التصنيفات
الباطنية

سرطانات الجهاز الهضمي:المريء المعدة الأمعاء الدقيقة المرارة الكبد البنكرياس القولون والمستقيم

إنّ أول ما يخشاه الناس عند ظهور المشاكل الهضمية هو السرطان. فبالرغم من عدم كون هذا الداء سبب الاضطرابات في معظم الحالات، إلا أنه يعتبر المسؤول عنها أحياناً. ومن شأن بعض العوارض كالنزف وصعوبة البلع ونقصان الوزن غير المبرر وتغير عادات الأمعاء، أن تكون علامات تحذيرية للسرطان المعدي المعوي. ويعتبر سرطان القولون والمستقيم أكثر حالات السرطان الهضمي انتشاراً، والمسؤول الثاني عن الوفيات السرطانية لدى الرجال والنساء على السواء.

واحتمال شفاء السرطانات الهضمية مرتفع إن تم كشف الحالة وعلاجها باكراً. ولكن المشكلة هي أنّ عوارض الحالة تكون خفيفة جداً في البداية ولا يتم تشخيصها إلا بعد تطور المرض. أضف إلى أنّ كثيراً من الناس لا يستفيدون من اختبارات الكشف التي تساعد على منع الإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو اكتشافه باكراً.

كيف يتكون السرطان

السرطان هو عبارة عن تجمع من الخلايا الشاذة. ومع نمو الخلايا، فهي تتجمع في عقد صغيرة (أورام) من شأنها أن تضغط على الأعصاب أو أن تسد الشرايين أو أن تنزف أو تسد الأمعاء أو تعيق عمل الأعضاء الأساسية. وتنمو بعض السرطانات ببطء، وتستغرق سنوات قبل أن تبدأ بتهديد حياة المريض. أما البعض الآخر فهو سريع النمو.

ما من معلومات مؤكدة حول كيفية تحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية. وقد يكون المسؤول عن ذلك هو مجموعة من العوامل المركبة، بما في ذلك نمط الحياة والبيئة والاستعداد الوراثي. وتفترض النظريات بأن معظم الناس لديهم جينات في حالة سبات من شأنها أن تنتج خلايا سرطانية. وهذه الجينات تظل ساكنة حتى ينشطها عامل خارجي، كالإنتان أو أشعة الشمس أو التبغ أو الملوثات الموجودة في الطعام أو الشراب أو الهواء.

ويمكن الإصابة بالسرطان في أي منطقة من القناة الهضمية. إلا أنّ معظم السرطانات المعدية المعوية تطرأ في القولون والمستقيم حيث تتحرك بقية الطعام ببطء أكثر مع ما تحتويه من سموم. وثمة عدة أنواع من السرطان، وأكثر ما يصيب منها الجهاز الهضمي يشتمل على:

السرطانات الغُدّية. هذا هو اسم السرطانات التي تبدأ في الأنسجة التي تبطن الأعضاء الداخلية. ومعظم سرطانات الجهاز الهضمي تندرج في هذه الفئة.

الأورام اللمفاوية. تتكون هذه السرطانات في الجهاز المناعي، وتحديداً في العقد اللمفاوية. إذ يحتوي الجسد على عناقيد من العقد اللمفاوية في العنق والصدر والإبطين والبطن والأربية. ويتواجد النسيج اللمفاوي أيضاً في الأمعاء وفي قلب الأعضاء الداخلية أو قربها.

الأورام اللحمية. تبدأ هذه السرطانات في الأنسجة الرابطة، أي في أحد العضلات أو العظام. وثمة عضلات ملساء عبر القناة الهضمية بكاملها.

سرطان المريء

علاماته وعوارضه

●   صعوبة في البلع.
●   دم في القيء أو البراز.
●   نقصان الوزن.
●   ألم في الصدر.

من شأن السرطان أن ينمو في أي موضع من المريء. والباحثون غير متأكدين من السبب، إلا أنّ خطر الإصابة يتضاعف بفعل التدخين أو فرط استهلاك الكحول. كما يعتبر مريء باريت، وهو من مضاعفات مرض الارتداد المعدي المريئي، عامل خطر إضافي. كما يبدو بأنّ الغذاء الذي يفتقر إلى الفاكهة والخضروات يزيد احتمال الإصابة أيضاً.

ويعتبر الرجال مرتين أكثر عرضة للإصابة بسرطان المريء من النساء. كما يتضاعف خطر الإصابة ثلاث مرات لدى السود عما هو لدى البيض.

