التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

العلاج الطبيعي والمكملات الغذائية لأمراض القلب

في السنوات الأخيرة، بدأ البحث العلمي في النظر بعمق أكبر في الأسباب المؤدية إلى المرض القلبي. في الماضي كان الكولستيرول هو محط الاهتمام الأول، والمتهم الأساسي في إحداث المرض القلبي الوعائي، وكان أي أمل في الوقاية أو العلاج ينصب على مهاجمته ومحاولة تخفيض مستواه. لكننا نعلم اليوم أن ارتفاع مستوى الكولستيرول ما هو إلا عامل خطورة من بين عوامل كثيرة أخرى. فمثلاً يعتبر الآن أن الالتهاب المزمن في جدران الأوعية الدموية سبب أكثر خطورة في إحداث تصلب الشرايين، وبالتالي تطور حدوث المرض القلبي.

فيما يلي سنحاول إلقاء الضوء على عوامل خطورة جديدة للمرض القلبي. وسنقترح أن تطلب من طبيبك أن يأمر بإجراء تلك الفحوص، من أجل معرفة ما إذا كان لديك أي من عوامل الخطورة للمرض القلبي. وإذا ما وجد أي خلل في توازن واحد أو أكثر من تلك العوامل، فعليك بمساعدة طبيبك في العمل على إعادة التوازن، والإقلال ما أمكن من تلك العوامل. وبشكل عام يمكن عمل ذلك ببعض التعديلات على نظام طعامك، وبعض سلوكيات حياتك. أخيراً قد تحتاج إلى بعض المكملات الغذائية. فيما يلي ملخص عن عوامل الخطورة، والطرق الطبيعية التي تثبت نجاحها في المعالجة.

البروتين المتفاعل C (CRP) C-Reactive Protein

في مارس (آذار) سنة 2000، أعلن الباحثون في جامعة هارفارد أن مستوى (CRP) في الدم يعتبر واحداً من أهم العوامل التي تنبئ بالمرض القلبي، والنوبات القلبية المحتملة، وأيضاً السكتة الدماغية. وفي الحقيقة، وجدت الدراسات التي أجريت في سنة 2002، ونشرت في مجلة New England Journal of Medicine، وتمت على (28000) امرأة أمريكية بصحة جيدة، وجدت هذه الدراسة أن مستوى البروتين المتفاعل CRP C عامل تنبؤ قوي بالأحداث التي قد تصيب الجهاز القلبي الوعائي أفضل من مستوى الكولستيرول (LDL).

يعتبر (CRP) مؤشراً كيميائياً يعبر عن مقدار الحدثيات الالتهابية التي تجري في الجسم والأوعية الدموية. ارتفاع مستويات (CRP) ينتج عنها استجابة في الجهاز المناعي، وهي يمكن أن تؤدي إلى تخريب في جدران الشرايين. يترسب الكولستيرول ومواد دهنية أخرى على البطانة المتأذية للشرايين، مؤدية إلى تصلبها وتضيقها وإعاقة جريان الدم.

من المعروف أن البروتين المتفاعل CRP C يرتفع نتيجة تسلل خمج مثل الكلاميديا أو فيروس أبشيتين – بار. كما يرتفع (CRP) نتيجة المفعول الضار للتدخين، وكذلك لأسباب أخرى مثل ارتفاع مستويات سكر الدم، وارتفاع ضغط الدم، وبعض الأغذية المضرة.

العلاج الطبيعي

• تناول طعاماً غنياً بالحموض الدهنية الأساسية التي تتوفر في بذر الكتان، والجوز، وأسماك المياه الباردة مثل السلمون. يوصى أيضاً باستهلاك كمية وفيرة من الخضروات.

• حاول تجنب الطعام الغني بالسكريات والكربوهيدرات مثل خبز القمح، والفطائر، والمعجنات الحلوة، والمنتجات السكرية البسيطة

• يجب تجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، مثل منتجات الألبان ودهن الحيوان.

المكملات الغذائية

• فيتامين (هـ): 400-800 وحدة دولية
• زيت السمك: 5000 مغ يومياً
• حمض GLA جاما لينوليك: 200-500 مغ / ثلاث مرات يومياً
• Bromelain بروميلان: 500 مغ / ثلاث مرات يومياً بين الوجبات

البروتين الشحمي (a)

يُرمَزْ له اختصاراً Lpa. هذا واسم أكثر نوعية من الكولستيرول الذي يزيد من احتمالات حدوث الجلطات الدموية، وتكوين اللويحات. هذا الواسم له دلالة وراثية قوية، ولا يبدو أن له علاقة هامة بالطعام أو بنمط الحياة مثل كثير من عوامل الخطورة الأخرى.

