تساقط الشعر بهذه الطريقة التي وصفتها (أعني الشكل الدائري) يحتمل في أغلب الظن إصابتك بمرض الثعلبة، ولكن قد يكون افتراضي هذا خاطئا بسبب نتيجة التحاليل التي ذكرت أنك أجريتها وأسفرت عن وجود التهابات في بصيلات الشعر، فوجود مثل هذه الالتهابات يتعارض مع التشخيص السليم للثعلبة؛ لذا نرجو التأكد من التشخيص الصحيح للمرض، حيث إن الاختبارات والفحوصات الروتينية ليست مفيدة في تأكيد الإصابة بالثعلبة، والتشخيص غالبا مستند على ظهورها المفاجئ، وذلك بظهور رقع في شكل مستدير أو بيضاوي خالية من الشعر تماما وبحدود منتظمة، هذا خلاف الأشكال الأخرى لفقدان الشعر.
أما لو كان التشخيص الصحيح هو الثعلبة، فنقول أنه مرض مناعة ذاتية قد يؤدي المرض إلى فقدان تام أو جزئي لشعر فروة الرأس أو الذقن أو الشارب أو الحواجب والرموش أو الأطراف، ويتميز بظهور بقع مستديرة -دائرية كما ذكرت- خالية تماما من الشعر، أما الجلد فيكون طبيعيّا في الجزء المصاب فلا يلاحظ وجود احمرار أو التهابات أو قشور دون أي ألم أو حكة.
أما عن أسباب هذا المرض فقد اختلفت الآراء وتضاربت، فمنهم من يقول إن سببه راجع للتوتر النفسي الشديد أو وجود بؤرة صديدية بالجسم، ولكن الأبحاث العلمية الحديثة أثبتت أن الثعلبة تنتمي إلى مجموعة أمراض المناعة ضد الذاتية، حيث تستهدف الخلايا المناعية بصيلات الشعر باعتبارها أجساما غريبة عن الجسم، وذلك دون سبب واضح.
ويختلف علاج هذا المرض باختلاف تدرج الحالة، فهناك الدهانات الموضعية، والأشعة فوق البنفسجية والتي عادة ما ينمو الشعر معها مرة أخرى.
أما علاج حالات الثعلبة المنتشرة أو الخبيثة فهي مشكلة للطبيب والمريض، حيث يستخدم في هذه الحالات الحقن بالكورتيزون، وفي الحالات المتأخرة يضطر الطبيب لوصف الكورتيزون عن طريق الفم، وقد لوحظ أن العلاج بمركبات الكورتيزون عن طريق الفم في تلك الحالات يؤدي إلى نمو الشعر مرة أخرى، إلا أنه سرعان ما يعاود السقوط فور إيقاف العلاج، وهو ما يجعل العلاج غير عملي؛ نظرا لاحتمال حدوث مضاعفات من استخدام الكورتيزون لعدة سنوات متصلة، وفي أغلب الأحيان ننصح المريض بالتعايش مع الحالة إذا لم ينجح العلاج البسيط.