لسوء الحظ، فإن الأورام البالغة الصغر التي تتكون في المريء لا تسبب عادة أية عوارض. وغالباً ما تتمثل الإشارة الأولى لورم المريء في صعوبة البلع التدريجية. ولكن حتى يبدأ المريض بالشعور بذلك، يكون الورم السرطاني قد نما وملأ نصف فتحة المريء تقريباً. ومع تطور الحالة، يأخذ الوزن بالنقصان ويشعر المصاب بألم في الصدر كما يعاني من دم في القيء أو البراز.

ومن أكثر سرطانات المريء شيوعاً:

السرطان الغدّي الصدفي الخلايا. يتكون هذا السرطان في الخلايا القشرية (الصدفية) المسطحة التي تبطن المريء بكامله.

الورم الغدّي السرطاني. هو سرطان في النسيج الغدّي من شأنه أن يتكون في أسفل المريء (مريء باريت).

التشخيص

ما من اختبارات لكشف سرطان المريء. في حال ظهور العوارض، يمكن إجراء صورة أشعة بالباريوم. إذ يبتلع المريض قبل التصوير سائلاً يحتوي على الباريوم، وهي مادة معدنية تحدد المريء بالأبيض. وتسمح هذه العملية برؤية الأورام والظواهر الشاذة الأخرى بشكل أفضل في صور الأشعة.

ويمكن الاستعاضة عن صورة الأشعة أو إتباعها بالتنظير الداخلي الذي يعتبر أكثر دقة. فيتم إدخال أنبوب دقيق ومرن مجهز بكاميرا بالغة الصغر (منظار) في الحلق بحثاً عن أورام سرطانية أو عن أنسجة مثيرة للشك.

وفي حال الإصابة بالسرطان، من شأن تحاليل الدم والتصوير المقطعي أو التنظير الداخلي بالموجات ما فوق الصوتية أن تساعد على تحديد امتداد المرض. وفي الاختبار الأخير يوضع في المريء منظار يحتوي على مسبار صغير يعمل بالموجات ما فوق الصوتية. ويطلق المسبار موجات صوتية تتردد على جدران المريء مكونة صورة على الحاسوب تظهر امتداد المرض على الشاشة.

العلاج

يتمثل العلاج الأكثر استعمالاً لسرطان المريء في استئصال الجزء المصاب من المريء وإعادة وصل الأجزاء السليمة. وفي حال استئصال جزء كبير، يعمد الجراح إلى إحداث ممر جديد بين الحلق والمعدة بواسطة جزء من نسيج المعى الدقيق. ومن شأن الجراحة أنّ تشفي السرطان. غير أنه في أغلب الحالات، لا تساهم سوى في تخفيف العوارض وإطالة حياة المريض. إذ يعود المرض إلى الظهور لاحقاً.

أما العلاج الكيميائي والشعاعي فيستعمل أحدهما أو كلاهما أحياناً لتخفيف العوارض أو تقليص الورم أو قتل الخلايا السرطانية التي امتدت من الورم.

وثمة علاج آخر يدعى العلاج الدينامي الضوئي، يستعمل الأدوية التي تجعل خلايا السرطان حساسة لضوء الليزر ليتمكن الليزر من القضاء عليها.

وفور تشخيص سرطان المريء، يعتمد العلاج في كثير من الأحيان على مدى انتشار الورم ومن الأفضل مناقشة ذلك مع الطبيب.

سرطان المعدة

علاماته وعوارضه

●   ألم في أعلى البطن.
●   غثيان وتقيؤ.
●   فقدان الشهية.
●   الشعور بالشبع بعد أكل كمية معتدلة من الطعام.
●   دم في القيء أو البراز.

منذ أوائل القرن العشرين، انخفض معدل الإصابة بسرطان المعدة في الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 75 بالمئة. ويعتقد الباحثون بأن تقدم وسائل حفظ الطعام قد يكون له الفضل الأول في هذا الانخفاض. ففي أيامنا هذه يتم تجليد أو تبريد معظم الأطعمة القابلة للفساد. بينما اعتمد الناس في الماضي التمليح والتدخين لحفظ الأطعمة، وربما سببت هاتان العمليتان تكوّن مواد مسرطِنة في الطعام.

من جهة ثانية فإن تحسن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والممارسات الصحية ساعد على خفض حوادث الإصابة ببكتيريا هليوباكتر بايلوراي H.pylori المقترنة بالقروح الهضمية وسرطان المعدة.

