التصنيفات
صحة المرأة

تخلف أو تعوق النمو داخل الرحم Intrauterine growth restriction

تعوق النمو داخل الرحم IUGR هو مصطلح يستعمل لوصف حالة لا ينمو فيها الجنين بالسرعة التي يجب أن ينمو بها داخل الرحم؛ ويكون هؤلاء الأطفال أصغر حجما من الطبيعي في أثناء الحمل، ويكون وزنهم أقل من الشريحة المئوية العاشرة بالنسبة لعمرهم الحملي.

يولد في الولايات المتحدة، في كل سنة، حوالى 40000 طفل في تمام الحمل بوزن ولادة أقل من حوالى 2400 غ؛ يمكن أن تسبب تعوق النمو داخل الرحم مشاكل في المشيمة تمنعها من تزويد الجنين بالغذاء والأكسجين الكافي، وهذه الحالة يمكن أن يسببها ما يلي:

●   ارتفاع ضغط الدم (فرط الضغط الشرياني) عند الأم

●   تدخين السجائر

●   سوء التغذية الشديد لدى الأم أو نقص اكتسابها للوزن

●   الإدمان على الكحول والمخدرات

●   وجود مرض مزمن لدى الأم، مثل النمط 1 من الداء السكري (كان يسمى سابقا الداء السكري الشبابي أو السكري المعتمد على الأنسولين)، أو مرض قلبي أو كبدي أو كلوي، أو الأمراض الرثوية مثل الذئبة الحمامية، أو اضطرابات في مضادات الأجسام (الأضداد) كالأجسام المضادة لكريات الدم الحمراء

●   مقدمات الارتعاج (الانسمام الحملي) أو الارتعاج

●   شذوذات في المشيمة أو الحبل السري

●   تعدد الأجنة

●   متلازمة أضداد الشحميات الفسفورية Antiphospholipid antibody syndrome، وهي اضطراب مناعي جهازي نادر

يمكن أن يحدث تعوق النمو داخل الرحم بسبب مشاكل في الجنين، حيث أن الغذاء القادم عن طريق المشيمة يكون كافيا، ولكن هناك تقييد لنمو الجنين بسبب مرض ما؛ والأمثلة على ذلك تتضمن:

●   بعض حالات العدوى، مثل الحصبة الألمانية (الحميراء) Rubella وداء الفيروس المضخم للخلايا Cytomegalovirus وداء المقوسات Toxoplasmosis

●   عيوب ولادية أو اضطرابات صبغية

ويمكن أيضا أن يحدث تعوق النمو داخل الرحم من دون سبب معروف.

لقد أدى التقدم الطبي إلى إنقاص الأخطار على الرضع الذين لديهم تعوق نمو بشكل كبير؛ ومهما يكن، يبقى هؤلاء الأطفال معرضين للخطر والمشاكل؛ ويكون لدى هؤلاء الرضع الأصغر حجما مخزون قليل من الدهن والغليكوجين، وهو شكل من أشكال الكربوهيدرات يتحول بسرعة إلى غلوكوز كمصدر للطاقة؛ وكنتيجة لذلك، لا يكونون قادرين على المحافظة على حرارة الجسم؛ ويمكن أن يحدث لديهم انخفاض في درجة الحرارة Hypothermia، وهي درجة حرارة جسم أقل من الطبيعي؛ كما تكون ولادة الأجنة الميتة والضائقة الجنينية أكثر شيوعا عند الأجنة الذين لديهم تعوق نمو؛ وقد يحدث لديهم نقص سكر الدم Hypoglycemia بعد الولادة بسبب نقص مخزون الطاقة لديهم. وأخيرا، فإن هذه الأجنة تكون أقل قدرة من الأجنة من ذوي الحجم الطبيعي على تحمل الشدة التي يسببها المخاض عندما تكون المشيمة غير قادرة على تأمين الأكسجين ومصادر الطاقة بشكل كاف.

الأعراض والعلامات

إذا كنت تحملين طفلا لديه إعاقة في النمو، قد يكون لديك بعض العلامات والأعراض القليلة أو لا يكون لديك أي منها على الإطلاق؛ ولكن يمكن لطبيبك في أثناء الحمل أن يفحصك بشكل منتظم أو دوري ليرى ما إذا كان طفلك ينمو بشكل طبيعي.

يمكن أن يقيس طبيبك رحمك في كل فحص من فحوص ما قبل الولادة، كما يمكن بواسطة ذلك كشف تعوق النمو داخل الرحم في مرحلة مبكرة نوعا ما؛ وقد يتنبه الطبيب إلى وجود تعوق النمو داخل الرحم بمراقبة زيادة هذا القياس مع الوقت.

