التصنيفات
صحة المرأة

تخفيف الألم أثناء الولادة: خيارات تسهل وتخفف آلام المخاض والولادة

ما هو نمط تدبير الألم الأفضل خلال المخاض والولادة؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تعتمد بشكل كبير على الخيار الذي تفضلينه وعلى كيفية تقدم الولادة، مع الأخذ بالحسبان أنه لا توجد امرأتان لديهما التحمل نفسه للألم، ولا توجد ولادتان متشابهتان تماما، وهذا ما يجعل بعض النساء يحتجن إلى قليل من عقاقير الألم أو لا يحتجن إطلاقا إليها، بينما يجد البعض الآخر أن تخفيف الألم يمنحهن شعورا أفضل بالتحكم بالولادة والمخاض، لذلك نخلص إلى أن على المرأة أن تختار ما هو الأفضل لها.

إن قرار استخدام العقاقير خلال المخاض والولادة يعتمد عليك بشكل كبير، ولكن ذلك يعود أيضا إلى ما يقرره مقدم الرعاية الصحية، وإلى ما هو متوفر في المستشفى أو مركز التوليد، وإلى الخصائص المميزة لولادتك.

قد لا تعرفين أحيانا نوعية معالجة الألم الذي تريدين حتى تبدأ ولادتك؛ وتكون الولادة مميزة للمرأة، حيث أن الشعور بالألم يختلف من امرأة إلى أخرى خلال الولادة، أضيفي إلى ذلك أن القدرة على التعامل مع الألم خلال الولادة تتأثر بعدة عوامل، مثل مدة الولادة وحجم الجنين ووضعيته، وعلى مدى راحة المرأة عند بدء الولادة؛ لذلك، لا يستطيع أحد التوقع كيف ستتعاملين مع الألم عند الولادة الأولى، مع العلم أن الولادات التالية في الغالب لا تأخذ النموذج نفسه.

عندما تتخذين قرارك، ضعي في الحسبان أن الولادة ليست اختبارا للتحمل، ولن تخفقي إذا طلبت عقار لتخفيف الألم، كذلك ضعي في اعتبارك أن تقلصات الولادة ذات هدف، وأن ألم الولادة علامة على أن جسمك يعمل بجد حتى يفتح عنق الرحم ويدفع الطفل إلى الأسفل نحو قناة الولادة.

إنها لفكرة جيدة أن تمعني النظر في الطريقة أو الطرق التي تفضلينها لتخفيف الألم قبل أول تقلصة، وأن تناقشي ذلك مع مقدم الرعاية الصحية؛ ومهما كانت الخطة التي تقررينها لولادتك، ليكن عقلك متفتحا، فغالبا لا تسير الولادة كما هو مخطط لها.

خيارات تدبير الألم

تتوفر للمرأة هذه الأيام خيارات أكثر من أي وقت مضى لتدبير آلام الولادة، وتقع هذه الخيارات ضمن صنفين:

عقاقير الألم

تسمى العقاقير التي تخفف الألم طبيا بالمسكنات analgesics؛ ومن العقاقير الشائع استخدامها في الولادة النالبوفين nalbuphine Nubain، والذي يعطى وريديا أو حقنا؛ أما العقاقير المبنجة أو المخدرة anesthetics فهي تلك العقاقير التي تسبب فقد الإحساس؛ ومن الأمثلة على طريقتين من طرق التخدير في الولادة الإحصار فوق الجافية epidural block والإحصار النخاعي spinal block.

طرق تخفيف الألم الطبيعية

الولادة الطبيعية تعني تلك الولادة التي تجري من دون استعمال عقاقير تخفيف الألم؛ وتأخذ الطرق الطبيعية (غير الدوائية أو الطبية) لتخفيف الألم أشكالا عديدة، منها ما يعود إلى قرون مضت، ومن الأمثلة عليها الاسترخاء و التدليك.

وضمن هذين الصنفين يوجد الكثير من الخيارات المتاحة التي يمنحك العلم بها، في وقت سابق للولادة، فرصة لاتخاذ قرار صائب بالنسبة لخيارات تخفيف الألم عند المخاض و الولادة، فمجرد العلم هو أحد أشكال تخفيف الألم، لأن الخوف في أثناء الولادة يزيد الأمر سوءا على نحو مثير، فتلك المرأة التي يمكنها التوقع بما يمكن أن يحدث خلال الولادة – والتي أحيطت علما بخيارات تخفيف الألم – غالبا ما تجتاز مرحلة الولادة بشكل أكثر سلاسة من تلك التي تكون خائفة ومتوترة.

أمور يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار

عندما تراجعين خيارات تخفيف الألم، ومن أجل مساعدتك على اختيار الطريقة أو الطرق المناسبة لك، اسألي نفسك الأسئلة التالية:

●   ما الذي تشمله هذه الطريقة؟
●   كيف ستؤثر في؟
●   كيف ستؤثر في طفلي؟
●   كم ستكون سرعة عملها إذا قررت استخدامها؟
●   كم ستدوم فترة تخفيف الألم؟
●   هل سأحتاج إلى ممارسة تلك الطريقة؟ أم سيقوم بها مقدم الرعاية الصحية؟
●   هل يمكن أن أضم إليها طرقا أخرى؟
●   هل يمكن أن أستعملها قبل المجيء إلى المستشفى؟
●   متى تتوفر الطريقة في أثناء الحمل؟

عقاقير الألم

تقدم عقاقير الألم مع الطرق الطبيعية لتخفيف الألم مساعدة قيمة لك في أثناء المخاض والولادة، إذ تساعدان على تقليل الألم بسرعة، وتسمحان لك بالراحة بين التقلصات، وهذا الاسترخاء قد يؤدي أحيانا إلى تسريع توسع عنق الرحم.

تترك الحرية لك في طلب أو رفض استعمال عقاقير الألم في أثناء الولادة، ولكن تذكري دائما أن العقاقير لها منافع ومخاطر مختلفة في أوقات مختلفة من الولادة، لذلك، ضعي في الحسبان دائما سير الولادة وتقدمها عند اختيار طريقة تخفيف الألم.

ناقشي عقاقير تخفيف الألم جيدا مع مقدم الرعاية الصحية قبل التقلص الأول؛ أما في أثناء الولادة، فسيقدم مقدم الرعاية نصائح بالنسبة لتلك العقاقير اعتمادا على الخصائص المميزة لولادتك، وتظل هذه مجرد نصائح، إذ يكون عليك موازنتها مع رغباتك الشخصية في تخفيف الألم.

يستمر الجدل حول ما إذا كانت بعض الأساليب الطبية لتخفيف الألم تؤثر في تقدم الولادة، إلا أن بعضها ثبت دوره في تأخير تقدم الولادة؛ ومع ذلك، فإنه عندما تسير الولادة ببطء يكون احتمال الحاجة إلى تخفيف الألم أكبر؛ فمن الواضح أن كون المرأة متوترة وخائفة وبحالة مأساوية لا يساعدها على تقدم الولادة؛ وفي النهاية، تبقى حاجتك إلى تخفيف الألم أفضل محدد لوقت استخدام طرائق تخفيف الألم.

