تراكمه في جدران الشرايين.

•    الشحميات: مصطلح عام يشير إلى الدهون (الكولستيرول وثلاثيات الغليسيريد) التي تجول في مجرى الدم.

•    شاكلة الشحميات: مقادير مختلف الشحميات في مجرى الدم.

•    البروتينات الشحمية: الشحميات المرتبطة مع البروتينات الصميمة.

•    ثلاثيات الغليسيريد: نمط من الشحميات التي يستخدمها جسمك كمصدر للطاقة؛ وتنقل معظم ثلاثيات الغليسيريد عبر مجرى الدم بشكل بروتين شحمي منخفض الكثافة جدّا (VLDL)؛ كما يوجد بعض الكولستيرول في.VLDL

ما هو الكولستيرول؟

الكولستيرول هو أحد الأنماط العديدة للدهون (الشحميات) التي تلعب دورا هاما في جسمك؛ وبسبب شهرته كأحد عوامل الخطر بالنسبة إلى داء الشرايين الإكليلية، يميل الناس إلى النظر إليه نظرة سلبية؛ ومع ذلك، يعدّ الكولستيرول مكوّنا هاما للأغشية الخلوية، وبذلك فهو عنصر حيوي لبنية كافة الخلايا في جسمك ووظيفتها. كما يعدّ الكولستيرول كتلة بنائية في تشكيل بعض أنماط الهرمونات.

لكنّ الكولستيرول أيضا مادة سائدة أو رئيسية في اللويحات العصيدية التصلّبية، والتي قد تظهر في شرايينك وتعيق جريان الدم؛ وعندما يصبح مستوى الكولستيرول في مجرى الدم مرتفعا جدا، يزداد احتمال تعرّضك للويحات التصلب العصيدي.

ما هي البروتينات الشحمية وكولستيرول HDL وكولستيرول LDL وVLDL؟

إذا لم تكن هذه المصطلحات مألوفة بالنسبة لك، سرعان ما تبدو مناقشة الكولستيرول مثل المعضلة الأبجدية؛ فالكولستيرول ليس الشحم الوحيد الذي يجول في مجرى الدم، حيث إن ثلاثيات الغليسيريد شكل آخر من الدهن الذي يجول في دمك. تخيّل أنّ ثلاثيات الغليسيريد تعمل كوقود نقّال Transportable يستخدم في نهاية المطاف لإنتاج الطاقة في جسمك.

بما أنّ الكولستيرول وثلاثيات الغليسيريد دهون (شحميات)، لذلك لا يذوب أيّ منهما في الماء؛ ولهذا، لا بدّ أن يحملا برزم من البروتين تدعى البروتينات الصميمية حتى يدورا في دمك الذي يشكّل الماء معظمه؛ ويمثّل البروتين الشحمي اتحادا من صميم البروتين والشحم؛ ويحدّد كلّ نمط من البروتين الشحمي بنمط ونسبة الشحم وصميم البروتين الموجودين في بنيته.

تشتمل الأنماط الرئيسيّة للبروتينات الشحمية على كولستيرول البروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة LDL وكولستيرول البروتينات الشحمية المرتفعة الكثافة HDL؛ ويشار إليهما غالبا باسم كولستيرول LDL وكولستيرول.HDL

يحتوي كولستيرول HDL على نحو %50 بروتين و%20 كولستيرول؛ بينما يحتوي كولستيرول LDL على %25 بروتين و%45 كولستيرول. كما يحتوي نمط آخر من البروتين الشحمي، هو البروتين الشحمي المنخفض الكثافة جدّا VLDL، على ثلاثيات الغليسيريد بشكل رئيسي وعلى كميات صغيرة من البروتين والكولستيرول.

