التصنيفات
انف اذن و حنجرة

تحسين ضعف السمع

ثمة أسباب عديدة لضعف السمع – تأثير جانبي لدواء ما، إنتان، أو حتى كثرة الشمع في الأذن – ولكن أكثرها شيوعا هو التقدم في السن.

فمع مرور الزمن، تتلف الخلايا العصبية الموجودة في قوقعة الأذن، وهي عضو في الأذن الداخلية مسؤولة عن السمع. وكما هو الحال بالنسبة إلى خلايا الدماغ، لا يمكن “علاجها” أو ترميمها. وحين يفقد المرء السمع بهذه الطريقة، لا يمكنه استعادته إطلاقا، إلا بمساعدة السماعات.

على الأقل، هذا ما يقوله الطبيب التقليدي. غير أن مايكل د. سايدمان، دكتور في الطب، ليس طبيبا تقليديا. وبصفته طبيب أذن، أنف وحنجرة ومدير طبي لمركز طنين الأذن في Henry Ford Health System في وست بلومفيلد، ميشيغان، فإنه يملك وجهة نظر فريدة عن الصحة، والعلاج، والسمع.

وبصفته أيضا باحث قام بدراسات عديدة عن التغذية والسمع، كثير منها برعاية معاهد الصحة الوطنية للحكومة، فقد أظهر بأن ضعف السمع الناتج عن الشيخوخة يمكن إبطاؤه وحتى تحسينه لدى الجرذان.

وهو يقول بأن هذه النتائج واعدة جدا بالنسبة إلى بني البشر. ويضيف: “في الدراسات العلمية، عالجنا الجرذان المتقدمة في السن بأنواع مختلفة من المغذيات فتحسن سمعها بمعدل 5 إلى 10 ديسيبيل”. وفي إحدى الدراسات، تابع د. سايدمان سمع جرذان بعمر 18 إلى 20 شهرا إلى أن بلغت ما بين 24 و26 شهرا (أي ما يعادل إنسانا بعمر 80 إلى 90 عاما). وخلال هذه المدة، انخفض سمع الجرذان ما بين 7 إلى 10 ديسيبيل.

ولكن، وحين تم إعطاء مجموعة من تلك الجرذان مغذيات لمدة 6 أسابيع، تحسن سمعها بما يتراوح بين 5 إلى 10 ديسيبيل، بينما ساء سمع الجرذان التي لم تعط تلك المركبات بما يتراوح بين 5 إلى 7 ديسيبيل خلال هذه المدة.

ويكمن سر تحسين ضعف السمع الناتج عن الشيخوخة كما يشير د. سايدمان في المتقدرات، وهي مناطق موجودة داخل الخلايا تنتج الطاقة. فأثناء توليد المتقدرات (mitochondria) للطاقة، فإنها تنتج أيضا ملوثات تدعى الجذيرات الحرة، تتلف الحمض النووي – وهي عملية قد تكون السبب وراء التحلل المرتبط بالشيخوخة.

ويقول د. سايدمان إن المغذيات التي أعطاها للجرذان “تحسن عمل” المتقدرات. ومن شأنها في الواقع أن ترمم الحمض النووي الريبي المنقوص الأكسجين في المتقدرات، والذي أتلفته الجذيرات الحرة.

وفي ما يلي المغذيات الأربعة للتركيبة التي استعملها د. سايدمان. ومع أنه يشير إلى ضرورة القيام بتجارب على الإنسان قبل التأكيد علميا بأن تلك المغذيات تحسن ضعف السمع، غير أنه يضيف بأنه استعملها بنفسه لمكافحة ضعف السمع المرتبط بالشيخوخة.

جرب بالتالي تلك المركبات لمدة 6 أشهر لترى إن كانت ستحسن من قدرتك على السمع، كما يوصي د, سايدمان. وتجدر الإشارة إلى أن المكملات آمنة للاستعمال على المدى البعيد.

دليل العناية الطبية

إن شعرت بضعف في سمعك يمنعك من فهم ما يقال، أو عانيت من ضعف سمع مفاجئ، غير مبرر يصاحبه طنين في أذنيك (خاصة إحدى أذنيك)، عليك أن ترى اختصاصيا في أمراض الأذن أو طبيب أذن، أنف وحنجرة. كما يتوجب عليك أن تقصد أحد هذين الطبيبين إن نزفت الأذن أو أخرجت قيحا أو شعرت بألم فيها. ومن شأن الطبيب أيضا أن يتعاون معك لاستبعاد المشاكل الطبية الخفية التي قد تكون السبب وراء مشاكل السمع لديك.