إن وقت استعمال العقاقير المخدرة narcotic ونوعيتها قد يكون لهما الأهمية نفسها، فالطفل يتأثر بالعقاقير التي تستعملها الأم، ولكن هذا التأثير يعتمد على نوعية العقار وجرعته ومدى قرب وقت استعماله من وقت الولادة؛ فإذا كان هناك وقت كاف بين تناول العقار المخدر وولادة الطفل، فإن جسمك سيقوم بمعالجة هذا العقار، وستكون لذلك العقار آثار بسيطة على طفلك عند الولادة؛ أما إذا لم يمض وقت كاف على ذلك، فإن الطفل قد يكون نعسا أو غير قادر على الرضاعة، وقد يعاني من صعوبات في التنفس في أحيان أقل تواترا؛ وتكون مثل هذه الآثار على الوليد قصيرة الأجل عادة، ويمكن علاجها عند الضرورة.

إن مقدم الرعاية الصحية سيكون معك في أثناء المخاض والولادة ليتأكد من وصول طفلك بسلام وبصحة جيدة، وتكون خيارات العقاقير المتاحة مألوفة لديه، ويمكنه أن يقاسمك تلك المعرفة، لذلك ثقي به ليخبرك متى يكون استعمال العقاقير في أثناء الولادة آمنا، ومتى لا يكون؛ لذلك، اعلمي أنه لا يمكنك دائما استعمال العقاقير عندما تشعرين أنك بحاجة إليها.

توجد أنماط مختلفة من العقاقير التي يمكن استعمالها في أثناء المخاض والولادة.

المهدئات والباربيتورات Tranquilizers and barbiturates

لا تسكن هذه العقاقير الألم، وإنما تهدئ من قلق الأم وتنمي الشعور بالراحة.

الباربيتورات Barbiturates

الأموباربيتال Amobarbital(الأميتال Amytal)، البنتوباربيتال Pentobarbital (النيمابوتال Nembutal)، السيكوباربيتال Secobarbital (السيكونال Seconal).

المهدئات Tranquilizers

الديازيبام Diazepam (الفاليوم Valium)، البروميثازين Promethazine (الفنرغان Phenergan)، البروبيومازين Propiomazine (اللارغون Largon).

متى تعطى؟

تعطى المهدئات والباربيتورات أحيانا في وقت مبكر من الولادة.

كيف تعطى؟

تعطى عن طريق الفم أو بالحقن العضلي في الفخذ أو الألية أو بالحقن عبر قثطار وريدي.

كيف تؤثر؟

تعطي هذه العقاقير تأثيرا مرخيا، ولكنها لا تزيل الألم، ويدوم أثرها من أربع إلى ثماني ساعات حسب النوع المستخدم.

المخاوف المحتملة

سوف تجعلك المهدئات والباربيتورات نعسة، وقد يتعارض استعمالها مع قدرتك على تذكر تفاصيل الولادة، كما أن الباربيتورات قد تقلل نشاط الطفل عند الولادة؛ كما أن بعض المهدئات مثل الديازيبام diazepam قد تنقص توتر عضلات الطفل عند الولادة؛ ونادرا ما تستعمل العقاقير السابقة.

المسكنات والمخدرات Analgesics and Narcotics

تشمل هذه العقاقير البوتورفانول butorphanol (الستادول Stadol)، والفنتانيل fentanyl (السبليماز Sublimaze)، والميبريدين meperidine (الديميرول Demerol)، والنالبوفين nalbuohine (النوباين Nubain).

متى تعطى؟

تعطى المخدرات في أي وقت من الولادة، ولكن يفضل أن يكون ذلك في وقت مبكر من الولادة، حيث يكون توسع عنق الرحم أقل من 7 سنتيمترات (سم) عندما تكون الولادة لأول مرة، أو أقل من 5 سنتيمترات (سم) إذا لم تكن الولادة الأولى.

كيف تعطى؟

تعطى بالحقن العضلي في الفخذ أو الألية، أو بالزرق عبر قثطار وريدي، ويمكنك أحيانا التحكم بالجرعة بالضغط على زر، مما يؤدي إلى حقن جرعة ثابتة من العقار عبر وريدك.

كيف تؤثر؟

تقلل هذه العقاقير من استقبال الألم حسب الجرعة المستخدمة، وتجعلك مرتاحة بسهولة أكبر؛ ولا تنقص هذه العقاقير في العادة من قدرتك على الضغط، ويدوم أثرها من ساعتين إلى ست ساعات حسب النوع المستخدم.

المخاوف المحتملة

تسبب هذه العقاقير النعاس، وقد تثبط التنفس لدى الأم والطفل عند استعمال جرعات كبيرة، إلا أن تلك الآثار عكوسة (تزول ولا تبقى)؛ وكثيرا ما تؤدي هذه العقاقير إلى نقص تذكر مراحل الولادة.

المبنجات (المخدرات) الموضعية Local anesthetics

تشتمل على الكلوروبروكايين chloroprocaine والليدوكايين lidocaine وعقاقير الكايين caine الأخرى.

متى تعطى؟

تعطى قبل الولادة أو بعدها بمدة قصيرة.

كيف تعطى؟

تحقن هذه العقاقير مباشرة في الأنسجة حول فتحة المهبل، قبل القص لتوسيع تلك الفتحة (بضع الفرج episiotomy) أو قبل إصلاح التمزق.

كيف تؤثر؟

تخدر هذه العقاقير فتحة المهبل، مما يسمح بالقيام بإجراءات بسيطة، وهي تعطي تسكينا مؤقتا للألم في منطقة صغيرة من الجسم، ولكنها لا تخفف آلام التقلصات، لذلك لا تستخدم في أثناء المخاض.

المخاوف المحتملة

إذا استخدمت هذه العقاقير بالشكل المطلوب، فإنها لا تسبب آثارا سلبية على الأم أو الطفل، ولكن في حالات نادرة، فإن حقن مثل هذه العقاقير عبر وريد الأم قد يؤدي إلى انخفاض الضغط والغشي؛ كما قد يوجد لدى البعض أرجية (فرط تحسس للمستضد allergy) لبعض المواد الموجودة ضمن هذه العائلة من العقاقير.

إحصار العصب الفرجي Pudendal block

نستخدم الكلوروبروكايين chloroprocaine والليدوكايين lidocaine وعقاقير الكايين caine الأخرى لهذا الغرض.

متى تعطى؟

قد تعطى قبل فترة قصيرة من الولادة.

كيف تعطى؟

يحقن العقار في موضع معين من جدار المهبل، ويحدد هذا الموضع بمعلم عظمي في الحوض.

