التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

لا أريد تغيير الحفاض: كيف تتصرف مع الطفل

أمعقول أن يقبل الطفل الذي في الثانيّة من عمره أن يتوقّف عن اللعب فقط لكي تغيّر له أمه حفاضه؟ بما أن كل هذا الإزعاج قد لا يبدو ضرورياً على الإطلاق بالنسبة إلى الولد، فإنه من واجب الأهل هنا أن يجعلوا من هذه التجربة تمريناً على التعاون.

بعض النصائح المفيدة

●    يتعيّن على الأهل التأكد من أن ولدهم لا يعاني من حساسيّة ما على الحفاض أو من أي مشكلة جسديّة أخرى من شأنها أن تجعل من عمليّة تغيير الحفاض عمليّة مزعجة ومؤلمة؛ إذ في حال كان الأمر كذلك، فيتعيّن على الأهل عندئذٍ ألا يتأخروا في مراجعة طبيب ولدهم لكي يعالج له مشكلته هذه على الفور.

●    ينبغي على الأهل وفيما هم يغيّرون لطفلهم حفاضه أن يلهوه ببعض الأغاني الخاصّة بالأولاد أو أن يعطوه لعبة جميلة يلعب بها.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألاّ يقولوا لأنفسهم:

“لم أعد أريد أن أحفّضه. لماذا يعقّد الأمور هكذا؟”

إن موقف الأهل السلبي هذا لا يؤدّي سوى إلى تعكير الأجواء وإثارة الإضطراب. في الواقع، إن الأهل وباعتبار أنفسهم الضحيّة يلمّحون إلى ولدهم هو المسؤول عن عذابهم، وشقائهم، وتعاستهم. وعندما يشعر الولد بامتعاض أهله منه فقد يصبح أقلّ رغبة بالإنصياع إلى رغباتهم ومطالبهم لأنه سيرغب في تفاديهم مهما كلّف الأمر.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“بإمكاني أن أحتمل بضع أشهر بعد من تغيير الحفاض، حتى ولو كنت مضطرة إلى التصارع مع ولدي على ذلك”.

إن ثبات وعزم الأهل هذا قد يخوّلهم التعاطي مع مقاومة ولدهم بأقلّ قدر ممكن من العصبيّة والضغط. فهم في الواقع عندما يحافظون على هدوئهم وصبرهم وبرودة أعصابهم يصبحون أقدر على تحمّل مقاومة ولدهم أثناء تغييرهم حفاضه من دون أن يولوا هذه المسألة أهميّة كبرى.

ينبغي على الأهل ألاّ يقولوا لأنفسهم:

“سأتركه بالحفاض المبلّل نفسه إلى أن تتقرّح مؤخرته وتروح تزعجه وتحكّه فيرغب عندها بأن أغيّر له حفاضه”.

إن هذا النوع من التفكير من شأنه أن يعرّض صحة الطفل للخطر. لذا ينبغي على الأهل ألا يسمحوا لأنفسهم بأن يفكروا بأنه لا بأس بهم إن تركوا ولدهم يعاني من بعض الآلام الجسديّة نتيجة لمقاومته ومعارضته.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“أنا أتفهّم عدم رغبة ولدي في أن أغيّر له حفاضه. لذا يتعيّن عليّ ألا أستاء من أمر بسيط وسخيف كهذا”.

في حال كان الولد لا يريد أن يتعاون مع أهله، فيتعيّن على هؤلاء عندئذٍ أن ينظروا إلى سلوكه هذا على أنه مشكلته لا مشكلتهم؛ الأمر الذي قد يساعدهم على التركيز على مشاعر طفلهم عوض أن يركّزوا على مشاعرهم. في الواقع قد يكون من السهل على الأهل أن يعلّموا ولدهم على التعاون عندما لا يكون الغضب عقبة في طريق قدرتهم على حلّ المشكلة.

ينبغي على الأهل ألاّ يقولوا لأنفسهم:

“يتعيّن عليّ أن أغيّر له حفاضه قبل أن تصل حماتي لكي لا تأخذ فكرة سيّئة عني”.

ينبغي على الأهل أن يغيّروا لولدهم حفاضه لأنه فعلاً بحاجة إلى ذلك، لا لأن شخصاً ما قد يأخذ عنهم فكرةً سيّئة إن لم يفعلوا ذلك. فيتعيّن في النهايّة على الأهل ألاّ يركّزوا سوى على حاجات ولدهم، لا على آراء الآخرين بهم.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“لا آبه لما قد تظنّه حماتي عني أو عن طريقة اعتنائي بولدي”.

يتعيّن على الأهل ألاّ يفكّروا بالضغوط الخارجيّة التي قد تحثّهم على الإعتناء بولدهم بطريقة ليست طريقتهم، وإلاّ فقد يضطرون إلى تلبيّة حاجات الغير عوض أن يلبّوا حاجات ولدهم.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألاّ يهددوا ولدهم بقولهم:

“توقّف عن التمعّج والصياح وإلا فسأضربك على مؤخّرتك!”