ومن عوامل الخطر الأخرى:

●  التدخين.
●  الافراط في تعاطي الكحول.
●  تاريخ عائلي بسرطان المعدة.
●  أورام صغيرة في بطانة المعدة (سليلات الورم الغدّي).
●  جراحة سابقة لاستئصال جزء من المعدة (استئصال المعدة الجزئي).
●  قصور في فيتامين B-12 (فقر الدم الوبيل) وما يرافقه من ضمور في بطانة المعدة.

وتشير التقديرات إلى أنّ 90 إلى 95 بالمئة من سرطانات المعدة تتكون في الأنسجة الغدية التي تبطن المعدة (الأورام الغدّية السرطانية). ومقارنة مع أنواع أخرى من السرطان، يعتبر سرطان المعدة غير شائع اليوم في الولايات المتحدة. أما في الدول الفقيرة التي لا يزال التدخين والتمليح هما الوسيلتان المعتمدتان لحفظ الأطعمة فيها والتي تنتشر فيها بكتيريا H.pylori، يعتبر سرطان المعدة السبب المسؤول عن الوفيات السرطانية.

التشخيص والعلاج

تعتبر صورة الأشعة بالباريوم والتنظير هما الاختبارين الأكثر استعمالاً لتشخيص سرطان المعدة. فالتنظير بالموجات ما فوق الصوتية يمكن أنّ يحدد مدى انتشار السرطان في جدار المعدة والأنسجة المحاذية له.

أما أنواع العلاج المعتمدة للمرض فهي ثلاثة، الجراحة والعلاج الكيميائي والأشعة. ويعتمد اختيار العلاج على عدة عوامل بما فيها موضع السرطان والمرحلة التي بلغها وصحة المريض العامة.

وتعتبر الجراحة الطريقة الوحيدة لعلاج بعض سرطانات المعدة. ففي حال كان المرض منحصراً في المعدة والعقد اللمفاوية المجاورة، يتم استئصال العقد اللمفاوية والمعدة بأكملها أو جزء منها. أما إن كان المرض متقدماً فإن استئصال جزء من المعدة من شأنه أن يخفف العوارض كالتقيؤ أو النزف.

وبمقدور العلاج الكيميائي والأشعة أن يقلصا الأورام، مما يخفف حدة العوارض ويطيل حياة المريض. كما تفيد بعض الدراسات بأنهما قد يؤخران أو يمنعان عودة السرطان إلى الظهور بعد الجراحة.

والواقع أنه من الممكن غالباً شفاء سرطان المعدة في حال اكتشافه باكراً. يعتمد الاتجاه المحتمل أن يتخذه النوع الأكثر تقدماً من السرطان على مدى انتشار الأورام. ومن الأفضل بحث ذلك مع الطبيب.

سرطان الأمعاء الدقيقة

علاماته وعوارضه

●   تقلصات
●   انتفاخ
●   غثيان وتقيؤ.
●   دم في البراز.
●   نقصان في الوزن.

تندر حالات الإصابة بهذا النوع من السرطان. إذ تشير الإحصاءات إلى أنّ 2 بالمئة فقط من السرطانات الهضمية تحدث في المعى الدقيق، حيث تبلغ الحالات المسجلة في الولايات المتحدة سنوياً أقل من 2.500 حالة، معظمها من الأورام الغدّية السرطانية.

والواقع أنّ سبب سرطان المعى الدقيق غير معروف. إلا أنّ احتمال ظهور المرض يتضاعف في حال الإصابة بمرض كرون أو إن كان للمرء تاريخ بالتهاب المعى الدقيق. وغالباً ما يتم تشخيص السرطان بين الخمسين والستين من العمر.

التشخيص والعلاج

عادةً لا يسبب سرطان المعى الدقيق أية عوارض في مراحله الأولى. وفي أغلب الحالات يتم اكتشاف المرض في مراحله المتقدمة بعد سلسلة من صور الأشعة بالباريوم أو بعد صورة مقطعية للمعى الدقيق. واعتماداً على موقع الورم، يتمكن الطبيب من رؤية الأنسجة السرطانية واختزاع عينة منها بواسطة المنظار.

ويتمثل العلاج المعتمد في استئصال النسيج السرطاني جراحياً. أما إن تعذر القيام بالجراحة أو فشلت في إيقاف انتشار المرض، يلجأ الطبيب إلى العلاج الكيميائي أو الأشعة أو كليهما لإبطاء نمو الورم وتخفيف العوارض. يعتمد الإتجاه المحتمل أن يتخذه هذا النوع من السرطان على مدى انتشار الورم.

