الفحص الطبي المنتظم لحياة أكثر صحة

هل تخيلت من قبل أن تحدد موعداً مع طبيبك وتقول له: “افحص كل شيء من فضلك”؟

الحصول على شهادة صحية بأن كل شيء على ما يرام هو طريقة رائعة لتحفيزك على الحفاظ على أسلوب حياة صحي في المستقبل.
الفحوص الصحية المنتظمة ضرورية إذا كنت ترغب في عيش حياة أكثر صحة، لأن ذلك يجعل احتمالات علاج العديد من الأمراض الخطيرة -مثل السرطان- ترتفع بشدة إذا اكتشفتها مبكراً. ومع الأسف، ليس لدى الأطباء الوقت أو الموارد الكافية لإجراء اختبارات عشوائية لكل مريض يزورهم، وهو ما يترك لك خيارين فحسب. يمكنك أن تختار إحدى حزم المسح الشامل العديدة التي تعرضها شركات الصحة الخاصة (وهذا قد يكون بالغ التكلفة). وبدلاً من ذلك، هناك العديد من الفحوص الذاتية التي يمكنك إجراؤها بسهولة في المنزل بشكل يساعدك على تقييم ما إذا كنت تحتاج حقاً لزيارة طبيبك من أجل مزيد من الفحوص والاختبارات.
الهدف من الفحص الأول هو أن تعرف ما إذا كنت زائد الوزن أو بديناً. البدانة مرتبطة بمجموعة كبيرة من الأمراض، مثل السرطان، والسكري، وأمراض القلب. ولكي تعرف ما إذا كنت في نطاق الوزن الصحي أم لا، قم بحساب مؤشر كتلة جسدك (ستحتاج لآلة حاسبة على الأرجح). أولاً قم بقياس طولك بالمترات. اضرب هذا الرقم في نفسه (مثال: 1.5 م × 1.5 م). النتيجة هي طولك بالمترات المربعة. الآن قم بقياس وزنك بالكيلوجرامات. اقسم وزنك على طولك بالمترات المربعة. سيكون الناتج هو مؤشر كتلة جسدك. يتراوح الرقم الصحي بين 20 و 25. ومؤشر كتلة الجسد الذي يتراوح بين 25 و 30 يعني وزناً زائداً؛ ومن 31 إلى 40 يعني البدانة، وفوق 40 يعني بدانة فائقة.

إذا كنت زائد الوزن، فالأمر يستحق التفكير في إجراء اختبار السكري. الإنسان العادي يعيش بداء السكري لمدة ستة عشر عاماً قبل أن يتم تشخيص المرض؛ وبحلول هذا الوقت، ربما يكون المرض قد تسبب في تلف القلب والكليتين. وتزداد احتمالات إصابتك بالمرض إذا كان أحد أفراد أسرتك مصاباً به، أو كنت فوق الخمسين، أو كنت زائد الوزن. يمكنك شراء اختبار ذاتي للسكري بسعر زهيد من معظم الصيدليات، ولكن احرص على أن تتبعه بموعد مع طبيبك إذا كانت النتيجة إيجابية.
بعد ذلك، أنصت لنبض قلبك. إن المرض القلبي قاتل رهيب، ولكن ليس عليك أن تحجز لإجراء مخطط لكهربية القلب electrocardiogram (ECG) لفحص قلبك؛ فقط راقب كيف تبدو الحال بعد بذل جهد بدني معين مثل صعود السلم. قم بزيارة طبيبك إذا كان نبضك غير منتظم، أو كان يستغرق وقتاً طويلاً حتى يعود إلى المعدل الطبيعي.
إذا لم تكن لديك أدنى فكرة عن معدلات ضغط دمك، فقد حان الوقت لمعرفة ذلك الآن. إن فرط الضغط، أو ارتفاع ضغط الدم، هو أول أسباب الإصابة بالسكتات وأمراض القلب، لذا، فربما كان الأمر يستحق شراء جهاز رقمي لقياس ضغط الدم من الصيدلية.