وعند الشك بوجود تعوق النمو داخل الرحم قد يجرى فحص بفائق الصوت لقياس حجم الطفل، حيث يمكن أن يجري قياس عرض رأس الجنين ومحيطه وطول عظم الفخذ وحجم البطن وكمية السائل الأمنيوسي.

إذا كنت تحملين توأما، فإن تعوق النمو داخل الرحم يمكن أن يؤثر في كلا الجنينين بالدرجة نفسها، أو قد يؤثر في أحدهما أكثر من الآخر؛ ويقرر طبيبك أن هناك اختلافا هاما في معدل النمو بين الجنينين عندما يكون هذا الاختلاف بنسبة أكثر من 15%.

المعالجة

تقوم الخطوة الأولى في معالجة تعوق النمو داخل الرحم على تحديد العوامل المساهمة فيه أو المسببة له ومعاكستها، مثل التدخين واستعمال المخدرات وسوء التغذية، وينصح أحيانا بالدخول إلى المستشفى والراحة في السرير.

ويمكنك أنت وطبيبك الاستمرار في مراقبة حالة طفلك. قد يطلب منك أن تحتفظي بسجل يومي لحركات الطفل؛ وعموما، تجرى فحوصات بالأمواج الفائقة الصوت كل ثلاثة إلى أربعة أسابيع لمراقبة تقدم نمو الجنين وحجم السائل الأمنيوسي؛ وقد يجري طبيبك اختبارات لتقييم صحة الجنين.

يمكن إجراء بزل السلى لتحري وجود شذوذات صبغية أو عدوى؛ وفي هذه الحالة، تفحص الصبغيات بواسطة التهجين التألقي في الموضع Fluorescence in situ hybridization (FISH)، فضلا عن الاختبارات الشاملة للحصول على تحليل سريع؛ ونادرا ما نحتاج إلى تحليل دم الجنين؛ فإذا كان الأمر كذلك، يجري أخذ عينة دم من الحبل السري، ويعرف هذا الإجراء بأخذ عينة من الدم السري عبر الجلد Percutaneous umbilical blood sampling (PUBS).

إذا جرى أخذ هذه الاختبارات بعين الاعتبار، فإن طبيبك يناقش معك فوائد هذه الطرائق ومضارها؛ فإذا أظهرت الاختبارات وفائق الصوت أن الجنين ينمو وليس في حالة خطرة، يمكن الاستمرار بالحمل حتى يبدأ المخاض من تلقاء نفسه؛ ولكن إذا أشارت الدراسات إلى أن الجنين قد يكون في خطر أو أنه لا ينمو بشكل مناسب، قد ينصح طبيبك بالولادة الباكرة.

ويمكن، حسب الظروف، تحريض المخاض لتوليد الجنين عن طريق المهبل أو توليد الطفل ولادة قيصرية؛ فإذا جرى تحريض المخاض، يمكن مراقبة الطفل بشكل وثيق، فإذا أشار نمط معدل ضربات قلب الجنين أو الاختبارات الأخرى إلى أن الجنين لا يتحمل المخاض، قد يكون من الضروري إجراء الولادة القيصرية.

ومهما تكن الطريقة التي يولد فيها الجنين الذي لديه إعاقة في النمو، تبقى هناك أخطار صحية عليه في مرحلة الوليد؛ وربما يحتاج الطفل الذي لديه إعاقة نمو إلى أن يعطى سوائل محلاة (بالغلوكوز) بعد الولادة فورا؛ ويمكن مراقبة درجة حرارة الطفل للتأكد من بقائه دافئا بشكل كاف.

إذا كانت لديك حالة سابقة من تعوق نمو الجنين، تكونين في خطر أعلى لتكرر هذه الحالة؛ ويمكن للمراقبة الدقيقة والتدخل الباكر في أغلب الحالات – ولله الحمد – أن يقللا الأخطار التي يواجهها الأطفال الذين لديهم إعاقة في النمو؛ كما يمكن في بعض الأحيان التخلص من إعاقة النمو. وعلاوة على ذلك، فإن التركيز على العناية الجيدة قبل الولادة، بما تتضمن من تغذية جيدة وامتناع عن التدخين وشرب الكحول، سوف يزيد من فرصتك في الحصول على طفل جيد الصحة.

وحتى إذا ولدت طفلا لديه إعاقة في النمو، فإن الحجم عند الولادة لا يكون مؤشرا على نمو الطفل في المستقبل؛ فكثير من الأطفال الذين لديهم إعاقة في النمو يميلون إلى أن يصلوا إلى المستوى الطبيعي المشاهد لدى أقرانهم في الشهر 18 إلى 24 من العمر؛ وما لم يكن لدى معظم هؤلاء الأطفال عيوب ولادية خطيرة، تكون فرص معظمهم جيدة في أن يكون لديهم مستوى ذكاء طبيعي وتطور جسمي طبيعي على المدى الطويل.

اسأل طبيب مجاناً