فإن وجد أحد الأطباء بأنك تعاني من ضعف السمع الناتج عن التقدم في السن، عليك أن تعرض نفسك على اختصاصي في السمع ليفحصك ويعطيك السماعة المناسبة، كما يقول ريتشارد كارمن، اختصاصي سريري في السمع في سيدونا، أريزونا.

أسيتيل – كارنيتين Acetylcarnitine: مزيج من الأحماض الأمينية

يصنع هذا المغذي في الجسم من حمضين أمينيين هما اللايزين Lysine والميثيونين Methionine. ومن دونهما، لا يمكن للمتقدرات (الميتوكندريات mitochondria) أن تولد الطاقة من الدهون. ويجب أن يشتمل نظامك العلاجي على 150 ملغ من المغذي يوميا.

حمض ألفا – ليبويك ALPHA-LIPOIC ACID: مضاد أكسدة فعال

مضادات الأكسدة تحمي الجسم من الجذيرات الحرة. وحمض ألفا-ليبويك قد يكون واحدا من أكثر مضادات الأكسدة فاعلية، كما يقول د. سايدمان. وهو أساسي لوظيفة المتقدرات. تناول 150 ملغ منه يوميا.

الأنزيم المساعد Q10: عنصر مهم آخر للمتقدرات

ينقل هذا المكمل الشبيه بالفيتامين الحموض الدهنية عبر الغشاء الخلوي لكي تتمكن المتقدرات من استعمالها أثناء توليد الطاقة. تناول 60 ملغ منه يوميا.

الغلوتاثيون Glutathione: لا يمكن للفيتامينين ج وهـ العمل من دونه

يشكل هذا الأنزيم جزءا من “أحجار الدومينو” المضادة للأكسدة في الجسم، ومن دونه لا يمكن للفيتامينين ج وهـ المضادين للأكسدة أن يؤديا وظائفهما. تناول 50 ملغ منهما في اليوم.

أنت لا تسمع بأذنيك فحسب

“نحن لا نسمع بواسطة الخلايا العصبية الموجودة في قوقعة الأذن فحسب”، كما تشير مونا ليزا شولتز، دكتورة في الطب، دكتورة في الفلسفة، طبيبة أمراض نفسية وعصبية وعالمة أعصاب في يارموث، مين. وتضيف بأن السمع يعتمد أيضا على كيفية تركيزنا وعلى موقفنا مما نسمع.

وتقول د. شولتز: “إن كنت أعاني من ضعف السمع الناجم عن التقدم في السن، علي أن أحاول تحسين قدرتي على السمع عبر صقل آليات الانتباه لدي وتغيير موقفي”. وإليك خطوتين يمكنك اتخاذهما لتحقيق ذلك.

التركيز: سماعاتك الباطنية

“بإمكان المرء تحسين سمعه بواسطة “سماعات باطنية” يملكها، ألا وهي الانتباه”، كما تؤكد د. شولتز. وهي توصي في الحالات التي يصعب عليك فيها السمع، كغرفة مكتظة مثلا، أن تركز بوعي شديد وبشكل مقصود على ما تود سماعه وتتجاهل الأصوات الأخرى.

موقفك مما تسمع: لن تسمع إن لم تصغ

تقول د. شولتز أن “المرء غالبا ما يعجز عن سماع طبقة صوت زوجته”. بعبارة أخرى، ما لا ترغب بسماعه تجد صعوبة أكبر بسماعه.

فإن شعرت بأن لموقفك دورا في ضعف سمعك، حاول ألا تكتفي بالسمع، بل أصغ أيضا، وتفاعل عاطفيا مع ما يقوله لك المقربون منك. وحاول ألا تغضب حين يقول الآخرون ما قد لا ترغب بسماعه.

وتنصح د. شولتز في الواقع بأن تسأل زوجتك أو أصدقاءك إن كانوا يعتقدون بأنك تعاني من مشاكل في سماعهم. فإن أجابوا بنعم، اسمع بتمهل وأعر مزيدا من الانتباه لما يقال. وستجد أنك حين تصغي أكثر ستسمع بشكل أفضل أيضا.

اسأل طبيب مجاناً