كيف تؤثر؟

مثلما يستطيع طبيب الأسنان حصر الألم الناجم من مجموعة من الأسنان بالحقن في مكان معين، يقوم مقدم الرعاية الصحية بالحقن لحصر الألم من المنطقة الواقعة بين المهبل والشرج (العجان)، وهذا يعطي تخديرا يستمر من دقائق وحتى ساعة واحدة؛ ويفيد هذا النوع من التخدير عندما تصبح الولادة بمساعدة الملاقط أو الشفاط (المحجم vacuum) ضرورية؛ كما أن ذلك يسكن الألم عند الحاجة إلى بضع الفرج أو عند حدوث تمزق في أثناء الولادة، ولكن دون تسكين لآلام التقلصات.

المخاوف المحتملة

قد تقلل مثل هذه الطريقة بشكل بسيط من القدرة على الضغط أو الدفع، وقد تحدث أرجية أحيانا؛ كما أن حقن هذا العقار في وعاء دموي قد يؤدي إلى حدوث مشاكل، ولكن بشكل عام لا توجد آثار سلبية على الأم أو الطفل.

الإحصار فوق الجافية Epidural block

نستخدم في الإحصار فوق الجافية مزيجا من المخدرات narcotics والمبنجات anesthetics؛ وتضم المبنجات المستخدمة الكلوروبروكايين والليدوكايين وعقاقير الكايين الأخرى؛ أما المخدرات المستخدمة فتشتمل على الفنتانيل والميبريدين والمورفين والنالبوفين.

تلقي الإحصار فوق الجافية

لإجراء الإحصار فوق الجافية:

1. يجب الاستلقاء على الجنب في وضعية ملتفة أو بوضعية الجلوس في السرير، بحيث يكون الظهر منحنيا بشكل دائري.
2. يقوم الطبيب بتخدير منطقة في الظهر باستخدام المخدر الموضعي.
3. يدخل الطبيب إبرة في الحيز فوق الجافية خارج الغشاء المحيط بالسائل النخاعي والأعصاب النخاعية.
4. يمرر أنبوب رفيع ومرن (قثطار catheter) خلال الإبرة، ثم تزال الإبرة، ويستببقى القثطار في الحيز.
5. تحقن العقاقير عبر القثطار، وتمر حول الأعصاب محصرة الألم.

متى تعطى؟

تعطى في دور الولادة النشط، وقد تستخدم في الولادات القيصرية.

كيف تعطى؟

تحقن تلك العقاقير في الحيز المحيط بالأعصاب النخاعية، وقد يستغرق التطبيق 20 دقيقة، ويبدأ التسكين بعد 20 دقيقة أخرى، وقد تعطى بشكل مستمر أو بشكل متقطع في أثناء الولادة.

كيف تؤثر؟

يوقف الإحصار فوق الجافية الألم في القسم السفلي من الجسم مؤقتا، أو يغير من استقبال ذلك الألم حسب التوازن بين المخدرات والمبنجات؛ ويكون الإحصار فوق الجافية – على كل حال – طريقة فعالة جدا لتسكين الألم، ويمكن استعماله بشكل مستمر لعدة ساعات. وهناك ما يدعى التخدير فوق الجافية السيري walking epidural، وهو أحد أشكال الإحصار فوق الجافية حيث يمكنك المشي في أثناء الولادة، فبالإضافة إلى تسكين الألم يبقى جزء من العضلات فعالا؛ وتسمح لك هذه الطريقة بالبقاء يقظة ومنتبهة، ويمكن تغيير التوازن بين العقاقير المعطاة بعد توسع العنق بمقدار 10 سنتيمتر للسماح بالدفع الجيد.

المخاوف المحتملة

قد يكون الإحصار أفضل في جهة من الجسم منه في الأخرى في بعض الأشخاص أحيانا، وذلك نتيجة للتنوع التشريحي، وأهم الأعراض الجانبية الممكن حدوثها انخفاض الضغط الذي قد يكون في أحيان نادرة كافيا لحدوث الغشي والغثيان، وفي أحيان أخرى قد يؤدي ذلك إلى تقليل جريان الدم عبر المشيمة، مما يؤدي إلى نقص مؤقت في نبض الطفل؛ ولكن لم تظهر أي من الدراسات العلمية أن الإحصار فوق الجافية يؤدي إلى بطء هام في المخاض.

قد يؤثر الإحصار في عضلات الصدر عند استخدام كمية كبيرة من العقاقير، مما يسبب صعوبة في التنفس، وهذا التأثير نادر الحدوث وسهل العلاج مع أنه مخيف جدا؛ كما يمكن أن تسبب العقاقير حدوث أرجيات allergies أيضا.

في بعض الحالات النادرة، قد تخترق الإبرة الغشاء الذي يحوي السائل النخاعي المحيط بالقناة النخاعية، مما يؤدي إلى رشح السائل مسببا صداعا شديدا (الصداع النخاعي spinal headache) عند النهوض أو الوقوف.

الإحصار النخاعي

نستخدم في هذه الطريقة مزيجا من المخدرات narcotics والمبنجات anesthetics؛ وتضم عقاقير التخدير المستخدمة الكلوروبروكايين والليدوكايين وعقاقير الكايين الأخرى؛ أما المبنجات المستخدمة فتشمل على الفنتانيل والميبريدين والمورفين والنالبوفين.

متى يعطى؟

يطبق الإحصار النخاعي في دور الولادة النشط، وقد يستخدم قبل الولادات القيصرية بوقت قصير عند الضرورة.

كيف يعطى؟

تحقن العقاقير في الحيز المملوء بالسوائل والمحيط بالأعصاب النخاعية، حيث تأخذ مفعولها خلال ثوان.

كيف تؤثر؟

تقدم هذه الطريقة تسكينا كاملا للألم من الصدر وحتى الأسفل، وذلك خلال المخاض والولادة المهبلية أو القيصرية، ويستمر التسكين حتى ساعتين تبقى خلالهما المرأة مستيقظة ومنتبهة.

المخاوف المحتملة

تشتمل الآثار الجانبية على الصداع النخاعي وانخفاض الضغط، ويكون الصداع النخاعي في هذه الطريقة أكثر حدوثا منه في الإحصار فوق الجافية، لأن اختراق الغشاء المحيط بالسائل النخاعي يكون مقصودا؛ ونستخدم إبرة أصغر في الإحصار النخاعي من تلك المستخدمة في الإحصار فوق الجافية؛ ورغم ذلك فالتسرب المؤقت شائع، وقد تحتاجين إلى قثطار للمثانة بسبب فقد التحكم بها.

وكما في التخدير فوق الجافية، قد تؤدي هذه الطريقة إلى انخفاض ضغط الأم، مما يسبب مشاكل لدى الطفل.

طرق تخفيف الألم الطبيعية

نعني بالولادة الطبيعية تلك الولادة التي لا تستعمل فيها الأم أية عقاقير لتخفيف الألم، بل يفضل فيها استخدام الطرق الطبيعية ومكملاتها لتخفيف الألم.