سرطان المرارة ومجرى الصفراء

علاماته وعوارضه

●   اصفرار البشرة والعينين (يرقان).
●   ألم في البطن.
●   غثيان
●   تعب
●   نقصان الوزن.

هما من الحالات النادرة أيضاً. إذ يصيب سرطان المرارة حوالى واحد من بين كل 000,50 أميركي، هم عادة نساء في الستينيات والسبعينيات من العمر لديهن تاريخ بحصى المرارة. إذ يتضاعف احتمال الإصابة بسرطان المرارة أربع إلى خمس مرات عند وجود حصى في المرارة. ولأسباب غير مؤكدة، يبدو بأن خطر الإصابة يرتفع أيضاً في حال وجود حصاة واحدة كبيرة في المرارة عوضاً عن عدة حصىً صغيرة.

ووفقاً للتقديرات فإن أكثر من 80 بالمئة من سرطانات المرارة هي من الأورام الغدّية السرطانية. ونظراً لقلة العوارض التي يسببها سرطان المرارة في مراحله الأولى، نادراً ما يتم تشخيص المرض في الوقت المناسب لشفائه. وعندما تبدأ العوارض بالظهور، تكون ناجمة عن امتداد السرطان وسدّه للبنى المجاورة، كمجاري الصفراء، مؤدياً إلى اليرقان.

ومن شأن سرطان مجاري الصفراء أن يشمل أقنية الصفراء داخل الكبد أو أن يظهر في المجاري الممتدة خارج الكبد. ويعتبر التهاب مجرى الصفراء التصلبي الأولي وهو حالة التهابية تصيب مجاري الصفراء وغالباً ما تقترن بالتهاب القولون التقرحي، عامل خطر معروف.

التشخيص والعلاج

غالباً ما يتم اكتشاف السرطانات المبكرة عرضياً أثناء جراحة المرارة لإزالة الحصى. ويمكن للتصوير ما فوق الصوتي غالباً أن يكشف سرطان المرارة في نصف الحالات فقط، حين يكون المرض في مراحله الأخيرة. وقليلاً ما تساعد تقنيات التصوير المتقدمة، كالتصوير المقطعي، في كشف السرطانات المبكرة، بالرغم من أنّه بمقدور هذه الاختبارات أن تحدد مدى امتداد المرض.

ومن شأن استئصال المرارة أن يشفي السرطان المبكر. ولكن فور امتداد المرض، يبدأ الطبيب بالتركيز على تخفيف الألم وتحسين حياة المريض بواسطة الدواء أو الأشعة.

أما سرطان مجاري الصفراء فيتم علاجه عموماً بالجراحة. وقد يتضمن العلاج أيضاً استعمال الأشعة أو العلاج الكيميائي. وفي حال تعذر إجراء الجراحة، يضع الطبيب جهازاً دقيقاً (قالباً) في المجرى لإبقائه مفتوحاً وتخفيف اليرقان. أما معدل إطالة حياة المريض بسرطان مجرى الصفراء لخمس سنوات فهو شبيه بحالة سرطان المرارة.

سرطان الكبد

إنّ معظم سرطانات الكبد لا تبدأ في الكبد بل تمتد إليه من مواضع أخرى، وهذا ما يسمى السرطان الثانوي أو الانتقالي. أما السرطان الأولي الذي يبدأ في الكبد فهو أقل انتشاراً.

علاماته وعوارضه

●   ألم في البطن.
●   نقصان في الوزن.
●   ورم في البطن.
●   اصفرار في البشرة والعينين (يرقان).

وسرطان الكبد الأولي على عدة أنواع، إلا أنّ 8 من كل 10 حالات هي من سرطان خلايا الكبد أو ورم الكبد. وتتكون هذه السرطانات من خلايا الكبد، وهي الخلايا الأكثر انتشاراً في هذا العضو. ويعتقد الباحثون بأنه ثمة ما يتلف حمض DNA في خلايا الكبد ويؤدي إلى تسرطنها.

ويعتبر سرطان الكبد أكثر شيوعاً لدى الرجال منه لدى النساء، ويظهر عادةً بعد سن الأربعين.

تزيد العوامل التالية خطر الإصابة:

●  تشمع الكبد.
●  التهاب الكبد ب أو ج المزمنين.
●  التعرض الطويل الأمد لأفلاتوكسين، وهو عامل سام ينتجه فطر الرشاشيات.
●  التعرض لكلوريد الفينيل الكيميائي المستعمل في بعض أنواع البلاستيك.
●  الاستعمال الطويل الأمد للهرمونات الذكرية التي تضاعف كتلة العضلات وقوتها (الستيروييدات البنائية).