ما السبب في أهمية كولستيرول LDL وكولستيرول HDL؟

تقوم وظيفة كولستيرول LDL على نقل الكولستيرول إلى مواضع في كامل جسمك؛ ثمّ يتوضّع أو يستعمل في إصلاح الأغشية الخلوية؛ وبذلك، يعزّز كولستيرول LDL تراكم الكولستيرول في جدران شرايينك. تخيّل الكولستيرول كالماء العسر الذي يعزّز ظهور الجير وتراكمه داخل أنابيب المياه في بيتك؛ ولكن، تكون ترسّبات الكولستيرول متقطّعة ولا تغطّي كافة جدران شرايينك.

تتمثّل مهمة كولستيرول HDL في حمل الكولستيرول إلى الكبد، حيث يجري تفكيكه وطرحه من جسمك؛ ويكون كولستيرول HDL مثل طاقم التنظيف الذي يزيل فائض الكولستيرول من جسمك ويخلٍّصك منه قبل أن يتسبّب في أي ضررٍ نتيجة تراكمه من دون حاجة له.

يكون كولستيرول LDL هو المتهم الرئيسي في الخطر الذي يرافق الكولستيرول، والعكس صحيح بالنسبة إلى كولستيرول HDL؛ وبما أنّه يعمل على التخلّص من فائض الكولستيرول، لذلك كلما كان كولستيرول HDL أكبر قلّ توضّع الكولستيرول في لويحات التصلّب العصيدي؛ لذلك، تكون النسبة المنخفضة نسبيا لكولستيرول LDL على كولستيرول HDL مفضّلا في خفض خطر إصابتك بداء الشرايين الإكليلية.

ما يزال دور البروتين المنخفض الكثافة جدّا VLDL في تحديد خطر تعرّضك لداء الشرايين الإكليلية غير معروف جيدا؛ ويبدو أنّ المستوى المرتفع للبروتين VLDL هو عامل خطر مستقل في النساء، لكنه ليس كذلك في الرجال؛ ويماثل المستوى المرتفع لثلاثيات الغليسيريد ارتفاع مستوى.VLDL

قياس مستويات الكولستيرول

تقاس الشحميات لديك بتحليل نموذج من دمك؛ ولا يؤثّر تناول الطعام قبل اختبار الدم في مستوى كولستيرول الدم لديك، لكنه يؤثّر في مستوى ثلاثيات الغليسيريد في الدم؛ لذلك، بما أنّه يستعمل نموذج واحد في قياسهما، يجب ألا تتناول الفطور (أي تكون صائما) قبل الاختبار.

لا تتناول طعاما لما لا يقل عن 12 ساعة قبل سحب الدم، ولا تشرب الكحول لمدة 24 ساعة قبل الاختبار؛ فإذا اتبعت هذه التوجيهات، سيحصل طبيبك على قياس دقيق للكولستيرول وثلاثيات الغليسيريد وغيرهما من شحميات الدم لديك. ولا يضمن الصيام قبل اختبار شحميات الدم أن تكون النتائج متشابهة على مدى يومين، حتى وإن لم تقم بأي تعديل في قوتك أو نشاطك أو الأدوية التي تتناولها؛ فمن الشائع أن تتفاوت مستويات الشحميات بنسبة %10 ما بين يوم وآخر.

لذلك، لا تكون أهمية اختبار شحميات الدم كشف التغيّرات البسيطة أو الاهتمام الكبير بقيمة معيّنة تبدو مرتفعة جدا؛ وإنّما يساعد هذا الاختبار على معرفة مستوى الخطر بوجه عام، كما يساعد على تحديد ما إذا كانت استجابة جسمك للتغيّرات في القوت أو النشاط أو الأدوية مقبولة.

بماذا تخبرك النتائج؟

ليس من الدقّة أن تعتقد أن مستوى الكولستيرول أو ثلاثيات الغليسيريد سوي أو شاذ تماما؛ ومع أن الباحثين والأطباء الخبراء حدّدوا مجالاتٍ لمستويات الكولستيرول التي تعدّ مرتفعة جدا، غير أنه لا يوجد عدد سحري يفصل المستويات الخطرة عن المستويات المأمونة؛ لكن هؤلاء الخبراء حدّدوا مستويات الشحميات في الدم والتي فوقها يكون خطر ظهور مضاعفات داء الشرايين الإكليلية عاليا كفاية ليستوجب القيام بالتعديل.