يزيد الإجهاد في أثناء الولادة توتر الأم، ويقلل من قدرتها على التعامل مع الألم؛ وتعمل الطرق الطبيعية (غير الدوائية أو غير الطبية) على تخفيف الألم بطرق مختلفة، فقد تحفز تحرير مضادات الألم الطبيعية (الإندورفينات endorphins)، ولكن أكثرها يقوم بصرف الانتباه عن الألم، وكل تلك الطرق تهدئك وتجعلك أكثر استرخاء، وهذا يجعلك أكثر سيطرة على ألمك.

تساعد طرق تخفيف الألم الطبيعية على تدبير الألم من دون إيقافه كليا، ويمكن الاعتماد عليها بشكل كلي أو إشراكها مع طرق تخفيف الألم الدوائية؛ وتفضل أغلبية النساء تجريب الطرق الطبيعية لتخفيف الألم في أثناء الولادة أولا.

تفيد طرق تخفيف الألم الطبيعية بشكل خاص في الولادة المبكرة وفي دور الولادة النشط أو الفعال، ويكون الشعور بالألم أكثر ما يكون لدى استخدام الطرق الطبيعية عندما يتوسع عنق الرحم حتى السنتيمترات الأخيرة وحتى بلوغ التوسع 10 سنتيمترات وعند الدفع.

تشتمل الطرق الطبيعية على الاسترخاء والتدليك والتخيل الموجه والتأمل والتيقن الإيجابي وطرائق التنفس وغيرها.

طرق الاسترخاء Relaxation techniques

نعني بالاسترخاء التخلص من الضغط النفسي والجسدي عن طريق مجهود واع ومؤثر؛ وبإنقاص التوتر العضلي خلال المخاض والولادة، يمكنك اختصار الحلقة المؤلفة من الخوف والتوتر والألم؛ كما يسمح الاسترخاء لجسمك بالعمل بشكل أكثر طبيعية محافظا بذلك على الطاقة للعمل القادم، ويشكل الاسترخاء مع التنفس النموذجي الطريقتين الأساسيتين للراحة الذاتية في أثناء الولادة؛ وغالبا ما تدرس مثل تلك الطرق وغيرها في صفوف خاصة بالتوليد.

لا يعني الاسترخاء الصراع مع الألم الذي قد يؤدي إلى خلق توتر أكبر؛ وإنما السماح للألم بالمرور مع التركيز على إنقاص التوتر وتمارين صرف الانتباه.

يعد الاسترخاء مهارة مكتسبة، تكون أكثر فعالية إذا طبقت قبل بدء الولادة؛ وبقدر ما تتقنين هذه الطريقة بقدر ما تكونين أكثر ثقة في أثناء الولادة؛ وإليك بعض النصائح المفيدة في إتقان طريقة الاسترخاء الذاتي self-relaxation:

●   اختاري بيئة هادئة للممارسة.
●   استمعي إلى الموسيقى الهادئة إذا رغبت.
●   خذي الوضعية المريحة مع بعض الوسائد لتسندك.
●   تنفسي ببطء وعمق من البطن، واشعري ببرودة الهواء الذي تتنفسين وبالتوتر الخارج عند الزفير.
●   تنبهي إلى المناطق المتوترة في جسمك، وحاولي التركيز على إرخائها.

ومن خلال إحدى طرق تخفيف الألم الطبيعية المسماة الاسترخاء المتقدم progressive relaxation، يجري إرخاء مجموعة من العضلات بين التقلصات أو في أثنائها أو في أوقات متقطعة من الولادة عند الشعور بالتوتر؛ وللقيام بذلك، ابدئي بالرأس أو القدمين، وأرخي مجموعة واحدة من العضلات، ثم اتجهي إلى النهاية الأخرى لجسمك؛ فإذا كان لديك مشكلة في عزل العضلات، يكون عليك توتير كل مجموعة لثوان ثم إرخاؤها والشعور بزوال التوتر، واصرفي بعضا من اهتمامك لإرخاء الفكين واليدين، حيث تقوم الكثير من النساء بشكل لاشعوري بتوتير وجوههن وقبض أيديهن في أثناء التقلصات.

يمثل الاسترخاء اللمسي touch relaxation طريقة مشابهة للاسترخاء المتقدم، ولكن تكون هناك إشارة لكي تقومي بإرخاء مجموعة من العضلات تجري بضغط مدرب الولادة على تلك المنطقة من الجسم، حيث يقوم بالضغط الثابت أو الفرك باستخدام حركة دائرية صغيرة لمدة 5 إلى 10 ثوان، ثم الانتقال إلى نقطة أخرى؛ فمثلا، قد يبدأ مدرب الولادة بفرك صدغيك ثم الانتقال إلى قاعدة الجمجمة، ثم التوجه إلى الظهر والكتفين، ثم الذراعين واليدين، وأخيرا الرجلين والقدمين.

تساعدك طريقة الاسترخاء على تحديد مناطق التوتر في أثناء الولادة والمخاض، مما يساعدك على إزالتها؛ ولكن البعض لا يرغب بأن يلمس في أثناء الولادة، فإذا كنت من أولئك يمكنك الطلب من مدرب الولادة أن يعطيك تعليمات لفظية بدلا من اللمس، كأن يقول لك بنبرة هادئة “أرخي عضلات فكيك الآن”؛ ولا بد في أثناء الحمل، من التمرين مع مدرب الولادة على الاسترخاء اللمسي حتى تصبح استجابتك للأوامر أو اللمس ذاتية.

ما هي الدولا Doula؟

الدولا امرأة مدربة بشكل خاص لتكون مدربة ولادة؛ فقد اعتادت النساء على مساعدة بعضهن البعض في أثناء الولادة منذ قرون، ومع ذلك يظل دور الدولا دورا شكليا وتفسيرا حديثا للولادات المساعدة assisted births؛ وعندما تأخذين قرارك بشأن تخفيف الألم، قد ترغبين في استئجار دولا كجزء من خطة الولادة.

ماذا تفعل الدولا؟ تقوم الوظيفة الأساسية للدولا على مساعدة الحامل في أثناء الولادة، ولكن من دون الاستغناء عن رعاية مدرب الولادة أو الخبرة الطبية في أثناء الولادة، لذلك فهي تقدم دعما وخبرة إضافيتين؛ والكثير من الدولات هن بالأساس أمهات تلقين ساعات من التدريب الإضافي في التوليد.

تساهم بعض الدولات مبكرا في الحمل، حيث يساعدن في تعليمك ما هو متوقع في أثناء المخاض والولادة وفي وضع خطة للولادة؛ وقد تأتي الدولا إلى المنزل إذا رغبت لتساعدك عند بدء التقلصات المبكرة.