التشخيص

تشير التقديرات إلى أنّه سيتم في هذه السنة تشخيص 15,000 حالة لسرطان الكبد في الولايات المتحدة. وكما هو الأمر مع معظم السرطانات الهضمية، لا يسبب سرطان الكبد سوى بعض العوارض في مراحله الأولى. وفي الوقت الذي تبدأ فيه العوارض بالظهور، غالباً ما يكون المرض قد بلغ مرحلة يعجز الطب عن شفائه، علماً أنّ العناية بالمريض تظلّ ممكنة.

وتقوم الخطوة الأولى على تصوير الكبد بالموجات ما فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي (MRI). وفي حال أظهر أي من هذه الاختبارات إصابة بالسرطان، يتم اختزاع عينة لإخضاعها للفحص.

العلاج

تعتبر الجراحة العلاج الأكثر فاعلية لسرطان الكبد. وفي حال كان الورم صغيراً، بمقدور الطبيب استئصاله وشفاؤه. وبالنسبة إلى مجموعة محدودة من الناس الذين تتوفر لديهم معايير معينة، يمكن إجراء زراعة للكبد. أما العلاجات الباقية، فهي غير شافية في معظم الحالات، ولكن من شأنها تخفيف العوارض وإطالة حياة المريض. وهي تشتمل على:

●  إيقاف وصول الدم إلى الورم عبر ربط الشريان الذي يغذيه جراحياً، أو حقن مواد تسد الشريان.
●  إيقاف وصول الدم إلى الورم ووضع عقار كيميائي في الشريان المختوم (السد الكيميائي).
●  حقن كحول مركز في الورم لتدمير الخلايا السرطانية (الاستئصال بالإيثانول)
●  تدمير الورم بتجليده (الجراحة التبريدية).
●  تدمير الخلايا السرطانية بالموجات الإشعاعية العالية التواتر (الاستئصال بتواتر الإشعاعي).

ومن شأن العلاج التقليدي الكيميائي والشعاعي أن يساعد على تقليص الورم ولكنه لا يساهم في إطالة حياة المريض. يعتمد الاتجاه الذي سيتخذه المرض على مدى انتشار الورم. ومن الأفضل مناقشة هذا الأمر مع الطبيب.

سرطان البنكرياس

علاماته وعوارضه

●   ألم في البطن.
●   نقصان في الوزن.
●   اصفرار البشرة والعينين (يرقان).

بالرغم من أنّ سرطان البنكرياس لا يشكل سوى 1 إلى 2 بالمئة من جميع حالات السرطان في أميركا، إلا أنه يعتبر رابع الأسباب المؤدية إلى الوفاة بالسرطان. ولا يسبب المرض عادة أية عوارض حتى يتقدم ويصبح غير قابل للشفاء. أضف إلى البنكرياس يقع عميقاً في البطن خلف أعضاء أخرى مما يجعل من الصعوبة على الطبيب كشف الورم بمجرد تحسس المنطقة. وحوالى 95 بالمئة من سرطانات البنكرياس هي من السرطانات الغدّية التي تنمو في بطانة مجاري البنكرياس وتظل لسنوات قبل أن يتم اكتشافها.

والواقع أنّ الباحثين قد أحرزوا تقدماً في فهم التغيرات التي تطرأ على حمض DNA وتؤدي إلى سرطان البنكرياس. غير أنّ كيفية تكون السرطان وسببه لا يزالان محاطين بكثير من الغموض.

وثمة عوامل عدة من شأنها أن تضاعف خطر الإصابة:

التدخين. يمكن لاستعمال التبغ أن يؤدي دوراً في تكون السرطان لدى واحد من كل ثلاثة أشخاص يصابون بسرطان البنكرياس.

التقدم في السن. معظم المصابين يكونون بين الستين والثمانين من العمر حين يتم تشخيص المرض لديهم.

الجنس. يعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة بالمرض من النساء بنسبة 30 بالمئة.

العرق. يعتبر السود أكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس من باقي الأعراق.

التهاب البنكرياس المزمن. قلة من الأشخاص الذين يعانون من التهاب البنكرياس المزمن يصابون بسرطان البنكرياس، وهذا ما يجعل الالتهاب المزمن سبباً غير مؤكد.