إذا كانت مستويات الكولستيرول أو ثلاثيات الغليسيريد في المناطق المرتفعة الخطرة، يقال إنك مصاب بفرط كولستيرول الدم أو فرط ثلاثيات الغليسيريد في الدم أو بفرط شحميات الدم ببساطة؛ لكنّ وجود هذه المستويات العالية لا يعني أنك ستصاب بداء الشرايين الإكليلية حتما، مثل كافة عوامل الخطر، كما لا يعني أن انخفاض مستوياته يضمن عدم الإصابة به.

يعبّر عن مستويات الشحميات بعدد الميليغرامات الموجودة في عشر لتر من الدم (نحو نصف كوب)؛ وتذكر وحدة القياس بشكل ميليغرامات (مغ) في كل ديسيلتر (100 مل) أي مغ/100 مل؛ وفي الواقع، تحسب هذه القيمة من قياس الشحميات في عينة صغيرة جدّا من دمك.

تبدي الأبحاث بوضوح أن كمية الكولستيرول في مجرى الدم ونسبة الأنماط المختلفة للبروتينات الشحمية ذات تأثير محدّد في خطر تعرّضك مستقبلا لانسداد الشرايين الإكليلية؛ ويأتي هذا الدليل من الدراسات الواسعة على السكّان الذين جرت مقارنة المستويات الوسطية للكولستيرول لديهم مع انتشار داء الشرايين الإكليلية، ومن الدراسات التي استقصت ما إذا كان إنقاص الكولستيرول يؤثّر في الميل نحو الإصابة بداء الشرايين الإكليلية.

لقد كانت العلاقة بين مستويات الشحميات والخطر القلبي الوعائي جلية في بعض الحالات؛ فنظرا لوجود جينات موروثة من الوالدين، يفتقر بعض الأشخاص إلى أجزاء معيّنة من خلاياهم التي تكون هامة جدّا لمعالجة الكولستيرول والتخلّص من كولستيرول LDL؛ وعند وجود هذه الحالة التي تدعى فرط كولستيرول الدم Hypercholesterolemia، تكون مسـتويات الكولسـتيرول مرتفعة جـدا، لا سيّما كولستيرول LDL، وهذا ما يجعل المصابين عرضة للذبحة الصدرية أو النوبات القلبية في مرحلة باكرة من الحياة – حتى في العشرينات من العمر.

وما تزال العلاقة موجـودة في المجموعات الأخرى التي يكون فيها الكولستيرول مرتفعا بشكل أقل وضوحا، مع أن هذه العلاقة ليست بنفس القوّة. وما تزال دراسة كبيرة ودقيقة لأمراض القلب وعوامل الخطر في عامّة السكان تجري منذ أكثر من 40 سنة في فرامنغهام (مسّاتشوست)؛ وقد قاس الباحثون الكولستيرول في مجموعة كبيرة من سكان المدينة (2282 رجلا و2845 امرأة)، ثم انتظروا تحديد كم منهم سيعاني من مشاكل إكليلية خلال 14 سنة لاحقة.

لقد وجدوا نزعة هامة جدا: كلّما كان الكولستيرول لدى الشخص مرتفعا في البداية، زادت فرصة ظهور علامات الداء الإكليلي لديه خلال الدراسة؛ وفي الحقيقة، ظهرت المشاكل الإكليلية أكثر بمرّتين لدى الأشخاص الذين كـان الكولستيرول الإجمالي لديهم 300 مغ/100 مل بالمقارنة مـع الذين كان الكولستيرول لديهم 150 مغ/100 مل؛ وأما الذين كانت مستويات الكولستيرول لديهم بين هاتين القيمتين فقد بدت أخطار تعرّضهم للداء الإكليلي بين بين (في الوسط).