ولكن العمل الحقيقي للدولا يظهر في المستشفيات أو مراكز التوليد، حيث تقدم لك ولشريكك رعاية مستمرة منذ بداية الولادة، فيمكنها إعارتك يدا إضافية وإحضار رقائق من الثلج أو تدليك ظهرك، كما أنها قد تساعدك في طرائق التنفس والاسترخاء، وبإمكانها تقديم النصح حول وضعية الولادة، والشيء الأكثر أهمية هو أن الدولا تقدم لك ولشريكك عبارات مشجعة ومطمئنة.

كما يمكن أن تكون الدولا وسيطا يساعدك على اتخاذ القرارات الواعية في أثناء الولادة، ويمكنها كذلك شرح المصطلحات الطبية والإجراءات المستخدمة وتقديم رغباتك لمقدم الرعاية الصحية، ولكن دون القيام بأي فحص طبي أو المساعدة في الولادة الفعلية.

تزود الدولا الوالدين الذين ينتظرون أن يأتي طفلهم الأول إلى العالم برعاية إضافية، كما أنها تعطي دعما عاطفيا للأم والذي قد يكون ضروريا؛ وتشير الدراسات إلى أن الأمهات اللاتي تلقين مساعدة من الدولا يواجهن مضاعفات ومداخلات طبية أقل في أثناء الولادة.

كيف تجدين الدولا؟ قد يستطيع الطبيب أو المستشفى أو مركز التوليد – حيث تنوين الولادة – تزويدك بقائمة من الأسماء؛ وتقدم بعض المستشفيات ومراكز التوليد خدمة الدولا، كما يمكنك أيضا الاتصال بمنظمة شمال أمريكا للدولا Doulas of North America تلك المنظمة التي ترعى وتدرب الدولا www.dona.org؛ وتأخذ أكثر الدولات أجرا مرة واحدة، والبعض يأخذن أجرهن بمقياس منزلق.

عليك أن تلتقي بالدولا قبل استئجارها حتى تقرري مدى انسجامك معها، كما أن عليك سؤالها عن التدريب الذي تلقته وعن فلسفتها في الولادة؛ ويجب ألا تشجع أو تشجع الدولا على تخفيف الألم في أثناء الولادة، وإنما وظيفتها مساعدتك على مواجهة تجربة الولادة التي تختارين والتي تكون آمنة ومرضية؛ وتوفر بعض الدولات الرعاية بعد الولادة أيضا، لذلك ربما تسألين عن ذلك.

تعد الدولا فكرة جيدة لاسيما للوالدين للمرة الأولى والأمهات الوحيدات، ومن الخيارات البديلة عن الدولا أن يوجد في غرفة الولادة صديق موثوق أو إحدى أفراد العائلة التي مرت بتجربة الولادة.

التدليك Massage

هناك العديد من طرائق التدليك – التمسيد الخفيف أو الشديد بشكل متعاقب للكتفين والرقبة والظهر والبطن والقدمين، التدليك القوي، الحك أو الضغط على الأقدام والأيدي، تدليك فروة الرأس بأطراف الأصابع – يمكن أن تساعدك على الاسترخاء خلال الولادة؛ كما يمكنك القيام ببعض الإجراءات بنفسك، مثل التمسيد الدائري حول البطن في أثناء التقلصات، ولكن من الأفضل القيام بها بواسطة مدرب الولادة أو الدولا أو القابلة أو الممرضة.

قد يخفف التدليك من ألم العضلات وتوترها، كما ينبه الجلد والأعضاء العميقة، ويمكن استخدامه في أثناء أي وقت من الولادة؛ وبقدر مهارة المدلك، بقدر ما ستجدين أن التدليك مفيد، وقد تستمر آثار التدليك لوقت لا بأس به إذا أجري بالشكل المطلوب.

وبالإضافة إلى المساعدة على الاسترخاء، يوقف التدليك الإحساس بالألم؛ وتشعر بعض النساء بألم الولادة بشكل أكبر في الظهر، لذلك فإن تدليك الظهر يساعد جدا في حالتهن؛ ومن أجل هذا، يطلبن من مدرب الولادة الضغط بقوة على أسفل الظهر، لأن الضغط المقابل يمكن أن يكون طريقة طبيعية لتخفيف ألم الظهر بسبب الولادة.

وفيما يلي بعض طرائق تدليك الظهر التي قد يستعملها مدرب الولادة:

1.  يكون البدء أسفل الظهر، حيث تكون اليدان على جانبي العمود الفقري، ثم يجري الانتقال ببطء إلى الكتفين، وتنزلق اليدان حول الكتفين ثم إلى الأسفل على جانبي الظهر، ويزاد الضغط تدريجيا حسب طلب المتلقية.

2.  يجري تحريك اليدين إلى أسفل الظهر بحيث تتجه الأصابع إلى الخارج والمعصمين على بعد 2.5 سم، ثم تقومين بشهيق وزفير ودفع لطيف، ثم بالشهيق مرة أخرى مع نقل اليدين إلى الأسفل شيئا قليلا، ثم يعاد الدفع مع الزفير، مع الاستمرار في الانتقال إلى الأسفل.

3.  يجري وضع الإبهامين على بعد 1.2 سم تقريبا من جانبي العمود الفقري أسفل الظهر، ويطبق الدفع بقوة وبحركات دائرية صغيرة وبطيئة، ثم يجري الانتقال ببطء من الظهر باتجاه الرقبة، ثم توضع السبابة على جانبي العمود الفقري مع رسم خط عميق من أسفل الظهر وحتى الأليتين؛ وتكرر العملية.

4.  لتدليك الرقبة والكتفين، توضع اليدان على الكتفين، ونقوم بحركة دائرية غير قابضة أو ضاغطة بواسطة الإبهامين في المنطقة بين أعلى الظهر وأسفل الرقبة، ثم يجري القيام بحركات ماسحة أو جارفة لطيفة من الذراع إلى الرقبة يدا فوق اليد.

أعطي مدرب الولادة المقترحات التالية:

●   استخدام الزيت أو الدهون لتقليل الاحتكاك مع الجلد.

●   تدفئة المنطقة المراد تدليكها قبل بدء التدليك، مثل تدفئتها بكمادات ساخنة.

●   محاولة المحافظة على بقاء إحدى اليدين على الظهر حتى عند تغيير طريقة التدليك أو التقاط كمية إضافية من الدهون، إذ إن رفع اليدين كلية ثم إعادة وضعهما قد يسبب توترا.

يجب عليك التعاون مع مدرب الولادة لتحديد نوع التدليك المفضل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأمور ستسير بشكل أفضل عندما يكون كل شخص أكثر مرونة؛ وقد تزعمين أن التدليك غير مريح إذا كان ذلك في أثناء الولادة فقط.