التشخيص والعلاج

يعتبر التصوير بالموجات ما فوق الصوتية والتصوير المقطعي والرنين المغناطيسي اكثر اختبارات التشخيص استعمالاً لكشف سرطان البنكرياس. وفي حال كانت نتيجة الاختبار إيجابية، يتم إتباعه بعملية اختزاع بالإبرة الموجهة بالموجات ما فوق الصوتية لأخذ عينة من النسيج المريض. كما يمكن الحصول على العينة بالتنظير بواسطة أنبوب طويل ومرن مجهز بأدوات قطع. إذ يتم إدخال المنظار عبر الفم والمريء والمعدة إلى أعلى المعى الدقيق، الاثني عشري، الذي يفرز فيه البنكرياس كيميائياته.

وفي حال كان السرطان محصوراً في البنكرياس، فإن استئصال البنكرياس كلياً أو جزئياً قد يشفي المرض. وتعتبر عملية ويبل هي الجراحة الأبرز في هذا المجال، وهي تقوم على استئصال جزء من البنكرياس وجزء من المعدة والجزء الأول من المعى الدقيق، بالإضافة إلى كامل المرارة وجزء من مجرى الصفراء العام. ونظراً لصعوبة هذه العملية، فإنّ 2 بالمئة من المرضى يموتون نتيجة لمضاعفات الجراحة في المستشفيات الكبيرة بالرغم من خبرة الجراحين في هذا المضمار. بينما ترتفع هذه النسبة في المستشفيات الصغيرة. ومن شأن الأشعة والعلاج الكيميائي أن يساهما في إطالة حياة المريض ولكنهما لا يشفيان سرطان البنكرياس. يعتمد الاتجاه الذي يحتمل أن تتخذه المراحل الأكثر تقدماً من السرطان على مدى انتشار الورم.

سرطان القولون والمستقيم

علاماته وعوارضه

●   دم في البراز.
●   تغير في عادات الأمعاء.
●   ألم في البطن.
●   نقصان في الوزن.

يعتبر سرطان القولون والمستقيم أكثر السرطانات الهضمية شيوعاً. إذ يتم سنوياً تشخيص حوالى 130,000 حالة في الولايات المتحدة. وخلافاً لمعظم السرطانات الهضمية، فإن معدل عيش المريض لمدة طويلة جيد، شرط أن يتم اكتشاف المرض باكراً. إذ تفوق نسبة عيش المصابين في المراحل المبكرة لمدة خمس سنوات 90 بالمئة.

ومن شأن اختبارات الكشف أن تسمح بتشخيص سرطان القولون والمستقيم في مراحله المبكرة. ولكن تكمن المشكلة في أنّ كثيراً من الناس لا يستفيدون من الاختبارات المتوفرة. وهي تعتبر مسؤولة جزئياً عن وفاة أكثر من 50,000 أميركي سنوياً بسرطان القولون والمستقيم، الذي يأتي بذلك في المرتبة الثانية بعد سرطان الرئة كسبب مسؤول عن الوفيات في الولايات المتحدة. وفور امتداد هذا السرطان إلى الأعضاء أو العقد اللمفاوية المحاذية، تنخفض نسبة عيش المريض لمدة خمس سنوات.

هل أنت عرضة للمرض؟

كما هو الأمر مع كثير من السرطانات الهضمية، يبدو بأن الوراثة ونمط الحياة يؤديان دوراً هاماً في تكون سرطان القولون والمستقيم. وتشتمل عوامل الخطر المعروفة على:

التاريخ العائلي: يرتفع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم إن أصيب به أحد أفراد العائلة الآخرون. فجميع أشكال هذا السرطان تمتلك أساساً جينياً. غير أنّ في بعض أنواعه، وهي تشكل 5 إلى 10 بالمئة من الحالات، يعتبر خطر وراثة المرض مرتفعاً جداً.

ويدعى أحد أنواع سرطان القولون والمستقيم الموروثة مرض سرطان القولون الوراثي غير السليلي (HNPCC). وفي حال وجود هذا الخلل، يرتفع احتمال نقل الجينة إلى جميع الأطفال إلى نسبة 50 بالمئة. كما يصل احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في سن أكثر شباباً إلى نسبة 80 بالمئة. إذ يبلغ متوسط سن تشخيص المرض لدى الذين يحملون هذا الخلل 45 سنة، مقابل 65 سنة للذين يصابون بسرطان القولون والمستقيم غير الوراثي.

وثمة حالة وراثية أخرى هي الورم الغدّي السليلي العائلي (FAP)، الذي يسبب مئات لا بل آلاف من الأورام الدقيقة غير السرطانية (سليلات) في القولون والمستقيم. وأول ما تبدأ السليلات بالظهور في سن المراهقة. وفي جميع الحالات تقريباً، يتكون السرطان في واحدة أو أكثر من هذه السليلات، بين سن الثلاثين والخمسين عموماً.