تظهر دراسات أخرى أن خطر الوفاة نتيجة داء الشرايين الإكليلية يزداد بزيادة مستوى الكولستيرول؛ ففي إحدى الدراسات، والتي تدعى تجربة مداخلة متعدّدة لعوامل الخطر، درست ما حدث لأكثر من 360000 رجل ممن قيس مستوى الكولستيرول لديهم؛ وبعد 6 سنوات من الاختبار، كانت النتائج واضحة: ظهر أن احتمال الوفاة نتيجة الداء الإكليلي أكثر بنحو 4 مرّات لدى الأشخاص الذين كانت مستويات الكولستيرول الكلّي لديهم أكثر من 300 مغ/100 مل بالمقارنة مع الذين كانت المستويات لديهم أقل من 180 مغ/100 مل؛ وقد دعمت دراسات أخرى عديدة هذا الاستنتاج.

يمكن أن يكون قياس الكولستيرول الكلي فقط مضلّلا

يوصي بعض الأطباء بقياس مستويات كولستيرول وثلاثيات الغليسيريد في البداية، بالإضافة إلى الكولستيرول الإجمالي، لماذا؟ يبدي بعض الأشخاص نقصا في مستويات كولستيرول HDL وزيادة في مستويات ثلاثيات الغليسيريد، مع كولستيرول LDL سويّ أو حتى مرتفع؛ وفي مثل هذه الحالات، قد يبدو قياس الكولستيرول الإجمالي سويا؛ وقد لا تكون مدركا أنت وطبيبك للخطر الناجم عن الشذوذات التي لم تخضع للقياس.

حساب مستوى كولستيرول LDL لديك

تعدّ مستويات كولستيرول LDL جزءا هاما من المعلومات الخاصة بتحديد خطر المرض القلبي الوعائي لديك؛ ورغم أنّه يمكن قياس كولستيرول LDL مباشرة، لكن من الشائع أكثر أن يعتمد الحساب على قياس الشحميات الأخرى؛ ويكون هذا الحساب دقيقا بشكل كافٍ عادة، ولا يحتاج إلى تكلفة اختبار دموي آخر.

والآن كيف يحسب كولستيرول LDL:

•    اطرح مستوى كولستيرول LDL لديك من المستوى الكلّي للكولستيرول.

•    ثمّ اطرح خمس مستوى ثلاثيات الغليسيريد لديك؛ فتكون النتيجة هي مستوى كولستيرول.LDL

مثال: إذا كان مستوى الكولستيرول الكلّي هو 226 ومستوى كولستيرول HDL هو 56 ومستوى ثلاثيات الغليسيريد هو 150، يكون كولستيرول LDL هو 226 – 56 = 170 ,170 – (5/150) = 140

لاحظ: عندما يتجاوز مستوى ثلاثيات الغليسيريد لديك 400 مغ/100 مل، قد لا تطبّق معادلة حساب كولستيرول.LDL

هل ينقص خفض الكولستيرول الخطر لديك؟

من الملاحظ أنّ الأشخاص الذين لديهم نقص في مستويات الكولستيرول تكون فرصة الإصابة بداء الشرايين الإكليلية منخفضة لديهم؛ لكنّ ذلك لا يعني بالضرورة أن نقص مستوى الكولستيرول لديك ينقص الخطر أيضا. ماذا لو كان ارتفاع مستوى الكولستيرول إشارة بوضوح إلى خطر الداء الإكليلي لديك، ولكن ليس إلى السبب؟ في تلك الحالة، لا يعتبر شيئا أساسيّا العمل على إنقاص مستوى الكولستيرول لديك.