التخيل الموجه Guided imagery

هي طريقة لتخفيف الألم من دون عقاقير تساعد الأمهات عند الولادة على خلق بيئة مفعمة بالشعور بالاسترخاء والسعادة، وقد تسمى أحيانا أحلام اليقظة الهادفة daydreaming with purpose، وقد تستخدم هذه الطريقة في أي وقت من الولادة، وتشتمل على التخيل بأنك في مكان هادئ وآمن، كأن تتصوري نفسك جالسة على شاطئ رملي دافئ أو تمشين في غابة خضراء معشبة، وقد يكون ذلك المكان حقيقيا أو وهميا؛ وعندما تشعرين بالهدوء، اسمحي لتفاصيل هذا المكان بالظهور مثل الأصوات والروائح وهبوب الرياح على وجهك، واستمتعي بالإحساس بأن جسمك ينمو بشكل أفضل، ويمكنك تحسين ذلك أيضا بتشغيل أشرطة موسيقى الأمواج المتكسرة والمطر والشلالات وهديل الطيور على الأشجار أو أي نوع من الموسيقى الهادئة التي تفضلين.

التأمل Meditation

يمكن أن يساعد ذلك النوع من التأمل، الذي يشمل التركيز على شيء هادئ أو صورة أو كلمة، في الاسترخاء في أثناء الولادة، ويقلل من الألم؛ ويكون التركيز على شيء ما في الغرفة، وقد يكون ذلك الشيء صورة اشتريتها أو خيالا ذهنيا أو كلمة تكررينها في نفسك؛ وعندما تخطر لك أفكار تشتت انتباهك، انصرفي عنها دون تمعن، وأعيدي التركيز على الشيء المختار.

التيقن أو التحقق الإيجابي Positive affirmation

إن بقاءك إيجابية أمر ضروري في أثناء المخاض و الولادة، وقد تجدين أن قولك أشياء إيجابية لنفسك بصوت عال أو صامت كوسيلة للتعامل مع الألم أمر مفيد ومريح ومشجع؛ كما يمكنك الطلب من مدرب الولادة أو الدولا أو شريكك قول ذلك.

من الأمثلة على ذلك:

●   جسمي يعرف ماذا يفعل.
●   أنا مسترخية ومركزة.
●   أنا منسجمة مع جسمي.
●   أنا هادئة وواثقة.
●   إنني قوية، وأستطيع دفع ولدي خارجا.
●   لدي الطاقة، وأريد أن أرى طفلي خارجا.

تقنيات التنفس Breathing techniques

لا تحتاج هذه الطريقة، كغيرها من طرق تخفيف الألم الطبيعية، إلى استخدام عقاقير أو إلى مراقبة طبية، فأنت في حال من السيطرة؛ وتشتمل هذه الطرائق على التنفس الهادئ والمتقن في أثناء التقلصات، وتشكل جزءا أساسيا من أساليب الراحة الذاتية في أثناء الولادة.

إن تركيزك على التنفس في أثناء الولادة يصرفك عن الألم، ويرخي عضلاتك، ويخفض التوتر الذي يزيد الألم؛ كما أن التنفس العميق المضبوط يمكن أن يقلل من الغثيان والدوخة في أثناء الولادة، ولكن الشيء الأكثر أهمية هو أن التنفس العميق يساعد على وصول الأكسجين لك ولطفلك.

من الأفضل تعلم طرائق التنفس والتدرب عليها قبل الولادة؛ وتدرس طرق التنفس، مثل طريقة لامازي Lamaze method، في صفوف توليد خاصة؛ ولذلك، اصطحبي مدرب الولادة معك إلى تلك الصفوف ليساعدك على تلك الطرائق في أثناء الولادة؛ وبقدر ما تمارسين تلك الطرائق بقدر ما يكون ذلك طبيعيا عند بدء التقلصات.

يمكن البدء بتمارين التنفس في الحال، فهل تريدين استعمالها في أثناء الولادة؟ والكثير من النساء يقمن بذلك؛ ولكن هذه الطرق غير ناجحة دائما، لأنها تعتمد على تفاعلك مع ألم الولادة والذي لا يمكن التنبؤ به وعلى قدرتك على التركيز على شيء غير ألم الولادة، كما يمكن استخدام هذه الطرائق مع طرق تخفيف الألم الأخرى.

طريقة لامازي Lamaze method

إن طريقة لامازي هي فلسفة في الولادة، وهي في الوقت نفسه تعد إحدى طرائق التنفس المستخدمة في أثناء الولادة؛ وتقول فلسفة لامازي أن الولادة عملية صحية وطبيعية، ويجب أن تكون المرأة مدعومة بالعلم والتشجيع لتواجه الولادة بثقة.

تركز صفوف لامازي على طرائق الاسترخاء، كما أنها تساعد على تنظيم استجابة الجسم للألم من خلال التدريب والممارسة، فمثلا تدرس تمارين التحكم بالتنفس والتي تعد استجابة بناءة للألم أكثر من مجرد كونها حبسا وتوتيرا للنفس.

إن معلمي طريقة لامازي يرشدون الأمهات المنتظرات إلى أخذ نفس عميق ونظيف مع بداية ونهاية كل تقلص؛ ولذلك، تنفسي من الأنف متخيلة الهواء النقي والمنعش، ثم أعطي زفيرا ببطء من الفم متخيلة خروج التوتر؛ ويشير النفس العميق إلى كل شخص في غرفة الولادة ببداية أو نهاية التقلص، ويشير إلى جسمك بالاسترخاء.

هناك مستويات مختلفة لطريقة تنفس لامازي تستخدم في المخاض والولادة كما هو مبين لاحقا. ابدئي باستخدام طريقة التنفس الأولى، واستمري فيها ما دام أنها مجدية، ثم انتقلي إلى المستوى التالي مرة أخرى؛ وتدرس هذه الطرق في صفوف التوليد:

مستوى لامازي الأول: التنفس البطيء slow-paced breathing

وهو النمط الذي تستخدمينه في أثناء الاسترخاء أو النوم؛ ولذلك، خذي شهيقا عميقا وبطيئا من الأنف وزفيرا من الفم بنصف معدل تنفسك الطبيعي، ويمكنك ترديد بعض العبارات مثل “أنا أشهق وأزفر باسترخاء” أو ” واحد – اثنان – ثلاثة (في الشهيق)، واحد – اثنان – ثلاثة (في الزفير)، أو تنفسي بتناغم في أثناء المشي أو التأرجح.

مستوى لامازي الثاني: التنفس الهادئ المعدل Modified-pace breathing

تنفسي بصورة أسرع من المعدل الطبيعي، ولكن بطريقة سطحية كافية لمنع حدوث فرط التهوية hyperventilation: “واحد – اثنان (شهيق)، واحد – اثنان (زفير)، واحد – اثنان (شهيق)، واحد – اثنان (زفير)”، مع المحافظة على استرخاء جسمك لاسيما الفك؛ وركزي على التناغم بحيث يكون ذلك أسرع في قمة التقلص ثم أبطأ عندما يخف التقلص.