العلاج الطبيعي

• استهلك غذاءً فقيراً بالسكريات البسيطة.
• حاول أن تأكل كمية وفيرة من الخضروات، وأسماك المياه الباردة.

المكملات الغذائية

•    نياسين (الذي لا يحدث التوهج): 3000 مغ يومياً
•    العامل كيو: 100-200 مغ يومياً
•    بوليكوزانول: 20 مغ يومياً
•    زيت السمك: 5000 مغ يومياً

الهوموسيستين Homocysteine

البحث العلمي صريح بالنسبة لهذا العامل، فهؤلاء الذين لديهم مستويات مرتفعة منه لديهم خطورة أعلى للمرض القلبي. الهوموسيستيين عبارة عن أحد نواتج استقلاب البروتينات. لأسباب وراثية، بعض الناس لديهم استعداد لتراكم هذه المادة السامة. ومن الأسباب الأخرى المؤدية إلى تراكم خطير في هذه المادة نقص فيتامين ب المركب. بجانب ذلك، يعرف أن نقص نشاط الدرق يؤدي إلى ارتفاع مستوى الهوموسيستيين في الدم.

المعالجة الطبيعية

• قلل من استهلاك البروتينات الحيوانية، وحاول أن تكثر من البروتينات النباتية في الخضروات، والبقول، والصويا.
• استهلك كمية وفيرة من الفواكه، والخضروات كمصدر هام لفيتامينات ب المركب الهامة في استقلاب الهوموسيستيين.

المكملات الغذائية

•    فيتامين ب 12: 800-2000 ميكروغرام يومياً
•    حمض الفوليك: 1-10 مغ يومياً
•    فيتامين ب 6: 20-100 مغ يومياً
•    TMG ثلاثي مثيل جليسين: 500-1000 مغ يومياً
•    SAMe  إس- أدينوزيل ميثيونين: 400 مغ يومياً

الفيبرينوجين (مولد الفيبرين) Fibrinogen

الفيبرينوجين بروتين هام يساهم في عملية تخثر الدم. ولكن المستويات المرتفعة من هذا البروتين تجعل الإنسان أكثر استعداداً لتكوين جلطات دموية. هناك نزعة لارتفاع مستوى الفيبرنيوجين لدى المدخنين، والبدينين، ومرضى الداء السكري.

المعالجات الطبيعية

• محاولة تجنب الكربوهيدات البسيطة.
• حاول استهلاك البروتينات الغنية، ووفرة من الخضروات. تناول كمية من أسماك المياه الباردة، لأنها تحتوي على مركبات تساعد على تمييع الدم.

المكملات الغذائية

•    زيت السمك: 5000-7000 مغ يومياً
•    فيتامين (هـ): 400-800 وحدة دولية يومياً
•    Bromelain بروميلان: 500 مغ / ثلاث مرات يومياً بين الوجبات
•    الثوم: 600 مغ يومياً

الحديد

المستويات المرتفعة من الحديد في الجسم تزيد من تكون الجذور الحرة المضرة، وهذه بدورها تزيد من احتمالات الاستجابة الالتهابية في الأوعية الدموية، وكذلك تزيد من احتمالات أكسدة الكوليسترول. من المفيد أن تفحص مستوى الحديد في الدم بين الحين والآخر.

العلاج الطبيعي

إذا كانت مستويات الحديد مرتفعة، عندها قد يطلب منك الطبيب التبرع بالدم، فهذا كفيل بأن يعيد المستوى إلى طبيعته.

المكملات الغذائية

حاول تجنب المكملات التي تحتوي على الحديد.

الجلوكوز والانسولين

ارتفاع مستويات السكر (الجلوكوز) وما يرافقه من ارتفاع الإنسولين يزيد من تكوين الجذور الحرة، ويزيد من الحدثيات الالتهابية في الأوعية الدموية. لا يقتصر الأمر فقط على مرضى السكري، ولكن المرضى الذين لديهم ما يعرف بعدم تحمل الإنسولين (مقاومة لمفعول الانسولين)، يحدث لديهم أيضاً ارتفاع مستوى سكر الدم وكذلك الإنسولين، بمعنى آخر لا تستجيب الخلايا بشكل طبيعي لمفعول الأنسولين، وبالتالي لا ينتقل السكر بشكل سوي داخل الخلايا.