في الحقيقة، لقد جنّدت الجهود وأنفقت الأموال للتصدّي لهذا الأمر؛ والجواب مقنع: إن إنقاص مستوى الكولستيرول لديك أمر هام؛ وقد أجريت عدة دراساتٍ كبيرة في أجزاء مختلفة من العالم في السنين الخمس الماضية أظهرت أنّ خفض الكولستيرول المصلي باستعمال صنفٍ من الأدوية المعروفة باسم الستاتينات Statins ينقص معدل الحوادث القلبية بشكل هام؛ كما تشير بعض الدراسات إلى تراجع معدلات الوفيات الإجمالي ومعدّلات السكتة أيضا.

تشير دراسات عدّة إلى أن حدوث الداء الإكليلي قد انخفض بنسبة الثلث إلى النصف في الأشخاص الذين أنقصوا مستويات الكولستيرول لديهم بالحمية أو الأدوية؛ وعلى العموم، إذا كان مستوى الكولستيرول مرتفعا أو معتدل الارتفاع لديك وقمت بإنقاصه بنسبة %10، سينخفض خطر داء الشرايين الإكليلية لديك بنسبة %20 تقريبا؛ كما تشير معظم الدراسات إلى أن خطر الداء الإكليلي ينقص إذا كانت مستويات كولستيرول HDL مرتفعة. كما تبدي تجارب بحثية أخرى أن إنقاص الداء الإكليلي من خلال إنقاص مستويات الكولستيرول يؤدي إلى خفض فعلي في الوفيات بسبب المرض القلبي – خط سفلي هام جدا.

تبدي نتائج تجربة المداخلة المتعدّدة لعوامل الخطر العلاقة بين المستوى الكلّي للكولستيرول واحتمال الوفاة الناجمة عن داء الشرايين الإكليلية خلال 6 سنوات؛ وقد أظهرت الدراسة أن الرجال بعمر 57-35 سنة الذين لديهم قيمة الكولستيرول الكلي 300 مغ/100 مل كان احتمال الوفاة لديهم أكثر بأربعة أضعاف من الرجال من ذوي مستوى الكولستيرول البالغ 180 مغ/100 مل.

 

ماذا نفعل إذا كنت قد عانيت لتوّك من مشاكل إكليلية مكتشفة بالاختبارات، أو تعاني من ألم صدري (ذبحة صدرية) ناجم عن عدم كفاية معدّل الجريان الدموي إلى شرايينك الإكليلية لتلبية متطلّبات قلبك من الأكسجين، أو سبق أن عانيت من نوبة قلبية؟ هل يؤدي إنقاص الكولستيرول لديك إلى شيء مختلف؟ حتى وإن كنت في هذه المجموعة من المرضى، تبدي الدراسات أن خفض الكولستيرول ينقص:

•    التطوّر اللاحق للانسداد الإكليلي والنوبات القلبية.

•    الحاجة إلى استعمال القثاطر لإعادة فتح الشرايين الإكليلية المسدودة (رأب الأوعية الإكليلية عبر اللمعة من خلال الجلد PTCA).

•    ضرورة الجراحة لإعادة المدد الدموي بتجاوز الشرايين الإكليلية المسدودة (طعم مجازة الشريان الإكليلي CABG).

• معدلات الوفيات.

وأكثر من ذلك، يمكن أن يؤدي إنقاص الكولستيرول لديك إلى تراجع في بعض مواضع الانسداد الموجودة من قبل؛ وقد لوحظت هذه التغيّرات بعد نحو سنتين.

إذا كنت مصابا بداء الشرايين الإكليلية، قد لا يقبل طبيبك بأن تكون مستويات الكولستيرول لديك عند القيمة التي تعدّ مناسبة بالنسبة إلى الأشخاص الذين ليس لديهم داء قلبي؛ والسبب في ذلك هو حقيقة أنّه قد يكون هناك احتمال لتراجع المرض في المصابين بداء الشرايين الإكليلية؛ ولذلك، إذا كان قد اكتشف وجود داء الشرايين الإكليلية لديك حديثا، هناك مبرّر قوي لمعالجة مكثّفة أكثر. ويكون الهدف منها هنا هو إنقاص مستوى كولستيرول LDL لديك إلى 100 مغ/100 مل أو أقل.