مستوى لامازي الثالث: التنفس الهادئ النموذجي Pattern-pace breathing

يستخدم هذا النمط في نهاية الولادة أو في قمة التقلصات القوية بمعدل أسرع بقليل من الطبيعي كما في التنفس الهادئ النموذجي، ولكن في هذه المرة بإيقاع لاهث pant-blow rhythm مثل “ها-ها-ها – هو” أو “هي – هي – هي – هو”، مما يساعدك على التركيز على التنفس بدلا من الألم؛ أعيدي ذلك الأسلوب، وابدئي ببطء مع زيادة السرعة عند ذروة كل تقلص وإنقاصها عندما يتلاشى التقلص؛ وخذي في الحسبان أنه كلما زاد معدل التنفس توجب أن يكون التنفس سطحيا أكثر لمنع حدوث فرط تهوية؛ وعندما تشعرين بوخز خفيف في يديك أو قدميك، قللي سرعة التنفس؛ وهناك ما يشير إلى أن فرط التهوية قد يقلل من وصول الأكسجين إلى الطفل. امضي قدما عندما تئنين أو تصدرين بعض أصوات الاستغاثة المزعجة، وأبقي عينيك مفتوحتين ومركزتين وعضلاتك مسترخية.

التنفس لمنع الدفع (الكبس)

عندما تشعرين برغبة ملحة في الدفع، مع أن مقدم الرعاية الصحية يرى عدم توسع عنق الرحم بشكل كامل وأن عليك التراجع، انفخي نفخات صغيرة من الخدين كما تطفئين شمعات الميلاد؛ افعلي ذلك حتى تزول الرغبة في الدفع.

التنفس من أجل الدفع

عندما يتوسع عنق رحمك بشكل كامل، ويطلب منك مقدم الرعاية الصحية الاستمرار في الدفع، خذي بضعة أنفاس عميقة، وادفعي إلى الأسفل عندما تشعرين بإلحاح بالرغبة في الكبس؛ اضغطي لمدة 10 ثوان، وأعطي زفيرا ثم خذي نفسا من جديد، وكرري الدفع؛ وتستمر التقلصات في هذه المرحلة دقيقة أو أكثر، لذلك من الضروري أن يكون التنفس بفواصل منتظمة دون أن تحبسي النفس.

إن رغباتك الشخصية وطبيعة التقلصات سوف ترشدانك إلى تقرير متى تستخدمين تمارين التنفس في أثناء الولادة، ويمكنك اختيار أية طريقة من طرائق التنفس أو ابتداع واحدة بنفسك، وحتى إذا كنت تريدين استخدام عقاقير الألم في أثناء الولادة فمن الضروري تعلم طرائق التنفس والاسترخاء.

تغيير الوضعيات Changing positions

إن الحركة بحرية في أثناء الولادة تساعدك على اكتشاف الوضعية الأكثر إراحة لك؛ لذلك، غيري إن أمكن وضعيتك بشكل متكرر وتجريبـي لاكتشاف الأوضاع الأكثر راحة لك.

وفي الحقيقة، إن تغيير الوضعيات في أثناء الولادة طريقة طبيعية لتخفيف الألم، فالحركة تحسن الدورة الدموية وتساعد على صرف الانتباه عن الألم، كما تساعد على تقدم الولادة البطيئة.

حاولي تجريب وضعية جديدة كلما أحببت ذلك وفي أثناء الولادة إذا كان ذلك ممكنا؛ فمثلا، قد تريدين محاولة الوقوف أو الانحناء على مدرب الولادة أو الاعتماد على الأطراف الأربعة، بينما يقوم مدرب الولادة بتدليك الظهر، وقد تجدين أنه من المريح الانحناء على كرسي أو سرير أو وسائد للاعتماد عليها، ويمكنك الاستعانة بمقدم الرعاية الصحية ليساعدك على اكتشاف الوضعيات المناسبة.

قد تجد بعض النساء أن الحركة المتناغمة، مثل التأرجح بواسطة الكرسي الهزاز أو التأرجح ذهابا وإيابا على أيديهن وركبهن، تخفف وتصرف الانتباه عن الألم.

الحرارة والبرودة heat and cold

إن تطبيق الحرارة أو البرودة أو كليهما في أثناء الولادة قد يكون مهدئا وطريقة طبيعية لتخفيف الألم خلالها؛ ويتمثل الهدف من استعمال ذلك في جعلك أكثر ارتياحا حتى تتمكني من الاسترخاء بشكل أفضل.

فالحرارة تخفف من توتر العضلات، ويمكن استعمالها عن طريق ضمادات التسخين أو المناشف الدافئة أو الكمادات الساخنة أو قوارير الماء الساخنة أو العلب المملوءة بالأرز الساخن؛ ويمكنك وضعها على الكتفين أو أسفل البطن أو الظهر، وذلك لتخفيف الألم. وعندما يكون الدفع وشيكا، قد تجدين أنه من المريح أن تضعي بطانية دافئة حول جسمك إذا كنت ترتجفين أو كمادة ساخنة في المنطقة بين الشرج والمهبل (العجان).

تستعمل البرودة عن طريق الكمادات الباردة أو علب الصودا المثلجة أو الأكياس المملوءة بالثلج؛ وتفضل بعض النساء الكمادات الباردة أسفل الظهر للمساعدة على تخفيف ألم الظهر، وقد تجدين أن وضع منشفة باردة ورطبة على وجهك تساعد على تقليل التوتر وجعلك أكثر هدوءا في أثناء الولادة، كما أن مص رقائق من الثلج يساعد على تهدئتك وعلى إشعارك بإحساس مشتت في الفم.

يمكن استخدام الحرارة والبرودة معا لتخفيف الألم بشكل طبيعي في أثناء الولادة؛ فمثلا، يمكن أن يقلل التبديل بين قنينة ماء ساخن ومنشفة منقوعة في ماء بارد ألم الظهر والمعص (التشنج المؤلم cramping).

ولكن، لا تستخدمي الحرارة أو البرودة بإفراط، فأنت لا تريدين حرق أو تجميد جلدك.

الدش أو الحمام shower or bath

تضم الكثير من المستشفيات ومراكز التوليد مرشات في غرف التوليد، كما يوجد لدى بعضها أحواض استحمام أو حمامات دوامة للمساعدة على تخفيف ألم الولادة، لاسيما الولادات في المرحلة النشطة عندما تشتد التقلصات؛ فالماء الدافئ يساعد على تخفيف الألم بشكل طبيعي، وذلك بوقف وصول نبضات الألم إلى الدماغ، كما أن الماء الدافئ مرخ أيضا؛ ويمكن استخدام هذه الطريقة لتخفيف الألم في المنزل قبل التوجه إلى المستشفى أو مركز التوليد.

عندما تستخدمين المرش، يمكنك الجلوس على كرسي وتوجيه الماء إلى ظهرك أو بطنك بواسطة مقبض المرش، ويمكن أن تطلبي من مدربة الولادة ارتداء لباس استحمام والانضمام إليك.