سليلات القولون والمستقيم: يبدأ أكثر من 95 بالمئة من سرطانات القولون والمستقيم كتغيرات في البطانة المعوية، وتدعى أوراماً غدّية. ولا تصبح جميع السليلات سرطانية، إلا أنّ معظم سرطانات القولون تبدأ كسليلات.

سليلات القولون والمستقيم: إنذارات مبكرة

إنّ النسيج الذي يبطن القولون والمستقيم يكون أملس عادة. غير أنّه يحتوي لدى بعض الناس على سليلات، وهي عبارة عن أورام شبيهة بالفطر تنشأ من البطانة وتبرز في القناة التي تمر عبرها بقية الطعام. ويملك معظم المصابين بالسليلات واحدة أو عدة في أي وقت من الأوقات، بينما تتكون لدى البعض مئات لا بل آلاف منها.

ويرتفع خطر تكون السليلات مع التقدم في السن. فأربع من كل 10 أشخاص يفوقون سن الستين لديهم سليلات. وهي لا تصبح سرطانية إلا في بعض الحالات. فكلما صغر حجم السليلة ازداد احتمال تسرطنها. وتعتبر المرحلة السابقة للسرطان الفرصة الذهبية لكشف الورم واستئصاله. وبمقدور الطبيب إنجاز هذه المهمة أثناء تنظير القولون، إذ يتم إدخال سلك عبر تجويف في المنظار لاستئصال السليلة.

السليلات هي عبارة عن أورام دقيقة غير سرطانية بأشكال متنوعة من شأنها أن تتكون في القولون والمستقيم. وتدعى السليلات التي تنمو على عنق لحمي سليلات معنّقة، أما السليلات التي تنمو من دون قاعدة دقيقة فتسمى سليلات غير معنّقة.

ويجب إجراء تنظير للقولون أو تنظير للقولون السيني مع صورة أشعة للقولون بدءاً من سن الخمسين. ويكرر الاختبار كل خمس سنوات. أما بالنسبة إلى الأشخاص الأكثر عرضة لسرطان القولون والمستقيم، فقد يوصي الطبيب بالبدء بإجراء الاختبارات في سن أبكر ولمرات أكثر.

وفي محاولة للكشف في مرحلة أبكر عن الأشخاص المعرضون للإصابة بالسليلات وبالسرطان لاحقاً، يجري أطباء مايو كلينك تجارب بواسطة عدسات مكبّرة مثبتة على منظار القولون. وبهذه العدسات التي تكبّر الحجم الطبيعي مئة مرة، يبحث الأطباء عن تغيرات في شكل الخلايا تدعى البؤرات الخفية الشاذة في النسيج الذي يبطن القولون. ويقوم الباحثون بعدّ البؤرات التي يعثرون عليها لدى المشاركين في الدراسة لمعرفة ما إذا كان ثمة عدد يشير إلى ارتفاع خطر تكون السليلات.

سرطان سابق في القولون والمستقيم: قد تتكون سرطانات أو سليلات جديدة في مواضع أخرى من القولون أو المستقيم.

العرق: يعتبر الرجال والنساء السود أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم. فبين عامي 1973 و1992، ازداد معدل الإصابة بهذا السرطان بنسبة 40 بالمئة لدى الرجال السود و16 بالمئة لدى النساء السود.

التقدم في السن: فتسعة من كل 10 أشخاص مصابين بسرطان القولون والمستقيم يفوقون سن الخمسين.

تاريخ بمرض الأمعاء الالتهابية: إن كان للمريض تاريخ طويل مع التهاب القولون التقرحي أو مرض كرون، يرتفع احتمال إصابته بسرطان القولون والمستقيم.

التدخين: تظهر الدراسات ارتفاع معدل السرطان بين مدخني التبغ. وكلما طالت فترة التدخين ازدادت كمية التبغ المستعملة وارتفع خطر الإصابة.

الغذاء: الأشخاص الذين يعتمدون غذاء غنياً بالدهون، يحتوي خاصة على كثير من اللحم الأحمر كلحم البقر والغنم، هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض. أما الغذاء الغني بالألياف فلطالما اعتبر بأنه يقلص خطر تكوّن سرطان القولون والمستقيم. إلا أنّ دور الألياف لا يزال موضع خلاف. فاستناداً للدراسات التي أجريت مؤخراً ليس بمقدور هذه المغذيات أن تحمي الجسد من خطر سرطان القولون والمستقيم.