ونلخّص ما سبق كما يلي: يكون من المحتمل أن تعاني من مشاكل شريانية إكليلية أقل وتعيش حياة أطول – وسطيا – إذا كان مستوى كولستيرول LDL لديك منخفضا أو كان مستوى كولستيرول HDL مرتفعا، حتى وإن كان ذلك يعني اللجوء إلى الحمية أو التمرين أو الأدوية للوصول إلى هذه المستويات. ومع أن كلّ شخص يمكنه الاستفادة من انخفاض الكولستيرول، لكن الفائدة الكبرى من إنقاص الكولستيرول عندما يكون لديك داء الشرايين الإكليلية أو إذا وصلت مستويات الكولستيرول إلى أكثر من 270 مغ/100 مل.

ماذا عن مستوى الكولستيرول لدى الأطفال؟

لقد ركّزت معظم الأبحاث عن الكولستيرول على البالغين المتوسطّي العمر؛ وهذه المرحلة من الحياة، مع ذلك، هي المرحلة التي يكون فيها خطر داء الشرايين الإكليلية مرتفعا؛ لكن يجب الاهتمام بالشحميات بالنسبة إلى الأطفال والبالغين المسنّين أيضا.

رغم أن التصلّب العصيدي يصبح شديدا بما يكفي لإحداث مشاكل في فترة متأخّرة من الحياة عادة، لكنه يبدأ باكرا؛ حيث توحي البيّنات بأن الأطفال المصابين بارتفاع مستويات الكولستيرول يصابون بالتصلّب العصيدي في عمر أبكر وتكون فرصة حدوث داء الشرايين الإكليلية أكبر عندما يصبحون بالغين.

لكن الأدلّة ليست واضحة بما يكفي لتبرير التوصية بقياس الكولستيرول لكافّة الأطفال؛ غير أنّه ينبغي قياس كولستيرول الدم بعد عمر السنتين لدى الأطفال المنحدرين من عائلات ذات خطر مرتفع؛ وتكون عائلتك من هذه الزمرة إذا كان مستوى الكولستيرول لدى أحد الوالدين 240 مغ/100 مل أو أكثر، أو إذا كان هناك دليل على داء الشرايين الإكليلية قبل عمر 55 سنة لدى أحد الوالدين أو الجدّين.

إذا كان مستوى الكولستيرول لدى طفلك مرتفعا، يكون تغيير القوت هو أول خطوة في التدبير؛ وفي الواقع، ينبغي أن يتبع كافة الأطفال بعد عمر السنتين – بصرف النظر عن مستوى الكولستيرول لديهم – استراتيجيّات القوت نفسها التي يوصى بها للبالغين. وتركّز هذه الاستراتيجيّات على إنقاص الدهون والكولستيرول في قوتك، مع الحفاظ على الوزن الصحّي وتشجيع النشاط الفيزيائي.

حقائق عن الكولستيرول

•    تزيد مستويات الكولستيرول الكلّي على 200 مغ/100 مل في نحو %55 من البالغين الأمريكيين.

•    إذا كان مستوى الكولستيرول الكلّي 300 مغ/100 مل، يكون خطر إصابتك بداء الشرايين الإكليلية ضعفي ما يمكن أن يكون فيما لو كان الكولسـتيرول الكـلّي لديـك 150 مغ/100 مل.

•    إذا كان مستوى الكولستيرول الكلّي 300 مغ/100 مل، يكون خطر وفاتك بداء الشرايين الإكليلية أكثر بأربعة أضعاف ما يمكن أن يكون فيما لو كان الكولسـتيرول الكـلّي لديـك 190 مغ/100 مل.

•    يمكنك إنقاص كولستيرول LDL الوسطي عادة بنسبة %15 أو أكثر بالحمية؛ لكن من المحتمل أن تكون التدابير القوتية أقل فعالية إذا كان مستوى ثلاثيات الغليسيريد سويا.