العلاجات الطبيعية

يجب أن يوضع الأشخاص الذين لديهم ارتفاع في مستوى سكر الدم على طعام لعلاج مقاومة الإنسولين Insulin resistant diet، ويعرف أيضاً (طعام متلازمة X Syndrome X diet). وهو طعام فقير في المواد السكرية، وبه وفرة من البروتينات ذات القيمة الغذائية العالية مثل الأسماك، والبقول، والصويا، ولحم الدجاج. ووفرة من الخضروات.

المكملات الغذائية

•    عنصر الكروم: 400-1000 ميكروغرام يومياً
•    عنصر الفناديوم: 100 مغ يومياً
•    فيتامين ب المركب: 100 مغ يومياً
•    مغنزيوم: 500 مغ يومياً
•    جيمنيما سيلفستر 25%: 600 مغ يومياً

ارتفاع ضغط الدم

بجانب كل عوامل الخطورة، فإن ارتفاع ضغط الدم يعتبر من أكبر العوامل المساهمة في المرض القلبي. إن ارتفاع الضغط داخل الشرايين يساهم في التسبب بالالتهاب وأذية الجدران. وإذا لم يعالج ارتفاع الضغط واستمر لفترات طويلة، يمكن أن يؤدي إلى أذية وتخريب في العضلة القلبية.

العلاجات الطبيعية

• حاول أن تستهلك غذاءً غنياً بالمعادن مثل البوتاسيوم، والمغنزيوم، والكلسيوم. وهذه العناصر موجودة في الفواكه الطازجة، والخضروات، وعصير الفواكه.
• زيادة الوزن والبدانة تؤهب لارتفاع الضغط، كما أن هؤلاء الناس قد يكون لديهم مقاومة لمفعول الإنسولين. فيجب عليهم الإقلال من استهلاك الكربوهيدرات
• كمية المياه المتناولة مهمة، فنقص المياه، والدرجات الخفيفة من التجفاف يمكن أن تساهم في ارتفاع ضغط الدم.
• حاول أن تمارس الرياضة بشكل منتظم، وحاول أن تقلل من الشدة النفسية والبدنية.

المكملات الغذائية

•    مساعد الانزيم كيو 10: 100-200 مغ يومياً
•    مغنزيوم: 500 مغ يومياً
•    كلسيوم: 1000 مغ يومياً
•    الزعرور البري: 900 مغ يومياً
•    بوتاسيوم: 200-300 مغ يومياً

الأخماج (الالتهابات) المزمنة

الأخماج المعتدلة والمزمنة التي تصيب الجسم يمكن أن يكون لها علاقة كعامل خطورة لحدوث المرض القلبي، والخمائر يمكن أن تؤدي إلى التهابات في الأوعية الدموية. مازالت الأبحاث حول هذا الموضوع في بداياتها، ولكن مع استمرارها ربما تتضح العلاقة أكثر بينها.

العلاجات الطبيعية

•    زيت الدريجانو Dregano oil: 500 مغ ثلاث مرات يومياً
•    القنفذية (نبات) Echinacea: 500 مغ ثلاث مرات يومياً
•    ثوم: 900-600 مغ يومياً

الخلاصة

يبقى المرض القلبي، حتى يومنا هذا، القاتل رقم واحد. ومع تقدم معدلات الشيخوخة، من المتوقع أن تزداد أعداد الناس الذين سيصابون بأمراض الجهاز القلبي الوعائي. ورغم ذلك تبقى الحقيقة أن المرض القلبي حالة يمكن الوقاية منها، وإذا حدثت يمكن علاجها، وذلك بمجرد اتباع نظم غذائية صحيحة، وتعديل نمط الحياة، بجانب المعالجة الصحيحة ببعض المكملات الغذائية الضرورية.

