التصنيفات
طب نفسي | علم النفس

علاج التوتر والقلق بسبب السكر

عندما تكون متوتراً وتحتاج لانتعاش سريع، فقد يغريك البحث عن وجبة سكرية خفيفة. لكن السكر ليس مفيداً لك. لطالما تلقينا تحذيرات في هذا الصدد منذ عشرات السنين، غير أن أغلب الناس لا يعرفون من الآثار المدمرة للسكر سوى تأثيره المخرب على الأسنان. غير أن آثار السكر التدميرية تفوق بكثير مجرد تسوس الأسنان.

يتم تكرير السكر المتبلر من قصب السكر أو البنجر بنزع أليافهما وبروتيناتهما وغيرهما من العناصر الصحية. ويتم تبييض المادة المتبقية باستخدام الفحم النباتي أو الحيواني، فلا يتبقى سوى مادة واحدة معالجة صناعياً. هذه المادة الكيميائية تضاف بعد ذلك إلى جميع أنواع الأطعمة المعالجة الأخرى، حتى إنك إذا لم تتناول السكر داخل فنجان الشاي أو القهوة، فإنك تتناوله بصورة أو بأخرى.

القليل من السكر ليس بمشكلة، غير أنك إذا استهلكت كميات كبيرة من الأطعمة المحتوية على السكر، فإنك تبدأ في إحداث تلف خطير بصحتك. إن الجسم ليس مصمماً للتعامل مع كميات هائلة من السكر. نحن نحصل على الطاقة اللازمة لحياتنا من تناول الكربوهيدرات والدهون والبروتينات. وتتحول الكربوهيدرات النشوية ببطء إلى سكريات داخل الجسم وهذا بدوره ما يمنحنا الطاقة. عملية التحول هذه تستغرق من ساعتين إلى ثلاث؛ وهو وقت كاف لعملية الأيض لكي تتعامل خلاله مع السكريات.

والأمر مختلف تمام الاختلاف مع السكر الأبيض المكرر. فلما كانت جزيئاته أصغر بكثير، فإن الجسم سرعان ما يحولها فتصل إلى تيار الدم في أقل من ساعة واحدة. غير أن تمثيلنا الغذائي لا يمكنه مجاراة طوفان السكر والضغوط المروعة التي تحيط بنا. فيبدأ البنكرياس في إفراز كميات كبيرة من الأنسولين. وهذا الهرمون يجعل العضلات والكبد تتوق إلى السكر فإما أن تخزنه بداخلها وإما تحوله إلى شحوم داخل الجسم. ولا يختزن إلا قدر ضئيل من السكريات؛ فمعظمها يتم تحويله إلى دهون.

فإذا كنت تتناول السكريات بانتظام، فإن البنكرياس يدخل في حالة تحفز مفرط وينتج مقادير كبيرة من الأنسولين. وهذا معناه حبس كمية هائلة من السكر داخل الكبد والعضلات وتوفر أقل القليل منه لتوليد طاقة في تيار الدم. أو بعبارة أخرى، إذا تناولت السكر بانتظام بكميات كبيرة فإنك تصاب بحالة انخفاض في سكر الدم. وهذا يعني إرهاقاً مزمناً وعصبية ودواراً وفي بعض الأحيان نوبات إغماء. والإفراط في تناول السكر يؤدي كذلك إلى سوء تغذية نتيجة لخروج الفيتامينات والمعادن من الجسم.

إذا كان السكر بالغ الضرر لك، فإنك ربما تعتقد أنه من الأفضل لك أن تستعمل مواد التحلية الصناعية في فنجان الشاي والقهوة وأن تتعامل مع المرطبات المكتوب على غلافها “دايت” أو “خالية من السكر”. ولكن لو كان السكر سيئاً، فإن مواد التحلية الصناعية أسوأ وأضل، وهناك ما لا يحصى من الأبحاث المؤيدة لتلك الحقيقة.

وأكثر مواد التحلية انتشاراً الأسبارتيم Aspartame، والذي يضاف إلى المشروبات والأطعمة كبديل للسكر. الأسبارتيم أيضاً موجود في مواد تحلية أخرى، لهذا عليك بمراجعة ما كتب على غلاف الأطعمة أو المشروبات التي تشتريها. والمشكلة أن الأسبارتيم بالفعل مادة كيميائية عالية السمية. وبرغم أنه يسوّق باعتباره منتجاً لأغراض التخسيس، فإنه يسبب زيادة في الوزن لأنه يجعلك تشتاق للكربوهيدرات. ولكن هذه أقل مشكلة يمكن أن تواجهك. فالأسبارتيم يغير من كيمياء المخ بتغييره لمستوى الدوبامين في المخ، وهو ما يمكن أن يتسبب في نوبات صرع.

وسبب درجة السمية العالية التي يتسم بها الأسبارتيم أنه يحتوي على كحول الأخشاب (الميثانول أو الكحول الميثيلي). وعندما تتجاوز درجة حرارة الأسبارتيم 586 ف، يتحول كحول الأخشاب إلى مركب “الفورمالدهايد”؛ وهو سائل يستخدم في حفظ جثث الموتى! وينتمي الفورمالدهايد إلى نفس الطائفة من السموم التي ينتمي إليها كل من السيانيد والزرنيخ. ومثل باقي هذه السموم، يهاجم الأسبارتيم ويدمر الجهاز العصبي، لكنه على العكس منها يفعل ذلك بمنتهى البطء.

ومن الأعراض التي يسببها التسمم بالأسبارتيم حدوث تقلصات عضلية، وآلام مبرحة حادة، وتنميل في ساقيك، وشد عضلي، ودوار، ونوبات صداع، وطنين بالأذن، وآلام بالمفاصل، واكتئاب، ونوبات قلق، وثقل اللسان، ورؤية مشوشة أو فقدان ذاكرة. وجميع هذه الأعراض من الممكن أن تشخص على أنها أعراض توتر بل وقد تشخص على أنها ألم تليفي عضلي، في حين أنها في واقع الأمر أعراض تسمم بالأسبارتيم.

كثيراً ما يشخص الأسبارتيم أيضاً خطأ على أنه تصلب متعدد multiple sclerosis. إن التسمم بالميثانول يشبه التصلب المتعدد، ولكن بمجرد توقف المرء عن تناول الأسبارتيم، فإن أغلب الأعراض تتلاشى. وفي بعض الأحيان عادت حاستا الإبصار والسمع مرة أخرى بعد التخلي عن تناول مواد التحلية الصناعية.

جرب تحاشي السكر بقدر الإمكان وخفض مقدار ما تتناوله منه خفضاً كبيراً وقلل حجم ما تضعه منه في الشاي والقهوة. وتعود دائماً أن تراجع المكونات المذكورة على أغلفة العبوات لترى إن كانت تحتوي على سكر أو جلوكوز أو فركتوز أو دكستروز. تذكّر أن المكونات تكون مذكورة بترتيب الكم، فإذا كان السكر مذكوراً كأول مكون، فأعد المنتج ثانية إلى الرف! كن حذراً على وجه الخصوص إذا كتب على المنتج عبارة “خال من السكر”؛ فهذا معناه أن السكر مستبدل بمادة تحلية صناعية. لا تلمس أي شيء كتب عليه بالبنط العريض “دايت”، إلا إذا كان مقصوداً منه أنه قليل الدسم.

إذا لم تكن تستطيع الحياة بدون حلوى، فاتجه للمربات المحلاة بعصير الفاكهة. فكل ملء ملعقة من السكر الأبيض لا يدخل جسدك هي بمثابة أنباء طيبة!

اسأل طبيب مجاناً