في حال كان الأهل يشعرون بالغضب والإحباط فقد يبدو لهم هذا النوع من التهديدات طريقة جيّدة لحثّ ولدهم على التعاون معهم؛ غير أنهم في الواقع وبهذه الطريقة يزيدون من خوف ولدهم؛ الأمر الذي قد يدفع بهذا الأخير إمّا إلى المغالاة في الصراخ وإما إلى التجمّد التام وذلك لكي يتفادى إغضابهم. إن هذا الأسلوب غير مفيد على الإطلاق، إذ إنه وبجميع الحالات لا يعلّم الولد على التعاون مع أهله وطاعتهم.

إنما يفترض بهم أن يتعاطفوا مع ولدهم بقولهم:

“أنا أعلم أنك لا ترغب بتغيير حفاضك الآن، إنما يفترض بنا تغييره. فلننتهِ من ذلك بسرعة لكي تتمكّن من العودة للعب بألعابك”.

إن الأهل وبمساعدة ولدهم على التركيز على كل اللهو الذي من شأنه أن يحظى به بعد انتهائه من تغيير حفاضه قد يحثّونه على التعاون معهم. وعلاوة على هذا كله، فإنهم وبجعل فترة تغيير الحفاض تجربة مسلّيّة ومرحة قد يخففون من حدّة مقاومة ولدهم. فينبغي على الأهل هنا أن ينظروا إلى هذا الوضع على أنه فرصة متاحة أمامهم لكي يعانقوا ولدهم ويداعبوه ويحبّوه – لا لكي يؤذوه.

ينبغي على الأهل ألاّ يغضبوا من ولدهم ويقولوا:

“تكاد تفقدني صوابي. إجمد قليلاً كي أتمكّن من تغيير حفاضك!”

ليس الولد مسؤولاً عن غضب أهله، إنما الأهل وحدهم مسؤولون عن غضبهم. وعلاوة على هذا كله، فإن الغضب لن يعلّم الولد التعاون، إنما على العكس قد يزيد من حدّة معارضته ومقاومته.

إنما يفترض بهم أن يتعاطفوا معه بقولهم:

“أنا آسفة لأنك لا تريدني أن أغيّر لك حفاضك، إنما يتعيّن علينا القيام بذلك لأنه من الضروري أن تظلّ مؤخّرتك نظيفةً”.

ينبغي على الأهل أن يثبتوا على برنامجهم حتى ولو كانوا يظهرون لولدهم أنهم يتفهّمونه ويتعاطفون مع مشاعره، إذ إنهم بأسلوبهم هذا قد يعلمون ولدهم على التعاطف مع الآخرين وتأديّة واجباته ومسؤولياته في آنٍ معاً. وبالإضافة إلى ذلك، فسيتعلّم الولد بهذه الطريقة أن يثق بأهله عندما يقولون له أنه من الجيّد له أن يحافظ على جفافه ونظافته، وسيصدّقهم عندما يتبيّن له أن تفسيراتهم وأقوالهم صحيحة.

ينبغي على الأهل عدم رشوة ولدهم بقولهم:

“سأعطيك كعكةً محلاّة إن تركتني أغيّر لك حفاضك”.

إن الأهل وبرشوة ولدهم سيعلّمونه أنه من المفترض به أن يحصل على مكافأة ما لقاء تعاونه مع أهله.

إنما يفترض بهم أن يعقدوا معه إتفاقيّة بقولهم:

“عندما أغيّر لك حفاضك يصبح بإمكاننا عندئذٍ الذهاب إلى الحديقة العامة”.

يمكن لكلّ من الأهل والولد أن يحقّقوا أهدافهم عندما يتّبعون قاعدة الجدة. في الواقع، إن هذه القاعدة تعلّم الولد تأديّة واجباته كاملةً قبل تمكّنه من القيام بالنشاطات الترفيهيّة. وهكذا نرى كيف أن الأهل وبعقدهم نوع من الإتفاقيّة مع ولدهم يوطّدون علاقتهم به.

ينبغي على الأهل ألاّ يستسلموا لولدهم بقولهم:

“حسناً. لست مستعدّة لأن أتعارك معك الآن. إبقَ بالحفاض نفسه ولتتقرّح مؤخّرتك وسنرى كيف ستندم بعد ذلك على مقاومتك ومعارضتك”.

ينبغي على الأهل ألا يعمدوا أبداً إلى تهديد ولدهم بالعواقب المؤلمة والخيمة بهدف حثّه على التعاون معهم. والإستسلام لا يعلّم الولد على التراجع أمام أي معارضة يواجهها فحسب، إنما يشير إلى أن أهله لا يأبهون له بما فيه الكفايّة لكي يساعدوه على تفادي الألم الذي قد يعاني منه من جرّاء الطفح الجلدي الذي قد يصيبه عند منطقة الحفاض.

إنما يفترض بهم أن يلقّنوه الدرس بقولهم:

“إن سمحت لي بأن أغيّر لك حفاضك الآن فلن تتعرض مؤخّرتك للتقرّح”.

ينبغي على الأهل أن يشرحوا لولدهم نتائج وفوائد تغيير الحفاض، كما وينبغي عليهم أيضاً أن يشرحوا له فوائد النظافة والجفاف فيدرك أنهم يصرّون على مسألة تغييره حفاضه لأنهم يخافون عليه ويهتمّون لأمره، لا لأنهم يريدون وبكل بساطة أن يستبدّوا به ويبعدوه عن ألعابه. لذا يتعيّن دائماً على الأهل أن يعاملوا ولدهم مثلما يتمنّون من الآخرين أن يعاملوهم.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل

اسأل طبيب مجاناً