لقد ظهر جلياً أن مستوى الكولستيرول في الدم ما هو إلا جزء من الصورة الكاملة، إذا ما أخذنا بالاعتبار، باقي عوامل الخطورة بالنسبة لأمراض الجهاز القلبي الوعائي. إن آخر ما توصلت إليه الأبحاث يبين أن الالتهاب المزمن في الأوعية الدموية هو أخطر تهديد للجهاز القلبي الوعائي. وقد تبين أن الواسم المسمى البروتين المتفاعل C-CRP، هو أفضل مؤشر للدلالة على مدى الخطورة لحدوث المرض القلبي الوعائي. بجانب ذلك، توجد واسمات أخرى، وغالبيتها ذات منشأ وراثي، تدلل هي الأخرى على المرض القلبي. لقد تبين أن الهوموسيستيين، والبروتين الشحمي (a)، والفيبرينوجين، وعوامل أخرى كل واحد على حدة، يمثل عامل خطورة ربما يفوق في أهميته مستوى الكولستيرول في الدم. قد يحتاج الأمر، من أجل ذلك، قياس مستوى هذه العوامل الجديدة إذا أردت فعلاً أن تتجنب أو توقف الآثار المدمرة لهذه العوامل على الجهاز القلبي الوعائي. ربما أمكن تجنب أو تخفيف المضار عن طريق وسائل غذائية باستعمال بعض المكملات الغذائية.

إن الطعام يؤثر على صحة وسلامة القلب وجهاز الدوران. فالإقلال من السكريات البسيطة، والدهون الضارة، بجانب الإكثار من الخضروات، وتناول الدهون المفيدة، والبروتينات ذات القيمة الغذائية العالية، يمكن أن يكون لها تأثير جيد على صحة الجهاز القلبي الوعائي المناعي.

لقد ثبت أن الكثير من المكملات الغذائية لها فائدة كبيرة جداً في الوقاية وعلاج المرض القلبي. بعض الأعشاب مثل الجوجول، وخميرة الأرز الحمراء لها فعالية كبيرة في هذا المجال. بجانب ذلك فمضادات الأكسدة مثل فيتامين (هـ)، والعامل كيو 10، وعوامل أخرى، لا يمكن تثمينها في منع أي أذية يمكن أن تصيب القلب والشرايين.

يعتبر البوليكوزانول Policosanol (ﻣﺮﻛﺐ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺷﻤﻊ ﻗﺼﺐ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻭﺷﻤﻊ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻭﺷﻤﻊ ﻧﺨﺎﻟﺔ ﺍﻷﺭﺯ) أحد الاختراقات العلمية التي أدت إلى اكتشاف هذا المكمل الغذائي الذي يخفض بفعالية وأمان مستوى الكولستيرول وبعض عوامل الخطورة الموروثة التي تؤثر على صحة وسلامة القلب. بمعنى أن له قدرة وقائية فائقة على الجهاز القلبي الوعائي، وبدون احتمالات أي آثار سامة كالتي تحدث مع كثير من الأدوية الصيدلانية المستعملة في تخفيض الكولستيرول. من ناحية أخرى فإن قدرته على تخفيض الكولستيرول تعادل تقريباً تلك الأدوية. وأخيراً فإن البوليكوزانول لا يستنزف الانزيم المساعد Q10، وهي أحد مساوئ أدوية الستاتينات المخفضة للكولستيرول.

لقد أظهرت الأبحاث أن البوليكوزانول فعال بدرجة عالية في معالجة الذبحة الصدرية، وكذلك العرج المتقطع، وهو بجانب ذلك مكمل غذائي هام في الوقاية من السكتة الدماغية. وحيث إن البوليكوزانول هو أكثر المواد الطبيعية التي درست وأجريت عليها الأبحاث في العالم، فهذا يجعلنا واثقين من فعاليتها ودرجة الأمان الكبيرة في استعمالها.

لا ينبغي أن ننسى أن الرياضة، والبعد قدر الإمكان عن عوامل الاجهاد، هما من أهم الأشياء في الوقاية وعلاج أمراض القلب، وبالتالي يجب أن يوضعا في أي نظام يهدف إلى مصلحة الجهاز القلبي الوعائي.

مجمل القول، يجب أن نُعلِّم أنفسنا أهمية منافع المقاربة الطبيعية الشاملة للوصول إلى القلب السليم. لقد أَمَّنت الطبيعة من العلاجات، ما يبقي على صحتنا، وما يجعلنا نتمتع بحياة كلها صحة وهناء.

اسأل طبيب مجاناً