الرياضة: إذ يبدو بأن الأشخاص الخاملون هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

عوارض المرض

تختلف العوارض اعتماداً على موضع السرطان وامتداده. فإن تكوّن المرض في أسفل القولون أو المستقيم، من شأنه أن يسدّ ممرّ البراز مؤدياً إلى حدوث تقلصات وإلى جعل عملية التبرز أكثر صعوبة. فيشعر المريض بالحاجة إلى التبرز تكراراً حتى بعد خروج البراز. ويشكل ظهور الدم في البراز أو على فوط الحمام إنذاراً إضافياً.

أما تكوّن السرطان في منطقة أعلى من القولون فيسبب فقر الدم والتعب نتيجة للدم المفقود الذي قد يعجز المريض عن رؤيته، إذ يكون عادة ممزوجاً بالبراز وداكن اللون. وتشتمل العوارض الأخرى على إسهال أو إمساك متواصلين، وعلى تراجع الشهية إضافةً إلى نقصان الوزن من دون سبب واضح وألم البطن.

التشخيص

ثمة اختبارات عدة لمراقبة سلامة القولون والمستقيم لكشف السرطان. وهي تشمل:

●  تنظير القولون.
●  تنظير القولون السيني.
●  صورة أشعة إكس للقولون (مع حقنة شرجية تحتوي باريوم).
●  الفحص المستقيمي الرقمي.
●  تحليل الدم الخفي في البراز.

 

ويعتبر تنظير القولون هو الاختبار الأدق لكشف سرطان القولون. ويتم خلاله إدخال أنبوب مرن ودقيق مجهّز بكاميرا في المستقيم وصولاً إلى القولون. ويسمح هذا الاختبار للطبيب بالبحث عن الأورام السرطانية أو السليلات السابقة للسرطان. والواقع أنّ كشف السليلات واستئصالها يقلص احتمال تكون سرطان في القولون بنسبة تفوق 90 بالمئة. أما الاختبار البديل لتنظير القولون فيقوم على تنظير القولون السيني المقترن بحقنة شرجية تحتوي باريوم.

العلاج

تعتبر الجراحة والعلاج الكيميائي الوسيلتين الأساسيتين لعلاج سرطان القولون. ويتم اعتماد هذين العلاجين بالنسبة إلى سرطان المستقيم بالإضافة إلى العلاج بالأشعة. ويخضع المريض لأنواع العلاج الثلاثة أو لواحد منها وفقاً لنوع السرطان، أي قولوني أو مستقيمي، ولصحته العامة إضافةً إلى حجم الورم وموضعه وامتداده.

وتعتبر الجراحة أحد خيارات العلاج، نظراً لتوفر عدة عمليات أخرى ناجحة. ففي حال كانت السليلة صغيرة الحجم، يمكن استئصالها أثناء تنظير القولون. وإلا فيعمد الطبيب إلى شق البطن واستئصال الجزء المريض من القولون مع جزء سليم من كلتا جهتيه. وقد يحاول الطبيب أيضاً أخذ خلايا مجهرية انتقلت من الورم الأساسي إلى أنسجة أخرى، كالعقد اللمفاوية.

وثمة خيار آخر يتمثل بالجراحة التنظيرية للبطن، بحيث يستأصل الجراح جزءاً من القولون عبر ثلاثة أو أربعة شقوق صغيرة عوضاً عن شق واحد كبير. وقد أحرزت الجراحة التنظيرية من قبل جراحين ذوي خبرة نتائج جيدة. إذ يلازم المريض المستشفى لوقت اقصر كما يقل خطر حدوث مضاعفات بعد الجراحة.

ويمكن إتباع الجراحة بالعلاج بالأشعة أو بالعلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية التي تبقى بعد الجراحة. أما بالنسبة إلى حالات السرطان المتقدمة التي لا يمكن علاجها جراحياً، فيمكن للعلاج الكيميائي والأشعة أن يساهما في تقليص الأورام وتخفيف العوارض وإطالة حياة المريض.

ويعتمد نجاح العلاج على مدى تقدم المرض. فإن تم اكتشاف الورم باكراً، تتضاعف فرص الشفاء. ولكن بعد امتداد السرطان إلى الأعضاء والعقد اللمفاوية المجاورة، تنخفض نسبة العيش لخمس سنوات إلى 65 بالمئة وما دون. وفور انتشاره إلى أعضاء حيوية أبعد، كالكبد مثلاً، تنخفض نسبة العيش لخمس سنوات إلى نسب أدنى. إن طبيبك هو أفضل من يبحث هذا الأمر معك.

اسأل طبيب مجاناً