•    إنّ خفض الكولستيرول بنسبة %10 ينقص الخطر الإكليلي المستقبلي لديك بنسبة.%20

•    تؤدي زيادة كولستيرول HDL بمقدار 1 مغ/100 مل إلى نقص خطر داء الشرايين الإكليلية لديك بنسبة.%3-2

•    يكون لتعديل طراز حياتك بشكل مكثّف (بما في ذلك إنقاص الكولستيرول) تأثير كبير فـي معدلات الحوادث القلبية، وذلك حسب ما تبديه الصور الوعائية.

لكن، إذا بقي مستوى الكولستيرول لدى طفلك بعمر 10 سنوات مرتفعا أكثر من 190 مغ/100 مل (أو أعلى من 170 مغ/100 مل في العائلات ذات الخطر المرتفع) – رغم المحاولات القوتية – قد يكون من الضروري اللجوء إلى الأدوية لإنقاص مستوى الشحميات لديه؛ وبما أنّ ليس كل دواء مناسبا للأطفال، يجب أن يصف اختصاصي أمراض الأطفال الدواء المناسب لهم.

متى ينبغي تحرّي الكولستيرول لدى البالغين شبابا وكهولا؟

يوصي البرنامج الوطني للتثقيف حول الكولستيرول بأن يبدأ كافة البالغين بعد عمر 20 سنة بقياس الكولستيرول الكلّي في دمهم؛ فإذا كان أكثر من 200 مغ/100 مل، يجب قياس كولستيرول LDL وHDL وقيم ثلاثيات الغليسيريد؛ كما ينبغي أن تشتمل الفحوص الطبية الدورية لاحقا على تحرّي الكولستيرول دائما.

إذا كان الكولستيرول مرتفعا وأوصى الطبيب بتعديل القوت أو بمعالجات أخرى، يمكن إعادة تحرّي الكولستيرول خلال 3 شهور لتحديد تأثير المعالجة؛ ثم يناقش طبيبك معك المعالجة الإضافية الممكنة.

ويعطي الدليل على أن إنقاص الكولستيرول يساعد على إبطاء ظهور داء الشرايين الإكليلية في الكثير من الناس مبرّرا قويا لتأييد ضبط الكولستيرول بعد متوسّط العمر؛ فالأشخاص في الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات من العمر المصابون بداء الشرايين الإكليلية أو بعوامل خطر أخرى يحملون الخطر الأكبر إذا ترقّى المرض.

معلومة

لقد كنا قلقين من الكولستيرول أولا، والآن نحن قلقون من الدهون، ولكن هناك عدّة أنماط منها، فكيف تختلف عن بعضها البعض؟

تؤدّي الحموض الدهنية المشبعة إلى رفع كولستيرول الدم، مما يزيد خطر داء الشرايين الإكليلية؛ وتكون هذه الحموض الدهنية صلبة أو شمعية في درجة حرارة الغرفة.

يكون الدهن المتعدّد اللامشبع (غير المشبع) Polyunsaturated Fat سائلا في حرارة الغرفة عادة؛ وهو يساعد على خفض كولستيرول الدم الكلّي، لكنه ينقص كولستيرول HDL «الجيّد» أيضا. ويكون الدهن المتعدّد اللامشبع عرضة للأكسدة، مما يمكّن الخلايا في شرايينك من امتصاص الدهون والكولستيرول.

يكون الدهن الأحادي اللامشبع سائلا في حرارة الغرفة، ويساعد هذا النمط من الدهون في إنقاص كولستيرول الدم من دون التأثير في كولستيرول HDL «الجيّد»؛ وهو أكثر مقاومة للأكسدة.

يتشكّل الدهن المفروق Trans Fat عندما تتصلّب زيوت الخضراوات (تتهدرج) إلى مرغرين أو سمن، وهو يزيد مستويات الكولستيرول بشكل مماثل للحموض الدهنية المشبعة.

اسأل طبيب مجاناً استشارات طبية مجانية