العلاج بالروائح Aromatherapy

حاولي استعمال الروائح المريحة لتحريض الاسترخاء وتخفيف الألم؛ فعندما تكونين في المنزل، أشعلي شمعة معطرة أو احرقي بعض البخور؛ أما عندما تكونين في المستشفى أو مركز التوليد، فأحضري معك وسادة معطرة بالشذى المفضل لديك، أو اطلبي من مدرب الولادة استخدام زيت أو دهون معطر بشكل بسيط عندما يدلكك؛ وقد يساعد العلاج بالروائح على الاسترخاء وتقليل الضغط والتوتر؛ ولكن بما أنك في حالة ولادة، فقد يجعلك ذلك أكثر حساسية لبعض الروائح، لذا لا تفرطي في استعمال هذه الطريقة؛ وقد تكون العطور البسيطة مثل الخزامى هي الأفضل.

كرة الولادة Birthing Ball

كرة الولادة هي كرة مطاطية كبيرة تشكل أداة من أدوات تخفيف الألم الطبيعية، حيث أن الانحناء أو الجلوس عليها يساعد على تقليل الإزعاج الناتج عن التقلصات وتخفيف ألم الظهر بسبب الولادة، كما يساعد أيضا على نزول الطفل باتجاه قناة الولادة؛ وقد توفر المستشفيات أو مراكز التوليد مثل هذه الكرات أو ربما تحتاجين إلى شرائها بنفسك؛ وربما يساعدك أحد أفراد طاقم الرعاية في تعلم أفضل طريقة للاستفادة من هذه الكرات، كما يمكن استخدام تلك الكرات مع طرق التدليك والاسترخاء اللمسي.

طرق تخفيف الألم الطبيعية الأخرى

تستمر الأبحاث لاكتشاف طرق جديدة لتخفيف الألم من دون استخدام عقاقير، بحيث تكون تلك الطرق آمنة بالنسبة للأم والطفل؛ ومن الأمثلة على ذلك التنويم hypnosis والوخز الإبري acupuncture وعلم المنعكسات reflexology وتنبيه الأعصاب كهربائيا عن طريق الجلد (TENS)Transcutaneous Electrical Nerve Stimulation، حيث نحاول التحكم بالألم عن طريق النبضات الكهربائية.

إذا قررت استخدام أي من هذه الطرق غير التقليدية، فربما تحتاجين إلى ممارس مؤهل ليكون معك في أثناء الولادة ليتأكد من صحة كل ما يعمل؛ وتساعد كل تلك الطرق على الاسترخاء وتخفيف الألم وصرف الانتباه عن الألم في أثناء الولادة، ولكن مع اختلاف التأثيرات؛ والميزة التي تجمع بين كل تلك الطرق غير التقليدية هي عدم وجود دليل علمي يؤكد فائدتها، ولكن بوجود الخبير يمكنك اختيار أي مما يلي:

التنويم Hypnosis

تعتمد هذه الطريقة على المقترح التالي: إن اعتقادك الجازم بأنه يمكنك التحكم بالألم يخفف من انزعاجك بسببه؛ فمن خلال التنويم الذاتي، تكون بعض النساء قادرات على الاسترخاء العميق في أثناء المخاض والولادة؛ ويدرس مثل ذلك التنويم الذاتي في صفوف متخصصة في التوليد أو بشكل انفرادي؛ ويمكنك بواسطة هذه الطريقة البدء بالتنويم الذاتي في وقت مبكر من الولادة والاستمرار في ذلك ما دام أنه مجد.

الوخز الإبري Acupuncture

يقوم الواخز بالإبر في هذه الطريقة من طرق تخفيف الألم الطبيعية بإدخال إبر صغيرة في نقاط معينة من الجسم لتسكين الألم؛ فإذا قررت استعمال هذه الطريقة، فعليك البحث عن الواخز بالإبر الخبير باستعمال مثل هذه الطريقة في حالات المخاض والولادة.

علم المنعكسات Reflexology

تشتمل هذه الطريقة على الضغط على نقاط معينة في القدم من أجل تسكين الألم العضلي في مناطق أخرى من الجسم؛ ونكرر مرة أخرى عليك ضرورة البحث عن المعالج الخبير باستعمال مثل هذه الطريقة في حالات المخاض والولادة؛ وتستطيعين البحث أكثر عن هذه الطريقة إذا كانت تعجبك، فقد يكون المشرف على ولادتك قادرا على التعلم وتطبيق هذه الطريقة بدلا من مجرد تدليك قدميك في أثناء المخاض والولادة.

تنبيه الأعصاب الكهربائي عن طريق الجلد TENS

نقوم بهذه الطريقة بمساعدة أداة يدوية تشغل ببطارية وأسلاك توصل إلى جسمك عن طريق ضمادات لاصقة، حيث توضع تلك الضمادات الصغيرة في أسفل ظهرك؛ وعندما تشعرين ببدء التقلصات، يكون عليك الضغط على زر في المجموعة اليدوية للأداة لتقوم الآلة بإيصال نبضات خفيفة عبر الأسلاك والضمادات والجلد، وتنبه هذه النبضات الأعصاب في أسفل الظهر مما يؤدي إلى وقف إيصال نبضات الألم إلى الدماغ، وتكون تلك النبضات الكهربائية غير مؤلمة وإنما تعطي شعورا بوخز خفيف قد تجدينه مريحا.

لا تمتلك معظم المستشفيات ومراكز التوليد طريقة TENS، لذلك إذا قررت استخدامها فعليك استئجار أداتك الخاصة من الشركات التي تزود المستشفيات بالمعدات وأخذها معك عندما تذهبين للولادة؛ وقد تستطيعين استعارة أو استئجار مثل تلك الأداة من قسم العلاج الفيزيائي، حيث تستخدم لعلاج الألم المزمن.

الخيار لك

إن قرار استعمال أي عقار لتسكين الألم في أثناء الولادة يعتمد عليك بدرجة كبيرة، لذلك يكون عليك مناقشة ذلك جيدا مع مقدم الرعاية الصحية قبل بدء الولادة؛ كما يجب عليك أن تكوني جيدة المعرفة بطرق تسكين الألم الطبيعية، وحاولي الاعتماد عليها في البداية إن أمكن أو استعمليها مع العقاقير الأخرى.

عندما تشعرين في أثناء الولادة بالحاجة إلى العقاقير، لا تصري على استخدامها في الحال، بل حاولي التحمل لمدة 15 دقيقة أو أكثر مستخدمة ذلك الوقت استخداما جيدا، وذلك بالتركيز على طرائق التنفس والاسترخاء، ومحاولة الاستفادة من كل وسائل الراحة التي يقدمها مرشد الولادة لك، فربما تجدين أنه مع قليل من التشجيع يمكنك التعامل مع الألم؛ وإذا لم تستطيعي ذلك، فمن المعلوم أن لديك خيارات متاحة لتسكين الألم.

تذكري أيضا عندما تضعين طفلك وتحملينه بين ذراعيك أن ذلك يستحق تلك التجربة التي مررت بها.

اسأل طبيب مجاناً