لنتحدث الآن عن بعض الأمور الخاصة بالنساء فقط. عادة ما يتم دعوة النساء فوق سن الخمسين لإجراء فحص للثدي بأشعة إكس كل ثلاث سنوات. ولكن أكثر من 90% من حالات سرطان الثدي يتم اكتشافها بواسطة النساء أنفسهن. الأساس هو أن تكوني مدركة لما هو طبيعي بالنسبة لصدرك وثدييك؛ ولا يصيبك هوس فحصهما، ولكن ابحثي عن أي أورام مرة واحدة كل شهر أو بينما تكونين تحت الدش. احرصي على إبلاغ طبيبك بأي شيء غير طبيعي، مثل إفرازات حلمة الثدي أو تغضن جلد الثدي.
أيضاً بالنسبة للنساء: لا تتجاهلي أيضاً فحص الجهاز التناسلي. هذا الاختبار يفحص تغيرات الخلايا في عنق الرحم، وهي التغيرات التي يمكن أن تؤدي للإصابة بسرطان عنق الرحم، إذا لم يتم علاجها. النساء بين سني 20 و 65 يجب أن تجري هذا الاختبار كل 3-5 سنوات، على الرغم من إمكانية إجراء هذا الاختبار بتواتر أكبر في حال ظهور أي علامات على وجود خلايا غريبة. وبالنسبة للرجال، فعليهم بزيارة الطبيب المعالج لإجراء اختبار بروستاتا إذا بدءوا فجأة في التبول لعدد مرات أكبر.
لا ينبغي أن يكون فحص حالتك الصحية مهمة روتينية بغيضة أخرى؛ فمن الممكن أن يكون ممتعاً إذا قمت بذلك مع شريك حياتك. وماذا عن الحصول على تدليك شامل، مع فحص الشامات التي يحتويها جسدك أثناء ذلك؟ انتبه للشامات التي يتغير شكلها، أو لونها، أو تبدو أكبر حجماً مما كانت عليه، أو تنزف، أو تستثير الحكة. بعض الرجال يسعدون كثيراً أيضاً بإجراء فحص ثديي زوجاتهم، ويفضلون أيضاً أن تفحص زوجاتهم الخصيتين بحثاً عن أي كتل أو أورام غريبة قد تكون علامة على سرطان الخصية. هل هناك أي عذر إذن أيها الرجال؟

بينما تقوم بفحص جسدك، لا تنسَ أسنانك. مرض اللثة – إذا ترك بدون علاج – يمكن أن يؤدي إلى المرض القلبي.

إذا كنت لا تعرف مستوى الكوليسترول لديك، فحدد موعداً مع طبيبك لإجراء فحص هذا الأسبوع.

وبدلاً من ذلك، قم بشراء اختبار كوليسترول ذاتي من الصيدلية، وسيتطلب منك الاختبار أخذ عينة دم صغيرة من طرف إصبعك ووضعها على شريحة اختبار.
يتم قياس النتائج على جدول ملون بعد ثلاث دقائق.

وزني آخذ في الزيادة في الفترة الأخيرة، وأنا لا أتناول أي قدر من الطعام أكبر مما اعتدت عليه. ما الاختبار الذي يجب أن أجريه؟

اختبار وظائف الدرقية يمكن أن يفيد. الغدة الدرقية الخاملة نسبياً قد تكون السبب وراء زيادة الوزن تدريجياً، خاصة لدى النساء فوق سن الخمسين، وإذا لم يتم علاجها، فإنها قد تؤدي لمتاعب قلبية. وتشمل الأعراض الأخرى الإرهاق، والشعور بالبرد، وفقد الشعر. إجراء اختبار دم بواسطة طبيبك يمكن أن يوضح ما إذا كانت الغدة الدرقية تعمل بشكل ملائم أم لا. وبمجرد البت في الأمر، يستطيع طبيبك أن يقرر ما إذا كنت بحاجة لمزيد من الاختبارات أم لا.

أياً كان المرض الذي أقرأ عنه، أكون مقتنعاً بأنني مصاب به. لقد سأم طبيبي رؤيتي. ما الذي يمكنني عمله؟

في سنوات سابقة، كنت ببساطة ستنعت بأنك مصاب بوسواس المرض. ولكن في هذه الأيام، لدينا اسم جديد لما تعاني منه؛ القلق الصحي. يُعتقد أن هذا القلق آخذ في الزيادة بفضل كم المعلومات الكبير المتوفر الآن على شبكة الإنترنت، وشاشات التليفزيون، وصفحات الجرائد، والمجلات، والكتب عن الصحة. والمشكلة هي أن العديد من الأمراض -السكري على سبيل المثال- لها أعراض يمكن أن تكون ناتجة أيضاً عن عيش حياة مليئة بالضغوط. لذا فمن السهل أن تقفز إلى استنتاجات خاطئة، ولكن إذا كنت تفعل هذا بشكل متكرر أكثر مما ينبغي وتشعر أنه يؤثر على حياتك، فقم بزيارة طبيبك (مرة أخرى!). اشرح له ما يحدث؛ قد يقرر طبيبك إحالتك إلى معالج سلوكي لمساعدتك على وضع مخاوفك في منظورها الصحيح.